لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

لماذا المشاركة في الحرب البرية….نداؤنا

 

هزت الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشهيد البطل معاذ الكساسبة، هزت كل مشاعر ووجدان الأردنيين، وخلقت حالة غير مسبوقة من التوحد في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، وأيقظت هذه الجريمة العالم كله على حقيقة هذا التنظيم الإجرامي، وجردته تماماً من أي غطاء ديني يستر عورته، لأن الدين براء من هذه الممارسات الإجرامية.

وبرغم هول الجريمة وبشاعتها، فإننا نعتقد أن الأمر يقتضي منا التفكير بعقل هادئ رغم اشتعال قلوبنا في كيفية الرد على هذه الجريمة.

إن التجييش الإعلامي الذي نشهده، وما سمعناه من تصريحات منسق التحالف الدولي الجنرال ألن، بأن هجوماً برياً سيبدأ قريباً، هذا التصريح هو الذي وضع السؤال حول مشاركة الأردن بالحرب البرية، هل باتت قريبة أم لا؟ لأن كل هذا المناخ الذي نشهده من شأنه فقط توجيه المسار إلى طريق واحد وهو طريق الانخراط أكثر في هذه الحرب.

طالما تفاخرنا هنا في الأردن بنعمة الأمن والأمان التي نعيشها وسط هذا المحيط المتلاطم الأمواج، وهذا الاقتتال والاحتراب الداخلي، الأمر الذي يدفعنا للقول أن المنطق والواجب يتطلب منا التفكير ملياً وعدم القيام بأي خطوة من شأنها تعكير صفو هذا الأمن وتعريض هذا الاستقرار لأي خطر أو تهديد، ورفض الضغوط التي تصر على دفعنا للاقتراب والاندفاع أكثر في دوامة الاحتراب سواء في سورية أو العراق أو في حربنا ضد داعش، وضرورة السعي للبحث عن خيارات أخرى لا تتجاوز حدودنا.

إن حالة التجييش الإعلامي، من شأنها خلق حالة من الإرهاب الفكري ضد أي رأي يحذر من مخاطر التورط أكثر مما نحن فيه حالياً، أو ضد أي رأي يطالب بإعادة النظر بفكرة المشاركة في التحالف أصلاً.

إن الحرب على الإرهاب لها أشكال عدة، ليست فقط عسكرية بالضرورة، فهي إعلامية تفضح زيف إدعاءات الإرهابيين وتسترهم بعباءة الدين، وتربوية تقوم على مبدأ التعليم لاحترام الرأي الآخر والتسامح معه، وإصلاح سياسي شامل يرتقي بدولة القانون والمواطنة ويعزز اللحمة الوطنية، دون أن ننسى الفقر والبطالة باعتبارها هي البيئة التي ينمو فيها هذا الفكر الإرهابي.

إن الاستبداد الذي تعيشه أقطارنا العربية والإخفاق الذي تعيشه الأمة والهزائم التي لحقت بها من قبل القوى المعادية وما ولّدته من حالة إحباط، كل هذا خلق ردود الفعل المتطرفة.

نحن بحاجة إلى معالجات داخلية، تعزز احترام الإنسان وكرامته وتتصدى لكافة مشكلاته الحياتية، وتعزيز سيادتنا الوطنية، بهذا فقط نستطيع أن نقضي على الإرهاب ومن يحاولون إشعال نيرانه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى