“فزعة وطن” !!…وسام الخطيب
ليس صعباً على المُشاهد بعد قليل من المتابعة إدراك أن مَن يسمون أنفسهم “فزعة وطن” يعانون من مشاكل إما في السمع أو الادراك، أو حتى الدراية غير الكافية بمعاني لغتنا الأم “العربية”، إضافة إلى بعدهم عن الشارع الأردني.
ونلمس ذلك في بعض شعاراتهم المرفوعة، التي تعزز الفرقة في الصف الأردني وتعمل على شحنه، مثل “هاي الأردن أردنا.. وأبو حسين قايدنا” و”زنقة زنقة.. دار دار.. يا أحزاب برا الدار” و”بلطجية بلطجية.. احنا والله بلطجية”… لا أدري أين سمعوا أو كيف فهموا أن التحركات الشعبية والشبابية قد مسّت الملك أو الوطن، أو أنهم يريدون أن يعثوا في الأرض فساداً.. أو أن الذي يخرج للشارع هم الأحزاب فقط…؟!!!
ونرى مفاهيمهم المغلوطة وفهمهم “المقلوب” فيما يلي:
أولاَ: التحركات الشعبية والشبابية ليسوا فئة ضالة تريد جرف البلاد إلى الهاوية، بل على العكس تماماَ، إنهم أردنيون غيورين على بلدهم ولو لم يكونوا كذلك لما طالبوا بـ “الاصلاح” ومحاربة الفساد والمفسدين الذين نهبوا وما زالوا ينهبون جيبي وجيبك…
ثانياً: مفهوم “رجال الأمن سياج الوطن” و”حماة الوطن والديار” يعني حماية الوطن وأبنائه من أي عدوان “خارجي” وليس “تكسير” أبناء الوطن…
ثالثاً: يبدو أنه حصل لديهم لُبس في مفهوم الحقائق وتزييفها، لأن قضية الفساد – حدّث عنها ولا حرج – واضحة وضوح الشمس ليست بحاجة لتزييف، ابتداءاً من قضية “تهريب شاهين” و”مسرحية الكازينو” وقديماً “مجلس 111″ الذي نال الثقة بطريقة تصويت – عن نفسي لم أسمع بمثلها – مثل: “ثقة ونص” و”الموت مع الجماعة رحمة.. ثقة”… وغيرها من القضايا ما أعلمه وتعلمه أنت جيداً وما خفي كان أعظم.. إلا إذا كنّا نريد “تغطية الشمس بغربال”..!
ولذلك يتضح أن ما يسمى “بلطجة وطن” ليسوا أكثر من “أبواق صمّاء” لم يكتفوا بـ “الفزعة” لضرب المعتصمين ورشقهم بالاتهامات الزائفة، لكنهم أيضاً يضعون أصابعهم في آذانهم رافضين سماع وفهم مطالب التحركات الشعبية والشبابية المطالبة بالاصلاح… اصلاح النظام وليس “اسقاطه”.. لكن على رأي والدي العزيز “فرق كثير كبير بين اللي ما بستوعب، واللي هو ما بده يستوعب”..