الحزب والنقابات المهنية
منذ أن تأسست النقابات المهنية في خمسينات القرن الماضي سيطر على النقابات المهنية القوى القومية والوطنية وتحديدا” البعثيين والشيوعيين والقوميين العرب والناصريين .
ولعبت النقابات المهنية دورا” أساسيا” في تنظيم أمور المهنة ووضع أنظمتها الداخلية وحرصت على الدفاع عن حقوق أعضائها والحفاظ على كرامتهم، وقد لعبت النقابات فترة تجميد الحياة الحزبية في الأردن منذ عام 1956 وحتى استئنافها عام 1989 دورا” كبيرا” في الواقع الأجتماعي والسياسي الأردني، رديفا” لدور الأحزاب السياسية حيث كان للنقابات موقفها الوطني البارز في الدفاع عن الحريات العامة وقضايا المجتمع المحلي والقضايا القومية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأصبحت النقابات المهنية تمثل قلعة الصمود في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية، وهنا نترحم على رفاقنا المهنين الرواد من الرحيل الأول الذين غادرونا تاركين لنا إرثا” كبيرا” ….نزار جردانه ، سعدي دبور ، عبدالله الظاهر ، حسين لافي ، أميمة الخواجا ، وضاح حدادين، عزام العمد و ربحي العسلي – لروحهم الطاهرة السلآم –
ونعتز بالرفاق الذين ما زالوا معنا –أطال الله بأعمارهم – يناضلون لتحقيق الأفضل ، فرفاقنا مشهودا” لهم بالمهنية العالية ، والنزاهة ونظافة اليد، والممارسة الراقية والمصداقية العالية مما أكسبهم احترام وتقدير مختلف القوى النقابية، وها هم يكملون المسيرة رغم كل المعيقات حيث أن هذا الوضع التقدمي الذي مثلته النقابات المهنية لم يرق للحكومات المتعاقبة، فأخذت تخطط للانقضاض على التيار الديمقراطي في النقابات ورفعت شعار مهننة النقابات، واستعانت بالإسلام السياسي في بعض المراحل للحد من نشاط القوى القومية والديمقراطية، وقد لمسنا خلآل العقدين الماضيين ما تعرضت له النقابات المهنية من عملية تجريف سياسي ممنهج لحرف النقابات عن القيام بواجبها في الدفاع عن قضايانا الوطنية والقومية، مما أدى الى تراجع نفوذ القوى الديمقراطية والقومية على حساب بروز الإسلام السياسي الذين باتوا يتحكمون في مفاصل وسياسات معظم النقابات المهنية رغم بعض الإنجازات التي تم تحقيقها لاسيما في نقابة المهندسين والمحامين وأطباء الأسنان والأطباء البيطريين.
من هنا نشعر في دائرة العمل المهني بمسؤولية عالية ضرورة العمل مع كل القوى الديمقراطية والتقدمية لنستعيد للنقابات هيبتها وبريقها كقلعة شامخة تحفظ للمهنيين حقوقهم وكرامتهم وتجسد المواقف العروبية لقضايا أمتنا والدفاع عن الفقراء والمهمشين في مجتمعنا الأردني ومساندتهم في نضالاتهم المطلبية ،آخذين بعين الإعتبار التحديات الكبيرة التي تواجهه المهنة من تغول وبطالة وتشريعات عفى عليها الزمن وبحاجة الى تحديث.
هذه المهمة الوطنية تستوجب عقد ورشات عمل متخصصة وبحث علمي وعميق مع شركائنا في الوطن لنستطيع وضع الحلول الناجعة في مواجهة التحديات التي تعصف في النقابات المهنية.
نوجه الدعوة لكل الأحزاب اليسارية والقومية والقوى الديمقراطية للعمل على تأسيس تيار ديمقراطي يشمل كافة النقابات المهنية للارتقاء في العمل المشترك واعادة الاعتبار للقائمة الخضراء.