خيم انتقائية …. وانتخابيه.. رانيا لصوي
يسكن ذاكرتنا المتوارثة “خيمة”.. وأول مايتبادر الى الذهن النكبة والنكسة الفلسطينية.. أقصد العربية.. اللجوء والنزوح.. التهجير قسراً، المشردين عن الأرض والبيت.. من فقدو أمانهم وأمنهم فلم يجدو سوى الخيام تستر خوفهم..
خيام التغريبة الموجعة، خيام الشتات ومخيمات اللجوء في لبنان، سوريا، الأردن، في العالم.. تتشابه الوجوه وتختلط الأسماء.
باب الشمس .. صورة أخرى للخيمة، الوتد الراسخ بالأرض.. الصامد والرافض للاحتلال، في قرية باب الشمس خياما نصبها مجموعة من شبان فلسطين على أراضٍ فلسطينية شرقي مدينة القدس، بين مستوطنة معاليه ادوميم الواقعه على أراضي الضفة الغربية المحتلة وبين القدس، خياما فخرنا بها، ضحو أهلها كرمى لها، نصبوها كي يثبتو حقهم في الأرض، بالمقاومة.. نصبوها ورفعو أوتادها شعارات مقاومة أن لا تنازل عن الارض، أن لا للاستيطان.. لا للعدو الصهيوني..
شعارات أصدق من أن تكتب حتى على ورق، وسكان أصدق من أن يضعو صورهم المنمقة المزينة على أبوابها.. فكان لخيامهم عنوان واحد .. قرية باب الشمس.. حلم العودة.
في القرن الواحد والعشرين.. وفي زمن الامبريالية والعولمة.. أصبح العالم غرفة دافئة.. مايزال هناك نازحين لا يملكون غرفة ولادفئاً.. يحدون سوريا العروبة من كل جهاتها مع تركيا، الأردن، لبنان.. يعانون برداً وجوعاً في خيامهم، في الزعتري يوجد خيام أيضا بلا شعارات ولا صور.. ولا أسماء.. خيام بارده جائعة محنيه.. بلا أدنى كرامة للإنسانية..
أتصدقون …في الأردن في وطننا الغالي.. خيامٌ أيضا..
لكنها خيام تشوه الصورة لا ترسخها.. خيام منمقة مزركشة ، دافئة، محمية من أشعة الشمس، من المطر من الريح من الثلج.. خيام مختلفة ..
نعم في الاردن خيام تتنافس في جمالها وقوتها .. زيفها..
للخيم في الأردن ستائر، وأرضٍ مفروشة بما يليق بأقدام الحاضرين.. فيها الكثير من الأوتاد المزينة، لا تخلو من وسائل التدفئة المختلفة، حتى الحمامات – أجلكم الله- متوفره
فيها الكثير من الشعارات والعناوين ، والكثير الكثير من الصور التي لا تشبه حتى أصحابها…
في هذا الزمن تختلف المشاهد وتتشوه الرموز.. وتبقى الانسانية المجروحة وصمة عار فارقة في زمن العولمة .. زمن الاحتلال .. زمن التبعية وموقف اللاموقف..
تختلف الخيام.. تختلف الصور.. فلم تعد خيمتنا خيمتهم .. ولاخيبتهم خبيتنا