نداء الوطن

النّساء في مواجهة كورونا والعنف

مع انطلاق حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وما يمر علينا هذا العام من تداعيات جائحة كورونا، تسجل هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أن العنف المنزلي كان الانتهاك الأكبر في حقوق الانسان، حيث سجلت أن احصائيات العنف الاسري تضاعفت حول العالم، بسبب تعرض المرأة للعنف الجنسي أو الجسدي من قبل الشركاء أو الأزواج خلال جائحة كورونا وما رافقها من اغلاقات والتزام الناس منازلهم.

تحت رحمة العزل العنيف

لم يكن خطر كورونا الوحيد، ولم يكن البيت مكان آمن للنساء اللواتي وجدن أنفسهن حبيسات منازلهن مع شركاء مسيئين لهن.

العنف الاسري في زمن كورونا هو امتداد لما قبله، ومع إجبار المجتمعات على التزام المنازل عمّق الثقافة الذكورية القائمة على الازدواجية الأخلاقية، وكشف عن هشاشة العلاقات الأسرية خاصة للأزواج الذي أدخل الأطفال في لعبة الصراع بين الوالدين، وكشف أن الشراكة الحقيقية قائمة على الاكراه والتأقلم مع الروتين، الذي بتغيره فرض معادلة جديدة للتعايش زادت العنف في الأسرة.

ويبدو أن العنف الأسري في أرجاء العالم وصل مرحلة كبيرة من التصعيد، الأمر الذي دعا الامم المتحدة إلى تحرك عاجل لمكافحة هذا التصعيد مع مكافحة كورونا.

حمايتها حماية وطن

حملة أطلقها اتحاد لجان المرأة في غزة من أجل الضغط على صانعي القرار لإصدار قانون حماية الأسرة بسبب اتساع دائرة العنف ضد المرأة والأسرة وهذا حال النساء في عموم الدول العربية والمحيطة.

شعار يحمل عمق فكري ونظري ركزت عليه مراراً، فلن نبني أوطان بلا نساء حرّة وأسر سليمة من كل مظاهر وأنواع التعنيف والاستغلال.

مبادرة حماية النساء من العنف السياسي

أطلق ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية مبادرة حماية النساء من العنف السياسي، مؤكدين على أنه لا توجد ديمقراطية حقيقة دون اشراك كامل للنساء وضرورة استثمار طاقاتهن، معتبرين أن “العنف السياسي” بات من أحد أهم أشكال العنف ضد المرأة، ومن أهم المعيقات في سبل تحقيق المساواة وتقليص الفجوة الجندرية في المجتمع مثله مثل العنف القانوني، النفسي، اللفظي، الجسدي أو الجنسي حيث أن العديد من القيادات النسوية يتركن مناصبهن بسببه، وهذا ما يُوصل رسائل محبطة لقياديات شابة تحاول المساهمة في خط سياسات المستقبل، ويؤدي الى احجام عدد كبير منهن عن الانخراط في الحياة العامة.

أردنيا، برز العنف السياسي ضد المرأة بعمق خلال الانتخابات النيابية والنتائج الضعيفة التي حصدتها المرأة والتي رسمت صورة تراجعها في الحياة السياسية سواء بحصد المقاعد البرلمانية خارج الكوتا، أو بعدد المقترعات وامتلاكهن قرار من ينتخبن.

بروز العنف السياسي ضد المرأة اصطلاحا واعتماده حدث يؤشر على عمق أزمة المرأة في المجتمع وتعاظم ذكوريته، ويضيف نوع جديد للعنف لا يعالج قانونيا ولا بفرض العقوبات وإنما بنشر فكرة الحوار والتوعية والعمل على البناء الحقيقي البعيد عن الشوفينية والاستعراض ويفرض على المرأة نضال أعمق من اجل انتزاع حقوقها الكاملة.

“كوني”

حملة أطلقها المجلس القومي للمرأة في مصر، تسلط الضوء على كافة أشكال العنف ضد المرأة وتركز على رفضها، والعمل على إزالتها، وتؤشر على عمق تداعيات جائحة كورونا على المرأة والاسرة وضرورة مناهضة هذه الآثار وحماية الأسرة.

الحياة في حالات الطوارئ

أطلقت الإسكوا بالتعاون مع المعهد العربي للنساء في الجامعة اللبنانية الامريكية مسابقة إقليمية للفنون بعنوان “الحياة في حالات الطوارئ” تستهدف الشباب دون سن الثلاثين للمشاركة في رسم وتصوير العنف ضد المرأة في جميع أنحاء العالم خلال فترات الطوارئ، مشيرة الى العنف ضمن جائحة كورنا، كما تهدف الى رفع الوعي وزيادة الزخم حول قضية العنف ضد المرأة.

تتعدد الحملات والشعارات وتُبنى الخطط موسميا لمكافحة العنف ضد المرأة، وتشهد فترة 16 يوم زخما أصبح روتيني لا يتجاوز الهوبرة الاعلامية والرصد الاخباري. وينصدم المجتمع خلال العام بارتفاع نسب الجريمة ضد المرأة، بل وتعدد صور العنف الذي أصبح أكثر دموية بشكل صادم، فنجد ردود أفعال لا تتجاوز الفزعة على جرائم متعددة ومختلفة أماكنها الجغرافية، تصل بأعظم أحوالها الى اعتصام او حراك جماهيري لحظي.

بينما تبقى السمة الثابتة هي غياب الخطط الحقيقية لمواجهة العنف ضد المرأة والتي تتطلب بشكل أساسي تكاثف الجهود عالميا والعمل على كافة المستويات القانونية، التشريعية، التوعوية من أجل ايقاف العنف بكافة اشكاله. ويغيب عن المشهد الجهات المعنيّة فعلا بحماية المرأة وتبّني قضاياها من واقع رؤية متكاملة بأن لا بناء لمجتمع بدون بناء للمرأة فيه.

وفي ظل هذا الغياب والتغييب تبقى المرأة وحدها بعيدة عن النخب والشعارات، تواجه مصيرها طوال العام وليس فقط في أيام العمل الموسمية.

بواسطة
نداء الوطن
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى