وجهة نظر غير بيولوجية.. انتبه.. لقد “بلغت” ! …بقلم وسام الخطيب
لن أتكلم عن المرحلة “الفسيولوجية” التي تبدأ فيها التغييرات الجسدية معلنةً عن بداية نضجك ليتسابق من حولك – ممن يكبروك سناَ – لينهالوا عليك بوابل غير مُنقطع من النصائح “البنّاءة” كونهم “أنضج” منك و”ذوو خبرة”، لأن تلك المرحلة مرحلة انتقالية جديدة في حياتك مهمة “اجتماعيا” بمتغيراتها المختلفة تقلبك رأساً على عقب حتى تصل في نهايتها إلى “النضج” الكامل و”تحدد من أنت”..
إن المرحلة التي أقصد تتقاطع مع تلك “الفسيولوجية” في بعض الأحداث – وإن كان الكثير لا يوافقني الرأي ويراهما متضادتان -، ففيها يحدث تغييرات “ليست جسدية” معلنة عن بداية “صحوتك” لترى من حولك – ممن لا يكبروك سناً- يمطرونك بما لا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر، وهم ليسوا أكثر من أحجار شطرنج بالية سئم أسيادها تحريكها فصاروا يتقاذفونها.. وهي أيضاً مرحلة مهمة “اجتماعيا” ومجتمعياً ويتحدد فيها من “أنت”…
سأتكلم عن بداية المرحلة التي ستكون أنت فيها هامش تبعاً لتقاسيم نصوصهم.. لأنك – مثلاً – لا ترى في “ستار أكاديمي” ذلك البرنامج الشبابي العصري الذي يشدّك، أو أن برنامج المواهب “العربية” ما هو إلا تقليد أعمى وجزء من برنامج الغزو الثقافي لمجتمعاتنا الهادف إلى تخريبها وإلهاء شبابها.. ولمجابهتك التطبيع ورفضك اتفاقيات الاستسلام التي ليس لك بها أي مصلحة – لا من قريب ولا من بعيد – بل على العكس تماماً فهي تصب في مصلحة العدو الأمبروصهيوني وأطماعه الاستعمارية التوسعية.. أو لصوتك الرافض للـ”الخصخصة” وفضحك تغوّل رأس المال الذي يلتهم خيرات ومدخرات بلدك.. أو.. أو… فما أن تصحو وتقرر النزول إلى الشارع ستجد نفسك أمام مطبات طريقه الوعرة، لتمر بشواخص “قف” و”نهاية مسدودة” و”ممنوع الاحتجاج” و”أجندة خارجية” و”نعمل لحمايتكم.. نأسف لضربكم”…
قد يروا ويرى البعض تواجدك في الشارع في المقدمة صدفة – هذا إن لم ينفوا ذلك – مغفلين الضرورة التي اقتضت تواجدك طليعياً، والدليل القاطع على تقدمك الذي يثبتونه بأيديهم ويدحضون به سيناريوهاتهم الركيكة هو طعنهم لك من “الخلف” فلو كان أحدهم يتقدمك لجرأ أو لاستطاع – على الأقل – محاورتك..
إنها باختصار تلك اللحظة التي تقرر فيها أن تزيح عنك ريشك الأسود وتفرد جناحيك محلقاً بعيداً عن سربهم – لتكون بذلك الطير الأبيض في المجموعة السوداء -.. هي لحظة الصرخة التي تعصف لتنثر “الرماد” بعيداً عن جمر الواقع لتنهض كما طائر الفينيق وترتقي من اللاموقف – أو نصف الموقف – إلى الموقف، لتصبح أنت الحاضر الغائب، وتثبّت نفسك في كل زمان ومكان، وحتى في اللامكان في أحلامهم.. وأن تكتب نصك بكل ما أوتيت من لسان بأدقّ تفاصيله، ولا تقبل بهم علامات ترقيم ولا حتى هوامش على متن نصك..
ختاماً لا يخطر في بالي إلا مقولة الشهيد الأديب غسان كنفاني: “لنا شيءٌ في هذا العالم.. فقوموا”..