وردة لكل صغير في أرض الكرك/”أحمد المجالي” … بقلم محمد القصرواي
ربّما لا نُوفّق في إيجاد تفسير يفصح لنا عمّا يدور في فكر شاب يخرج في ربيع عُمره للمقاومة, تاركاً أمّه التي داوم على نداءها ب”الغزالة” في حيرتها بين صبايا الكرك لتختار رفيقة درب وزوجة له, لقرة عينها أحمد.
وربّما, يكمن هذا العجز في التفسير لإحساس آخر لنا بالتقصير والانطواء على الذات, هذا الذي أوردته لنا بالمجان حكومات التبعية والانحياز لما هو “غير وطني”, فملأت الصدور بمفاهيم تجتاح الشباب بمفاهيم وتبريرات مختلفة, منها “وشو بيطلع بإيدنا إحنا” و ” إلتهي بدراستك وخلّص جامعتك بعديها اعمل اللي بدك ياه” و” إلتهي بشغلك وسيبك من وجعة الراس”
في بيت صغير يملك فيه الجد زيتونتان, كَبُر أحمد المجالي في الجنوب الأردني وفي الكرك تحديداً, أعتقد جازماً أنّه تعلم الكرامة ورَضعها, وتعلّم أيضاً العُروبة وغنّى شعارات الوحدة العربية حينها وتغنّى بصبايا الكرك . وسمع نداء بيروت الجريحة .. وسمع طائرات الاحتلال والاجتياح الصهيوني في جنوب لبنان وكأنّها تدك الكرك.
لبّى النداء الحر حينها, الذي دعا الشباب العرب للالتحاق بالمقاومة اللبنانية, وعَرف باكراً بأنّ العدوان الصهيوني على أي بقعة في أرض لبنان وفلسطين ما هي إلا استهداف حقيقي للأردن .. وأنّ الحرب, مهما كانت الذرائع فهي حرب استيطان وتوجّه عتادها للمقاومين الأحرار.
أحمد المقاوم الصلب يجول في شوارع الجنوب اللبناني بصفوف المقاومة يتذكّر أمّه الغزالة, وشوقها لتزويجه..استشهد أحمد ليجبل بدمه الزكي تراب الجنوب الأحمر وبدمٍ أحمر يروي الأرض بالعز والفخار, استشهد بأيدي الصهاينة الذين جلبوا من بقاع بعيدة لغزوِنا واحتلال أراضينا, وصارت زفّته الآن كما تليق به وبكل الشهداء، زفّة أردنيّة وفلسطينية ولبنانية ترقى وتفوق كثيراً زفّة العريس الى زوجته, وحمل نعشه أكتاف اعتادت حمل البنادق, ويا له من شرف !
أنشودة للشهيد أحمد المجالي :
يا عيون أمي بالفرح لا تدمعي
أحلى الشباب هي اللي بتحارب معي
دمي بذر لحن الكرامة أتسمعي
أرض القدس شمسي و كفِّك منبعي
***
هلِّي بزغرودة و قمر
وغنيله يا أحلى المدن
احمد على الموت انتصر
ما ازهي شمسك يا وطن
***
ورده لكل صغير في ارض الكرك
للشيخ و الأم اللي قالت يا ملك
هذي الأرض أعطت و راح تعطي واجت تستقبلك
***
هذي فلسطينك إلك
هيِّ إلك
مثل الطفولة وصدر أمك
و الكرك هيِّ إلك
هذي فلسطينك إلك