لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار دولية

السفير المفوض لكوبا في سوريا: ندين التصريحات الأمريكية الحمقاء حول ما يجري في كوبا

كوبا ممتنة لشعوب وحكومات العالم التي عبرت عن تضامنها مع الثورة الكوبية

قال السفير المفوض وفوق العادة لجمهورية كوبا في الجمهورية العربية السورية ميغيل بورتو بارغا، في مقابلة له مع الوكالة العربية السورية للأنباء سانا، إن الأحداث التي وقعت في كوبا يوم الأحد 11 تموز ناجمة عن حملة تم إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بجميع مكوناتها الإعلامية، وحاولت تقديم وترويج صورة لبلد ينهار ويغرق في فوضى عارمة، وكان الهدف منها التحريض على “إنفجار إجتماعي” في كوبا وتبرير التدخل الخارجي.
وبيّن أن الأحداث لم تبدأ بشكل عفوي على الإطلاق، ولا إنطلاقًا من الأراضي الكوبية، وإنّما تمّ إدارتها من حسابات مقرها الفضاء الإلكتروني للولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال مجموعات مرتبطة بالإرهاب وتتلقى تمويلًا من الحكومة الأمريكية في إطار حرب من الجيل الرابع تُشن على كوبا ودول أخرى.
وأضاف، “لقد كانت خطة انتهازية وضعتها حكومة الولايات المتحدة لممارسة أكبر ضغط ممكن على كوبا في الوقت الذي تواجه فيه أوضاعًا مُعقدة منذ أكثر من 16 شهرًا نتيجة جائحة فيروس كورونا المُستجد.”
واستدرك قائلًا: “تورط واشنطن في هذه الأحداث مُثبت، ومن المعروف أنّها تمول الأفراد داخل وخارج كوبا لإنشاء مجموعات صغيرة في بلدنا تعمل على تأجيج الاضطرابات الداخلية، وارتكاب أعمال إرهابية وتنفيذ أعمال أخرى ضد مؤسسات الدولة. كما أنها تُحرّض على أعمال المواجهة مع المؤسسات والقوانين الكوبية من خلال الحملات الإعلامية التي تنطوي على الأكاذيب وتحريف للحقائق وللواقع الكوبي.”
وعن دور الحكومة الكوبية، قال السيد ميغيل بورتو بارغا: “تتحمل حكومة هذا البلد مسؤولية كبيرة في الأحداث التي حصلت في كوبا، ليس فقط لأنّها كانت نتيجة لـ 62 عام من الحرب الاقتصادية، وإنّما بسبب توقيتها الذي أتى بعد تشديد الضغوط والحصار بإقرار أكثر من 243 إجراء إضافي في عهد حكومة دونالد ترامب، وحكومة جو بايدن فضلًا عن أنها لم ترفع أي من هذه الإجراءات.”
أما عن الإدارة الأمريكية، قال السيد بارغا: “يُصرّح المتحدثون والسياسيون الأمريكيون، بمن فيهم الرئيس جو بايدن، بحماقة ووقاحة حول أعمال الشغب في كوبا وحول نيتهم المزعومة بمساعدة الشعب الكوبي، وإذا كان لديهم اهتمام ونية صادقة في تخفيف الصعوبات التي يواجها الشعب الكوبي، فعلى الحكومة الأمريكية رفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي، وإلغاء جميع الإجراءات التي فُرضت في عهد إدارة ترامب.”
ويتابع قائلًا: “في الحقيقة، كان هناك مُحاولة انتهازية لتشويه سمعة كوبا وحكومتها فيما يتعلق بإدارة الوضع الوبائي الناجم عن كورونا، واستغلال تفشي هذا الوباء اليوم في بلدنا. تعكس المؤشرات الوبائية العمل المُكثف في كوبا من أجل الحفاظ على الأرواح البشرية. على سبيل المثال لا الحصر، معدل وفيات كورونا في كوبا هو 0.65٪، وهو من أدنى المعدلات في العالم، وهذا يتحقق فقط من خلال تطبيق مجموعة من الإجراءات والبروتوكولات الصحية الفعالة. لدينا أيضا لقاحات خاصة بنا مثل (عبد الله) و(ذات السيادة 2) وحققت نسبة عالية من الفعالية وتمّ إنجازها في وقت قياسي وبمواردنا الخاصة وفي خضم الحصار.”
وفي ذات السياق، قال السيد بارغا: “العديد من البلاد تضامنت مع كوبا، بينما يدعو بعضها عن قصد واستغلال، إلى ضرورة التدخل الإنساني أو إنشاء ممرات إنسانية دون الإشارة إلى أن الحصار يشكل العقبة الرئيسية أمام تنمية البلاد، ومع وباء كورونا بات يشكل عقبة إضافية.”وفي المقابل، “يتم توجيه دعوات خطيرة وغير مسؤولة من الخارج لارتكاب أعمال تخريب وقتل واغتيالات انتقائية، ويطلب المسؤولون الأمريكيون من ميامي تدخلًا عسكريًا في كوبا، الأمر الذي سيكون له عواقب لا يمكن توقعها على السلم والأمن الإقليميين.”
وعبّر عن امتنان القيادة الكوبية للتصريحات وبيانات الدعم المُتعددة التي صدرت من شعوب وحكومات العالم والتي أكدت على تضامنها مع الثورة الكوبية وشجبت الحصار ورفضت الحملة المُغرضة الشرسة، وقال إن “كوبا بلد سلام، وستظل كذلك، وستبقى تعمل على تعزيز التضامن والرفاه لجميع شعوب العالم.”
وأردف قائلًا: “تؤكد كوبا مجددًا حقها في الدفاع عن وحدة وسلامة أراضيها وسيادتها ومواجهة أي محاولة لزعزعة الأمن والنظام الدستوري القائم، وسيتم الرد بشكل متناسب في إطار قوانيننا، مع الالتزام الصارم بالقانون الدولي.”
وفي الختام، أدان السيد بارغا حملة التضليل الأمريكية قائلًا: “نحن ندين بشدة حملة التضليل والتشويه التي أطلقتها واشنطن، ومناورات ومحاولات عرض وترويج صورة من عدم الاستقرار، والتأثير على الهدوء والقانون أو العدالة الاجتماعية، فالشعب الكوبي يُحب السلام ويملك إنسانية عميقة، ولن يتنازل أبدًا عن العمل لبناء مجتمع ديمقراطي ومزدهر ومستدام وشامل مع الجميع ولصالح الجميع.”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى