لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.. واشنطن تعترف ضمنيا بعدم حمايتها للملاحة الدولية بسبب المواجهة مع إيران
طلبت الولايات المتحدة من السفن التي تحمل العلم الأمريكي وتبحر في الخليج العربي إخبارها وكذلك بريطانيا بخط إبحارها والنقط والمرافئ التي ستتوقف فيها لتحصل على الحماية، وتُقدم واشنطن لأول مرة على هذا الإجراء في تاريخها منذ إعلانها حماية حرية الملاحة بعد الحرب العالمية الثانية.
وصدر القرار من الإدارة البحرية للولايات المتحدة يوم الأربعاء وخص بالذكر فقط السفن التي تحمل العلم الأمريكي في الخليج العربي ومضيق هرمز، وبررت الإدارة القرار بالتوتر العسكري في الخليج نتيجة ما اعتبرته التهديدات الإيرانية.
وهذه أول مرة تُقدم فيها الولايات المتحدة على قرار مماثل، وهو توفير الحماية للسفن التي تحمل العلم الأمريكي، بينما هي ترفع علم الدفاع عن الملاحة الدولية مهما كان علم الدول.
وغداة الحرب العالمية الثانية، أنشأت الولايات المتحدة أساطيل كثيرة، وأصبحت سع أساطيل تجوب بحار العالم وأشهرها الأسطول الخامس في الخليج العربي والأسطول السادس في البحر المتوسط والأسطول السابع في المياه الأسيوية وتقوم بضمان حرية الملاحة وخاصة إبان الأزمات والتهديدات.
وقد عوضت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية بريطانيا التي كانت تقوم بهذه المهمة عندما كانت الدولة الأقوى والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وتتحكم في التجارة العالمية.
وتعتبر الولايات المتحدة نفسها زعيمة العالم الحر وزعيمة التجارة العالمية، وتعتبر نفسها مجبرة على توفير الأمن في المياه الدولية في مواجهة القرصنة أو التهديدات من يعض الدول، ولهذا فهي تلبي نداء استغاثة كل السفن في المياه الدولية إذا تعرضت لخطر مهما كانت الدولة التي تنتمي إليها.
ويؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أسابيع احتمال تخلي الولايات المتحدة عن ضمان أمن الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز، وطالب الدول الكبرى ومنها الصين واليابان بالمشاركة في تأمين وحماية سفنها.
وعلى ضوء قرار الإدارة البحرية للولايات المتحدة، تكون واشنطن لأول مرة ومنذ الحرب العالمية الثانية قد بدأت تتخلى عن توفير الأمن للملاحة في المياه الدولية. ويمكن تفسير هذا بسياسة الإدارة الأمريكية ببدء دفع الدول الكبرى الى المساهمة الفعلية في حماية السفن عبر إرسال سفن حربية الى الخليج، أو رغبتها في تفادي المواجهة مع إيران إذا ما أقدم الحرس الثوري على اعتراض واحتجاز سفينة غير أمريكية.