لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

«لُغز» المنطقة الآمنة.. و«حِكاية» تطهير شَرق الفرات (1-2) / محمد خروب 

ساعتان فقط استغرقتهما جولة الدورية المشتركة الاميركية ـــ التركية داخل الأراضي السورية, أو قُل المنطقة غير المُحدّدة العُمق والطول, حيث هي موضع خلاف مُعلَن بين المُحتَلّيْن الأميركي والتركي, إذ يُسميانها المنطقة الآمنة، ما عنى ضمن أمور أخرى وبخاصة بعد عودة القوات التركية إلى أراضيها، أن توافقاً على تلك المنطقة لم يتم بعد, وأن واشنطن نجحت حتى الآن في الإبقاء على الغموض في هذا الشأن, تارِكة أنقرة لإطلاق المزيد من التصريحات المُشكّكة في نيّاتها (نيّات واشنطن), دون أن تحسم الأخيرة مواقفها في هذا الخصوص, وبخاصة انها ما تزال – حتى اللحظة – تُرسِل المزيد من العتاد والتموين والدعم اللوجستي لقوات سوريا الديمقراطية «قسد”, الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس التركي ودفعه للتساؤل: ضد مَنْ سيُقاتل هؤلاء الإرهابيون (..) بما حملته لهم 30 ألف شاحنة أميركية؟ ليُجيب على سؤاله بالقول: هناك بلد وحيد هو تركيا, ونحن – أضاف – لن نتهاوَن معهم.

لا تبدو التجربة الأولى للدوريات الأميركية ـــ التركية مُشجِّعة للاخيرة، وواضح ان انقرة شعرت بأنها وقعت ضحية تعنّت أميركي محمول على مُراوغة, تستهدف شراء الوقت في انتظار حدوث تطورات تسمح لها بدرء الخطر على حلفائها (كرد سوريا) الذين باتوا هم ايضا يُطلِقون تصريحات مُتضاربة, تعكس حجم الارتباك الأقرب للضياع الذين هم عليه الآن, إذ زعَم الرئيس المُشترك للجنة العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD(صالح مسلم: أن جُنديا تركيا واحداً لن يدخُل المنطقة الآمنة, المُتفَق عليها بين انقرة وواشنطن شمال شرقي سوريا. بل وَصفَ ما توافَق عليه عَسكرِيّو البلدين بأنه لا يتعلّق بإنشاء المنطقة الآمنة، بل هو – وِفق مسلم – بروتوكول يهدف الى حماية المناطق الحدودية. فيما أطلَق قيادي كُردي سوري آخر هو خليل خلفو, تصريحاً مُماثِلا ومُتحدياً نافياً فيه أي دور للقوات التركية في إدارة المنطقة، مُوضِحاً أن الإدارات الحالية في المنطقة ستبقى كما هي, وتبقى قوات «الأسايش» تعمل لِحفظ الامن في المنطقة.

واذا ما اضفنا الى ذلك كله, التطور اللافت الذي طرأ على المشهد الميداني مساء السبت الماضي عندما تم تبادل إطلاق مَدفعي في محيط مدينة إعزاز, بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش التركي (قيل أن مَنْ بدأ هي قوات «قسد») فاننا نكون أمام أوضاع مُتوترة مرشحة للإنفجار في اي لحظة, ولا نحسب أن الأميركيين في منأى عمّا يحدث, الامر الذي عكسته تصريحات أردوغان الغاضبة والمُتوعِّدة بقوله: ان انقرة تضع على أجندتها حاليا مسألة «تطهير» شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية في سورية, وستحل هذا الامر خلال بضعة اسابيع.

بضعة أسابيع فقط… وهي أيضا «الأسابيع» التي تفصل اجتماعا مُحتمَلا اشار اليه اردوغان بينه والرئيس الاميركي ترمب, في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. يتم فيه تركيز المباحثات على منطقة شرق الفرات.

المصدر
الرأي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى