كرة قدم شوارع … فلسفة وسياسة…رضا استيتيه
في أحد الأيام بينما كنت جالسً في شرفة منزلي رأيت بعض أطفال يلعبون كرة القدم في الشارع , ومن خلال متابعتي لهم توصلت إلى أن هؤلاء الأطفال عبارة عن ثلاث فئات من اللاعبين كالتالي :
الفئة الأولى :لاعبين يلعبون بشكل ممتاز , يبدءون بتجهيز الملعب (بشكل بدائي طبعا) ويحضرون بعض الحجارة لتسد مكان عارضات المرمى ,ويبدءون بتشكيل الفرق ووضع القوانين للعب .
الفئة الثانية : وهم لاعبون يلعبون بطريقة جيدة ولكن أقل كفأه من الفئة الأولى و يشاركون بتجهيز الشارع للعب , ويحاولون دائما تطوير أنفسهم “وهم فئة قليلة بالغالب” .
الفئة الثالثة : وهي فئة باختصار يمكن تسميتها “مش عارفة الله وين حاطتها” وعندما يلعبون يكتفون بالركض مع الراكضين والصراخ عند تسجيل هدف (مع العلم أنهم لا يبذلون جهد من أجله) ويصرخون أيضا عندما تضيع الكرة , وهم أكثر اللاعبين استخداما للشتائم في الغالب .
باختصار شديد وبوجهة نظري إن ما ذكرته ينطبق بشكل كبير على الساحة المحلية وبالأخص على قوى المعارضة , فالناظر عن قرب لساحة المعارضة يرى فعلا أن هناك قوى همها النجاح وتحقيق مطالب الشعب ولها وجودها الحقيقي وقدرتها على الحشد والتأثير تعرف جيدا ماذا تفعل وأين تسير , وأن هناك قوى متواضعة لكنها تعمل بشكل جيد وتحاول الارتقاء بنفسها للأمام , وبالمقابل هناك قوى يمكن وصفها بأفضل الأحول “بالمراهقة السياسية” تشعر بصراحة أن همها الأساسي إفشال الفكرة والنشاط الجماعي والتخريب في كل مكان, ويعنون منفردين ويرفعون شعارات من شأنها أن تزيد الفرقة وتكرس العنصرية بشكل مقصود جداً .
والله بالسر أعلم
رضا استيتيه – حزب الوحدة الشعبية