اسخيموس .. والحرية (1) … معاذ القصراوي
في البداية يجدر بي ايضاح ان اسخيموس شخصية ليست بالحقيقية وان اسخيموس تجسيد للفقراء والكادحين والمستضعفين من عمال وفلاحين ، واود ايضا ايضاح اني قد نصبت اسخيموس كنبي لليساريين والتقدميين ، لكن ليس بالمعنى الديني وانما برمزيته الكفاحية والنضالية .
نشأ اسخيموس منذ نشاة هذا الكون في الازل ،وعاش وترعرع في ضروف معيشية قاسية ،حيث تصارع اسخيموس مع ظروف الحياة البدائية القاهرة ومع رموز الظلم والقهر ليستمر في مسيرة الحياة بلا كلل او ملل متسلحا بما يملك من امل وعزم واصرار على الاستمرارية في الحياة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
عاش اسخيموس في العديد من العصور والازمنة وقد واجه العديد من الصعوبات ،فقد وجد اسخيموس مجتمعا يقتل الطفلة لمجرد انها فتاة لان ذلك المجتمع كان في ذلك الوقت يسوده التخلف والجهل وخوفا حسب وجهة نظرهم من ان تحمل هذه الطفلة في مستقبلها العار !!
وقد وجد اسخيموس في ذلك العصر مجتمعا يسود به التخلف والقبلية والعشائرية التي تفرق المجتمع ، وتنصر الغني على حساب الفقير وتعطي الغني من حق الفقير لمجرد انه غني ! فاقسم اسخيموس بان ينصر كل مظلوم ومستضعف وفقير وان يعطي كل ذي حق حقه ولم ينل اليأس من اسخيموس الذي اخذ على عاتقه بان يواصل النضال وقد قال اسخيموس في هذا الموضوع ” اني احس بالم كل صفعة توجه الى مظلوم .. فاينما وجد الظلم فذاك هو موطني ” .
ولم يؤمن اسخيموس يوما بالذاتية وانما كان يؤمن بان العالم اجمع يجب ان يعمل لبعضه حتى تسود الحرية وكان يؤمن بان على كل حر ان يضحي بنفسه لنصرة الفقراء والمستضعفين ،لان اسخيموس آمن بضرورة مواصلة النضال المشترك لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية للمجتمعات، فيقول اسخيموس في هذا الموضوع
” ان الطريق مظلم وحالك .. فاذا لم نحترق انا وانت فمن سينير الطريق ” .
وقد جسد اسخيموس مثالا للانسان الحر الذي لا يقهر ولا ييأس وجسد ايضا مثالا للانسان الذي لم يهنىء له بال في ظل وجود شخص يعاني من الظلم والقهر والاستبداد ، فقد سعى اسخيموس الى تحقيق المجتمع الذي تسود فيه القيم الانسانية .
وقد تدرجت العصور وتغيرت طبيعة الدول الحاكمة التي واصل فيها اسخيموس رسالته الانسانية ، فقد آمن اسخيموس بان عليه الاستمرار في رسالته الى ان وصل الى قناعة مفادها انه “لا يمكن ان توجد حركة ثورية ،من دون وجود نظرية ثورية ” .
وقد تبنى اسخيموس مقولته وبدأ بالعمل بها بالتعاون مع مجموعة من اصحابه الذين آمنو بفكر اسخيموس ، وقد باشرو العمل على كتابة النظرية الرافعة لقيم الحياة الانسانية التي تؤدي الى مجتمع موحد تسوده الحريات والعدالة وقد كتبو عدد كبير من المؤلفات التي وضحو فيها حلولا وبدائل للوضع المعيشي القائم ، لتكن مؤلفاتهم بديلا رافضا للظلم ومقدمين فيها حلولا واقعية . ويقول اسخيموس في هذا الموضوع ” انا انتمي للجموع التي رفعت قهرها هرما .. انا انتمي للجياع ومن سيقاتل”.
اسخيموس في طروحاته لم يؤمن بأن على الفرد ان يعمل لذاته فحسب فقد آمن اسخيموس بأن على الفرد ان يعمل من اجل المجموع فبتطور المجموع يتطور الفرد ، وقدآمن اسخيموس بانه للمواطن مجموعة كبيرة من الحقوق والواجبات ، ويجب ان ينال ما له من حقوق ويؤدي ما عليه من واجبات ..
حارب اسخيموس كل الطروحات الانهزامية التي تدعو لانتظار الحرية المقدمة على طبق من ذهب وحارب ايضا الجهل والتجهيل الذي يمارس على الشعوب بجميع الوسائل التي كانت تستخدمها وما زالت تستخدمها الدول الامبريالية وآمن بان الحرية لا تؤخد كهبة وانما تنتزع من ايدي الظالمين .
واجه اسخيموس مجموعة كبيرة من الصعوبات في ظل انتشار النهج الاقتصادي الرأسمالي الذي يسعى لتكريس المال في يد اقلية لتحكم العالم وفق ما يخدم مصالحهم الشخصية وقد استمر اسخيموس في محاربته لهم بلا كلل او ملل مؤكدا على ان نهجه سيحمل في المستقبل القريب طريق الحرية والحياة الكريمة لكل من يعيش على هذه الارض ..
في الحقيقة لم يكن اسخيموس شخصا محددا عاش عمرا محددا وانما اسخيموس هو نبي للفقراء والمظلمومين ولكن لم يحمل عقيدة دينية محددة وانما حمل قيم انسانية لتطوير المجتمعات ، وانما اسخيموس يجسد صورة النبي الانساني الذي يعيش في قلب كل حر وتقدمي وفي قلوب كل من أخذو على عاتقهم ضرورة التغيير للحياة الديمقراطية .
من الجدير بالذكر انه قد تم الاستعارة بمقولات للعديد من المفكرين لانني وكما طرحت ان اسخيموس يمثل كل حر ناضل لتحقيق الحرية والعدلاة الاجتماعية ويجد بي ايضا بذكر ان اسخيموس لم يحدد له عيد لكي نستذكر مسيرته فيه ، لان اسخيموس في قلوب الاحرار في كل وقت وحين ، عند احساسنا بالظلم نستذكر اسخيموس وعند قهرنا وجوعنا وقمعنا وسلبنا لحريتنا .. نستذكر اسخيموس .