حرب إقليمية

الحرب التي تجري ليست بين إيران وإسرائيل فحسب، بل هي حرب بين كيان إجرامي استعماري استيطاني مدعوم من قبل رأس الإمبريالية العالمية، من جهة، ومحور المقاومة وكل قوى التحرر، من جهة أخرى.وإيران أولاً وأخيراً دولة لها جذورها في هذه المنطقة، وليست كياناً طارئاً وظيفياً واستعمارياً كما هي إسرائيل. هذا الكلام أقوله لمن يساوي بين الكيان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
يتجسد في هذه الحرب التناقض الأساسي بين قوى التحرر والتقدم من ناحية، وقوى الاستعمار والهيمنة من ناحية أخرى.
علينا أن نختار موقعنا بعناية فائقة: إما أن نكون مع قوى التحرر، أو أن نخوض معاركنا لخدمة قوى الاستعمار والهيمنة.
أي محاولة لتمويه وتضليل طابع هذه الحرب، شاء أم أبى، تصب في خانة العدو.المنطقة أمام لحظة فاصلة ومصيرية ستحدد المستقبل لسنين طويلة.لذا، فالمسؤولية القومية والوطنية تفرض الإعلان الواضح والمبدئي برفض وإدانة هذه الحرب الإجرامية ضد إيران.
علينا أن نفهم أن هذه الحرب هي استكمال للحرب المستمرة على غزة والشعب الفلسطيني، واستمرار للحرب على لبنان ومقاومته الباسلة.
لقد أدركت القوى الشعبية مبكراً في اليمن جوهر هذه الحرب، فأعلنت بوضوح شديد أنها مع فلسطين ولبنان وإيران.إن الاستمرار في المماحكات السياسية وافتعال تناقضات والبحث في التاريخ عن إسقاطات لا يخدم لا من قريب ولا بعيد، اللهم إلا نزعاتهم الأنانية المبتذلة.مضى عقود طويلة ونحن نواجه العدو متفرقين، لذلك حقق انتصاراته.
اليوم نحن أمام فرصة تاريخية للمواجهة الموحدة لهذا الكيان القاتل.هل ندرك طبيعة اللحظة، أم نبقى في عقلية داحس والغبراء؟