مساهمات شبابية

“عصرتونا” – مُرافعة مواطن “معصور”…وسام الخطيب

سيدي القاضي..
اسمحلي بدايةً أن أُعرّف بنفسي، أنا المواطن “المعصور”، أسكن في حي من أحياء عمان الشرقية “المعصورة”، وبالتأكيد “عُصرتُ” عفواً أقصد نشأتُ فيه، وكنت ارى والدي وهو “يُعصر” يومياً إلى آخر “قطرة عرق”..
انتهى الجزء الأول من مسلسل “العصر” اليومي الذي لا أذكر الكثير من أحداثه لصغر سني وقلة وعيي حينها، أما الجزء الثاني فهو من أهم الأجزاء، إن لم يكُنْ أهمها بالنسبة لي، كيف لا! وقد كانت بداية مسيرتي “التخميرية” لأُجَهَّز للعب دور البطولة في الجزء الثالث.. المهم “عشان تكمل معي” رماني حظي “العاصر” إلى جامعة “الزيتونة” وأثناء “تخميري” كنت أشاهد والدي عن كثب وهو “يُعصَر” في الجزء الثاني على التوالي لتغطية تكاليف دراستي..

سيدي القاضي..
هنا يبدأ الجزء الثالث من مسلسل “العصر” الذي كما ذكرت آنفاً – إن كنت تذكر – سألعب فيه دور البطل “المعصور” لأني أنهيت دراستي.. أجل سيدي لقد تخرجت من “المعصرة”، عُذراً الجامعة، ونزلت “لأُعصَر” في سوق العمل.. طبعاً كان يشاركني دور البطولة “المعصور الأول” والدي، الذي يقتضي التنويه أنه لا زال “يُعصر” لهذا اليوم…
من باب العلم بالشيء سيدي، ليس أكثر، ساستعرض سريعاً وإياكم مراحل عصر الزيتون:
بداية يتم غسل الزيتون قبل ذهابه إلى “الجاروشة”، حيث يتم “جرشه” أو طحنه، لينزل العجين إلى “الخمارات” ليتم تخميره بتعرضه “لدرجات حرارة عالية”، وبعد أن يتم التخمير وطفو الزيت فوق العجين يذهب إلى آلة العصر، والتي تعمل بمبدأ الطرد المركزي ليتم فرز الزيت وفصله عن الماء، بعدها يُضخّ الزيت إلى فرّازات لتخليصه من الشوائب الأخرى..
قد يتراود لأذهانكم سيدي أنه ما علاقة الزيتون بالمواطن أو حتى بالقضية؟! أو أنه من الممكن أني – المواطن المعصور – قد فقدت عقلي أو شتتُّ عن الموضوع!!
كلا سيدي إطلاقاً، فالمواطن “المعصور” والزيتون يربطهما علاقة وطيدة متمثلة بتشاركهما نفس مراحل “العصر” تقريباً؛ فالمواطن “يغتسل” صباح كل يوم قبيل خروجه للعمل – الجاروشة – ليتم “طحنه” هناك، وينزل بعد ذلك إلى السوق – الخمارات – ليتعرض “لأسعار ودرجات ضريبة عالية”، ولكن أهم ما يميّز مرحلة “عصر” المواطن أنها ليست “موسمية” كمرحلة عصر الزيتون، بل إن رحاها تدور على مدار العام يومياً..

سيدي القاضي…
إن القضية ليست قضية “عصر” فحسب..!
لنفترض – جدلاً – أن “المعصور” قد يغُضّ الطّرْف عن “عصره” – مبدئياً –، لكن كُن متيقناً سيدي أنه لم ولن يغُضّ طَرْفه عن الاستخفاف به وحرمانه من قوته وقوت إخوانه “المعصورين”!
سيدي.. إن “المعصور” لا يكترث لذرائعكم أن عملية تصدير (20) ألف طن من ثمار الزيتون الأردني للكيان الصهويني كانت ضمن تصدير الزيتون لأكثر من بلد، فـ “المعصور” لا يرى هذا الكيان اللاشرعي على أنه “بلد” أصلاً..
ختاماً سيدي القاضي.. سجّل لي ما يلي:-
أنا “المعصور”:
• أرفض كل مشاريع التسوية، وكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني اللاشرعي.
• أرفض أن يغدو هذا الكيان اللاشرعي جزءاً طبيعياً من وطننا الكبير.
• أرفض معاهدة وادي عربة المشؤومة، التي أصبح الأردن بموجبها جدار الحماية الأول للكيان الصهيوني الغاصب من أي اعتداء، وتبعاً لما نصت عليه المعاهدة أيضاً منع كافة أساليب التحريض والتعبئة الشعبية ضد هذا الكيان غاصب الأرض والكرامة,

وعلى ذلك أوقّع،
التوقيع: المواطن “المعصور” أعلاه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى