لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

مبادرة الرئيس ماكرون لوقف اطلاق النار

بعد 3 اشهر من انتشار كورونا وخروجه من حدود الصين لينتشر عالميا اطلق الامين العام للامم المتحدة نداء
في الثالث والعشرون من اذار لوقف اطلاق النار عالميا هذا النداء لم يحظى باهتمام الا بعد حدثين .
الاول الاعلان عن تفشي كورونا على حاملة الطائرات الامريكية ثيودور روزفلت والتي كانت لها تداعيات اقالة قائدها واستقالة وزير البحرية الامريكية بالوكالة هذه الاقالة والاستقالة احدثتا ارباكا لدى البيت الابيض الذي لم يعير اهتماما لخطورة انتشار الفايروس الذي اطلق عليه تسمية الفايروس الصيني هذه التسمية التي امتعضت منها القيادة الصينية واطلقت اول تصريح يحمل الجنود الامريكيون مسؤولية انتسار الفايروس في ووهان.


والثاني في العاشر من ابريل اعلان تفشي فيروس كورونا على حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول والجدير بالذكر ان اثنين من البحارة الامريكيين الاربعة المتواجدين على متن الحاملة شارل ديغول ضمن برنامج التعاون المشترك اعلن عن اصابتهما بالفيروس وحتى الان تعكف وزارة الجيوش الفرنسية على دراسة كيفية وصول الفايروس لحاملة الطائرات التي لم تكن على صلة منذ اواسط شهر اذار باليابسة وهذا ينطبق على الحاملة الامريكية ايضا.
في 14 من ابريل تبنى الرئيس الفرنسي دعوة الامين العام بوقف اطلاق نار عالمي وقام بالاتصال برؤساء الدول الخمسة الدائمين بمجلس الامن الدولي وحسب تصريحاته في ال15من ابريل فقد اخذ موافقة ثلاثة دول وينتظر موافقة روسيا الاتحادية.
الاسئلة التي تطرح نفسها:
1- لماذا انتظر ماكرون ما يقارب ال 17 يوما لتبني نداء الامين العام للامم المتحدة؟
2- هل لتفشي وباء كورونا على حاملتي الطائرت الامريكية والفرنسية علاقة بتبني الرئيس ماكرون النداء ومسارعة ترامب وجونسون بالموافقة ؟
3- تاخر الرد الروسي على دعوة ماكرون ماذا يعني؟

4-هل الحروب الاقتصادية (العقوبات الامريكية) تدخل في هذا الاطار ؟
والسؤال الابرز هل وقف اطلاق انتشار كورونا له علاقة بهذا القرار ؟
المتتبع بدقة زمنية لكيفية التعاطي مع انتشار كورونا والتصريحات التي صدرت من ترامب ونتنياهو في بداية الاعلان عن انتشار فيروس كورونا عندما اعلن كل منهما على ان الباحثين الامريكيين والاسرائليين سيتمكنون من انتاج مصل للفيروس خلال فترة وجيزة هذه التصريحات وضعت علامات استفهام كونها تتناقض مع السياق العلمي لانتاج الامصال الجديدة والتي يتطلب انتاجها بالحد الادنى 12 شهرا حسب تصريحات منظمة الصحة العالمية اضافة الى اللامبالاة في كيفية تعاطي ترامب مع الفيروس في بداية انتشاره وتسميته على انه الفايروس الصيني وما يحمله من تداعيات ومعاني سياسية وعنصرية.
ان تاخر الرد الروسي على اقتراح ماكرون يضع علامات استفهام على جوهر الدعوة واسبابها وان الدعوة يجب ان تسبقها مبادرة حسن نوايا برفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن الدول والشعوب هذه العقوبات الاقتصادية والمالية تدخل تحت عنوان الحرب وتاثيراتها على الشعوب اكثر من تاثيرات الحروب المباشرة .
على ما يبدو ان الحروب الاقتصادية (العقوبات) لا تدخل ضمن دعوة الرئيس ماكرون بل ان كل من بومبيو ورئيس الموساد الاسرائيلي وبصدد حديثهم عن قدرات ايران صرحا بان ايران لم تعد تهديدا مباشرا لانها منشغلة في محاربة كورونا هذان التصريحان يضعان علامة استفهام على استخدامات كورونا في كل من الصين وايران.
يبدو ان كورونا خضع للمفهوم العسكري الميداني الهجوم والهجوم المعاكس وانتشر في كل بقاع الارض واخضع النظم لاختبار المناعة التي نجحت فيه الصين وكوبا كدولة ونظام على ما يبدو وتهاوت فيه الولايات المتحدة وحلفائها كدولة ونظم.
من الواضح ان جيوش فيروس كورونا تحارب تحت اعلام متعددة وتجتاح العالم برا وبحرا وجوا وفرضت اوضاع معقدة ومركبة سيكون لها نتائج تقلب فيه معادلات داخلية واقليمية ودولية للدول وستفرض وقائع تطال المنظومات الاقتصادية والاجتماعية تضع فيه اولوية السلامة الانسانية من غذاء ودواء وتعليم كعناوين رئيسة وان الاستثمار في الطبيب والمهندس والمعلم والفلاح والعامل لهم اولوية على الاستثمار في كرة القدم ميسي ورونالدو وغيرهما . والرياضة يجب ان تعود لجوهرها كرياضة انسانية عامة تدخل تحت البند الصحي وتخرج من المفهوم الربحي الراسمالي.
كورونا فرض مقارنة بين نظامين .
النظام الكوبي اعطى مثلا في البعد الانساني للبناء الاقتصادي والسياسي ورغم قلة امكانياتهم لكنهم غمروا العالم بانسانيتهم وعطائهم الذي لا حدود له في حين النظام الامريكي وتوابعه الذي يتباهى بان امريكا اقوى واغنى الدول يمتنع مواطنوها عن الذهاب للمستشفيات خوفا من الفاتورة التي تنتظرهم ولا يملكون سدادها .
كورونا اعطى افضلية للنظام الكوبي واسقط نظام اوباما كير وترامب كير.
والسؤال الذي سيبقى بلا اجابة ما هي سر دعوة ماكرون لوقف اطلاق النار هل يقصد وقف اطلاق جيوش فايروس كوروناوعدم الرد الروسي يطرح تساؤلا على جوهر الدعوة وجديتها ؟ اذا كان النداء جديا فلماذا لا توقف رباعية باريس ولندن والرياض وواشنطن الحرب على اليمن وهي المتحكمة بقرار الحرب ؟
الاخطر ان تذهب الولايات المتحدة وكومبارس حلفائها بعيدا في التحريض السياسي على الصين باعتبارها مسببا لفايروس كورونا تصديرا لازمتها في مواجهته وانكشاف عقم نظامها الصحي والاقتصادي واذا ما استمرت مفاعيل كورونا فان الاقتصاد الراسمالي سيعاني في قطاعات عديدة منها قطاع النفط الذي يعد من اهم القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الامريكي في حين تراجع الاسعار اعطى فرصة لبعض الدول بتعبئة خزاناتها النفطية.
ان فائض الانتاج النفطي الذي يهدد باغلاق حقول النفط في تكساس وكندا والسعودية بسبب عدم امكانية تخزينها وعرض المنتوج للشركات بلا ثمن يضع الادارة الامريكية امام تحديات لا يمكن حلها داخليا بل باللجوء للحل الخارجي الذي غالبا ما يكون حلا حربيا.
وهذا يطرح سؤالاهل تتحمل الولايات المتحدة وحلفائها حربا لها تداعيات داخلية ودولية؟
ومن هي الدولة التي يمكن استهدافها الاضعف ام الاقوى ايران أوفنزويلا او الصين ؟
فنزويلا او ايران كانت ام الصين كل منهم سيكون للحرب ثمنا باهظا على العالم والولايات المتحدة .
الحرب على فنزويلا وايران سيغرق واشنطن بحرب فيتنام جديدة في امريكا اللاتينية والحرب على ايران سيغلق الخليج ويوقف امدادات النفط التي سيكون لها اثر ايجابي على كل من روسيا وفنزويلا وتدميريا على منطقة الشرق الاوسط والحرب على الصين سيشعل الكرة الارضية وخيار الحرب او تداعيات كورونا كلاهما سيفرض وقائع على دور واشنطن على المدى المنظور والبعيد عنوانه تراجع مضطرد لدورها وتغير في التحالفات الدولية واعادة لترتيب الاولويات لكل دولة في ظل اختلاف التعاطي مع تداعيات انتشار جيوش فيروس كورونا.
الابرز ان استمرار تداعيات كورونا وضع واشنطن والحكومات بمجابهة مع شعوبها وبدأ التمرد الشعبي يعلن من خلال الوقفات الاحتجاجية التي خرجت متحدية قرارات الحجر الصحي( البقاء بالمنازل).
بالنهاية ستخرج الشعوب للشوارع وستواجه الحكومات تحديات لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية.
وستطرح سؤالا هل الاجراءات التي اتخذت كانت بحجم تداعيات فيروس كورونا ام مبالغا فيها ؟
وستفرض مقارنة بين طريقتين في التعاطي مع الفايروس العزل الشامل ام الطريقة السويدية التي تعاطت مع الفايروس بطريقة غير مبالغ فيها عن طريق احتواء تداعياته وستفرض اولوية الامن الصحي والغذائي والتعليمي.

بواسطة
م.حاتم استانبولي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى