لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

الإنتصار للأسرى أو تعريّة العدو، ليستا بحاجة لمسوِّغات منطقية!!

ما أن وصلت الأسيرة المُحرَرة هبة اللبدي ومعها الأسير المُحرَر عبد الرحمن مرعي إلى الأردن، حتى بدأت تخرج بعض الاصوات المُشكِّكة بصحة إضرابها عن الطعام!

صحيح أن التساؤلات في أي قضية قد تكون مشروعة، ولكن إذا ما أردنا الحديث أكثر حول مشروعيتها، علينا الأخذ بعين الإعتبار ما إذا كان الهدف منها يخدم القضية الوطنية بالأساس أو يصب في صالح هدفنا أم لا؟؟ وهذا بحد ذاته تساؤلًا مشروعًا ومُحقًا.

لعلّهُ من الضروري هُنا استحضار بعض الأحداث التي جرت مؤخرًا، فحادثة قتل الأردنيّين في سفارة العدو في عمان، فالجميع تحرّك وقتها ليعلن شجبه واستنكاره لما اقترفه الصهيوني المجرم، حينها خرجت بعض الاصوات أيضًا لتُظهِر جزئية لم يعد لها أي قيمة، مُبرِّرة في ذلك بأن أحدهم مالك لمبنى السفارة، وهو بطبيعة الحال مطبِّع مع العدو، والآخر، أجير ارتضى بأن يعمل في “ورشة” لصالح السفارة، تلك الجزئية لو أننا تمسكّنا بها واظهرناها لكُنا قد وقعنا في تبرير قتلهما؟!! وبالتالي فإن ذلك يعني إعفاء العدو من تلك الجريمة وتبرير تهريبه إلى كيانه واستقباله استقبال “الأبطال” والتواطؤ معه!!

لقد تعرّض في الآونة الأخيرة تجمعنا، تجمع اتحرّك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، إلى بعض الانتقادات، من بعض ممن اعتادوا على التشكيك، وذلك على خلفية مطالبتنا بالإفراج عن أحد الموقوفين الأردنيين الذي جرى اعتقاله قبل حوالي سنة في “ايلات”، بعض الأصوات التي انتقدت تساءلت، كيف تدافعون عن شخص ذهب ليعمل في “ايلات”؟؟ ولكن، إذا ما أردنا الحديث عن التناقضين، الرئيسي والثانوي، فإن ذلك يحتِّم علينا بأن لا نعطي أي مُبرِّر للكيان الصهيوني بأن يستمر في اعتقاله حتى وإن كان قد أخطأ، فالأصل في هذا الموضوع هو الإدانة للشركات المُطبّعة التي أرسلته، وللحكومات من خلفها التي أبرمت “بروتوكولات” لتشغيل الأردنيين في الكيان الصهيوني.

وبالعودة إلى هبة وعبد الرحمن، فعلينا أن نفرح لانتصارهما على السجّان الصهيوني، فالأساس الذي انطلقنا منه للتضامن والانتصار لهما كأسرى، لم يكن مبنيًّا على خوض أحدهما الإضراب، أو اقتراب الآخر من الموت بحكم تدهور حالته الصحية بسبب السرطان، فالقضية بالنسبة لنا ولغيرنا لم تكن إنسانية بالدرجة الأولى، فلماذا تريد الآن تلك الأصوات أن تُشكِّك بالظروف التي رافقت اعتقالهما؟!! وبالتالي، وكأنها وعن غير قصد تريد أن تُزيل عن العدو صفة الإجرام والتنكيل والممارسات الوحشية التي يمارسها بحق الأسرى جميعًا، فيظهر وكأنه يُعامِل أسرانا بالمعاملة الحسنة والإنسانية؟؟!!

أخيرًا، يجب علينا قبل إبداء الرأي في قضية يكون العدو طرفًا فيها، أن لا نُبرِّر جرائمه، أو أن لا نسهم في تبييضها، بل على العكس، يجب أن نوظِّف كل مواقفنا في خدمة هدفنا والذي بطبيعة الحال لا يخدم العدو الصهيوني، وأن نكون على قناعة مفادها: أن ليس هنالك من هو متصهيّن أكثر من الصهيوني ذاته.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى