لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

تسريبات قانون الأحزاب تجريف أم تحديث؟!..

تمارس فى هذه الأيام النخبة السياسية التى أخدت على عاتقها مسؤولية تحديث قانون الأحزاب إرهابا فكرياً لمن  يعترض على ما يتسرب من مخرجاتها،أو يعبر عن رأي فيها.

واذا كنا نقتنع أن لنا وقفة أعمق فى مواجهة التحديث المزيف فإننا نجد لزاماً علينا فقط توضيح بعض المسائل ذات الطابع المستعجل.

مشكلتنا تكمن في نخبنا التى تصر على أن لا يتجاوز دورها حدود تنمية التخلف، نعم تنمية التخلف، والتحكم فى الناس عن طريق تكويناتها الضعيفة وعن طريق الرغيف .

من لا يريد أن يقتنع بأن الحزب، أى حزب هو برنامج ورؤية ومنطلقات فكرية وليس كم من الناس فى جاهة عروس، أو دعوة على منسف، أو حمولة بيك اب، تجميعهم لحظي سرعان ما ينفض السامر.

هذه الناس لأن لها مآرب أخرى لا تريد أن تقتنع ما معنى بيئة طاردة ومعادية للعمل الحزبى.

هذه النخبة لا تريد أن تفهم أن تشكيل حزب لا يحتاج أكثر من الإعلان عنه في الدول الديمقراطية التى يتفاخرون بانتمائهم إليها.

هل تعرف هذه النخب أن عدد الأحزاب عندما كان عدد المؤسسين خمسين عضواً، لا يتجاوز عددهم نصف عدد الأحزاب الموجودة حالياً، علما أن عدد المؤسسين الآن 500 عضواً.

لماذا زاد العدد وتكاثر كالفطر، اسألوا من كان بها خبيراً يا دعاة التحديث، فعندهم الخبر اليقين إن كنتم لا تعرفون مع أنني أجزم أنكم تعرفون وتم تزويدكم بكل ما هو مطلوب منكم. كي تتبنوه وتدافعوا عنه وكما هناك كتاب تدخل سريع هناك أصوات للتدخل السريع.

العمل الحزبى ليس مجرد مقال يكتبه إعلامي وهو جالس فى مكتبه، العمل الحزبي هو مخاطبة عقل الشباب والارتقاء بمستوى تفكيرهم.

مشكلتنا فى أنصاف أنصاف المثقفين الذين يكتبون فى كل شيء ويفهمون كل شيء، ويريدون تسيير أمورنا وفق أحادية رؤيتهم.

تحديث قانون الأحزاب يا سادة معناه إزالة العقبات التى تعترض العمل الحزبى والمزيد من الإباحة فى العمل.

هل تعرف هذه النخبة التي تريد تحديث قانون الأحزاب أن عضواً حزبياً تم توقيفه لمدة أسبوع لف خلالها على سجون المملكة بسبب مشاركته فى مسيرة جماهيريه كاد أن يفقد وظيفته بسبب ذلك، وتم توجيه تهمة الاعتداء على الأمن أمضى عاماً كاملاً فى المحاكم على ذنب لم يقارفه.

طبعا لا تعرف تلك النخبة المترعة بالامتيازات ما معنى العمل الحزبي. وما حجم المعاناة، لهذا تتفنن فى طريقة التحديثات..

هذة النخبة هل سألت نفسها لماذا هذا العداء للعمل الحزبي، ستكتشف هذه النخبة أن هذا المناخ المعادي هو بفعل فاعل.

عموما الأحزاب مجموعه أفكار ومبادئ ومن يؤمن بها مستعد للنضال من أجلها مهما كانت الظروف.

قد لا تعرف هذه النخبة التحديثية أن معظم الأحزاب المستهدفة من تعقيداتكم، أعضاؤها متمرسون على النضال فى كل الظروف.

لجنة الأحزاب مشروع قانون الأحزاب
بواسطة
د. سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى