“في النهاية لن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا”…محمد القصراوي
هذه الجملة قالها مارتن لوثر كينج في إحدى خطاباته مستنكراً صمت السود الأمريكان الذين لا يطالبون بحقوقهم وينتظرونه وأصدقاءه كي يُحصّلوا الحرية والمساواة لهم , فكان يذكر في خطاباته أعداء ثورته : بأنهم الساسة الامريكان البيض , والمواطنون السود الذين لا يحركون ساكناً .
مارتن لوثر كينج , قائد حراك جماهيري ضخم للسود الأمريكان ذوي الاصول الافريقية , بسبب العنصرية التي منعتهم من العمل بالوظائف الحكومية والتعليم والصحّة , حيث أن الولايات المتحدة الامريكية كانت تعيش في حالة عنصرية شبيهة بالتي كانت في جنوب إفريقيا , بحيث يحكم البيض ويسيطرون على مفاصل الدولة والأمن , ويضطهدون السود ويقتلون أطفالهم وشبابهم بدون محاكمة .
وفي الحديث عن اساليب ثورته , فقد اتخذت طابعاً مدنياً لا يُمكن هزيمته فقاطع شركات الحافلات التي تسيئ معاملة السود مما أدى الى خسارتها 70% من وارداتها وأجبر المحاكم أن تخطّىء الممارسات اللاانسانية ومحاسبة مرتكبيها , وقاد المسيرات الطويلة بالرغم من التجييش الذي اتخذته الحكومة الامريكية حينها ضد نضاله ، وقد كانت اهم المحطات في الحراك ضد العنصرية اتخاذ المحكمة قراراً يجرّم الاساءات التي يتعرض لها السود في الحافلات , وقرار حق الانتخاب الذي أٌجبر الرئيس الامريكي في حينها على إتخاذه .
يُذكر أنّ حراك السود في الولايات المتحدة كان من أجل الفقراء السود والبيض أيضاً , فكانت خطاباته تركز على الفقراء والكذب الذي تتبناه الحكومة الامريكية لإسكاتهم , سواء كانوا بيضاً أم سوداً .
حصل مارتن على جائزة نوبل للسلام في عام 1964 , لكنّ ذلك لم يمنع الحكومة من إعتقاله على خلفية نشاطه السياسي من أجل المساواة وقانون الانتخاب العادل للسود .
في سبيل حلمه تعرضّ للعديد من المضايقات من البيض العنصريين , وتم افتعال تفجير في بيته كاد أن يُفقده زوجته وأطفاله رغماً عن ذلك , أكد على الثورة السلمية ومبادئها , وتحمّل مساوئ عنصرية البيض من أجل إظهار حقيقه المساواة وبناءاً على ذلك سلّط الضوء على الاضطهاد الواقع على السود وعمل على إظهار ذلك بكل الوسائل الممكنة من التلفاز والمجلات والخطابات , مما إستدعى تضامن البيض الاحرار من كل مكان في اميركا , وأصبح اضطهاد السود أمراً مرفوضاً .