غزة تصنع انتصارها بدماء الشهداء … نجوى ضاهر
قد تنهار التحصينات حول البئر ثلاث مرات واكثر ولكن العراك مع الريح لم يتوقف ( ابراهيم الكوني ) الصباح مفتاح الوقت لهذا لن نستهله بالحديث عن الوجع بل سيكون بداية الكلام عن نصر عمره ثمانية ايام ممتدة مزيج من القهر و الشعور باختناق الكلمة في الحنجرة والفرح الى حد الانتشاء كما الحياة بكل تناقضاتها ثمانية ايام من النصر لسرايا القدس وكتائب الاقصى وكتائب ابو علي مصطفى وكتائب القسام والوية صلاح الدين ثمانية ايام من النصر لصاروخ كورنيت الروسي وصواريخ فجر 5 الأيراني وطائرات الأبات
شي وللمدى البعيد الذي وصل بالطلقة الى نل الربيع والى القدس ثمانية ايام من النصر للأنتباه الى حرب المصطلحات وتغيير المفردات من تل ابيب الى تل الربيع ومن المستوطنات الى المغتصبات ومن اسرائيل الى الكيان الصهيوني ثمانية ايام من النصر لدماء الشهداء والشهيدات ثمانية ايام من النصر لحجارة سجيل ولكل صوت هادر بكلمة حق ولكل دعاء صادق خرج من اعماق القلب ولكل حشرجة مخنوقة في الحلق على مشهد الدم ولكل دمعة ذرفتها عين غزية الهوى ثمانية ايام من النصر للقابضين على الجمر لكل الذين كتبوا وهرولوا لأمساك اقلامهم الشريفة وخط كلمات الصدق وتعرية الخيانة بمداد من موقف ثابت رسوخ الحقيقة ثمانية ايام من النصر للقصيدة التي خطتها انامل شاعر من بغداد الى دمشف الى القاهرة الى بيروت الى القدس والى بقية المدن التي قرر ابناؤها حماية الأخ والأخت والأبن والأبنة من السقوط في هاوية بئر اللعنة … ثمانية ايام من النصر لكل من توقف مليا امام عبارة الشاعر الملهمة بعمقها نعم لوطنية الوحدة قبل الوحدة الوطنية ثمانية ايام من النصر لمن اتقن الهدوء في ظل ضجيج الظهور والاستعراض والفشخرة العلنية بصوت هو من نفاق ممجوج ثمانية ايام من النصر لغزة عروس المدن وقطعة السماء التي التهبت من اجل صناعة حرية من دمع ودم وهم ووجع لا ينتهي ثمانية ايام من النصر لمن تحمل صمت الانسانية وموات الضمير ولم يصرخ سؤالا عاجزا ابدا ثمانية ايام من النصر لكل من جرح وآثر استمرار البقاء في مكانه والتحايل على الألم بابتسامة اللهو البريئة في ملعب من بقايا قصف عشوائي ثمانية ايام من النصر لمن رسخ في ذاكرته مشهد عائلة الدلو والاب المكلوم من عائلة حجازي وباقي الصورة الحزينة التي خبأها البعض عمدا ثمانية ايام من النصر للثام السواعد السمراء سواء كان احمرا ام اخضرا ام اسودا الى بقية الوان قوس قزح الحرة ثمانية ايام من النصر لكل من شارك في اعتصام ومظاهرة تضامن في مخيمات الشتات بقلب من وصال مع ابناء الشعب والدم الواحد وبحلم من عودة قريبة متحدين كل التسميات المفروضة التي زرعت الفرقة على مدى عقود من الزمن بفعل عفل معجون من خبث ردئ الصنع في معامل التشتيت والفصل ثمانية ايام من النصر لكل متضامن اممي في الداخل والخارج جاء محملا بهم الظلم ايا كان مكانه وموطنه ولكن هل نتوقف عند كل هذا الضوء ام نلتحف بعبارة الشهيد غسان كنفاني نريد لهذا العالم ان يكون مرتبا حتى نصبح جديرين به والسؤال لا بد له من اجابة وحتى يكون هذا الكون مرتبا لا بد من الحديث عن الجانب المعتم من هذه الثمانية حتى يكون درب المستقبل بعيدا عن الضبابية في الرؤية ما دمنا كائنات مجبورة ومحكومة بالأمل كي يكون الغد افضل ولا نعيش في وكر اللعن والسب والمصادرة لمطر وحق الثمانية هي كل الايام المجحفة للراكعين واللاهثين بتعدد اسمائهم واماكن توزيعهم على الكراسي المختومة بدمغ امريكي صهيوني الصنع من مسؤولين ومدعين اديان وخطباء منابر وامراء خلافة ورواد ايمان بلا سيماه وجوه وبدموع تماسيح كاذبة لمن يتقنون كتابة ورقة النعي لكل بشارة ولمن يغتالون الفرح بصوت هو كل الضجيج ولمن لا بعرفون قيمة الأنتباه للأخر ولا يرون الا أنفسهم لمن يدمنون الهتافات للمقاومة وهم كل المساومة لمن ينسق ويستدعي ويستجدي ويتيه حبا بتقديم قرابين الرضا لعدوه ويعطيه كل ما يريد على طبق من ذهب اسود هو رمز الهوان والتخاذل لكل من يكتب شروطا بعد كل هبة شعبية هي كل الوهم من اجل اجهاض كل التضحيات والوصايا العشر واكثر لكل من هو مستمر في البيع والشراء والسمسرة والمتاجرة الكاسدة لكل من لا نبض له ولا حركة لأنه غارق في بحر التيه والوهم رغم جلاء الدرب وتعب السنين الذي لا يرى الا على وجوه المهمومين بالقضية الذين لا يعرفون توزيع الأبتسامات الصفراء المتوارثة مللا وضجرا واغواءا خاسرا ,,, الثمانية الأيام الأولى هي نصر الدماء الذي صاغته غزة والثمانية نفسها هي لأشرس أعداء الثورة السلطة سلطة بلا قواعد ولا اصول ولا اعراف ولا وصايا ولا قوانين اخلاقية سلطة الشقاق والنفاق…
شكرا غزة المقاومين يا أجمل المدن والأيام التي لم نستكملها بعد لأنك اعدت لنا الأمل بعد سنوات عجاف من عالم مكنتز بالعطايا الجبانة على حساب الكرامة ولا شكرا لكل المهاترين المدعين اصحاب الصخب والجلجلة