“حياد الأونروا”: انصياع لرغبات صهيونية وأوامر أمريكية
تشرف وكالة الغوث الدولية على تشغيل مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينين في مناطق اللجوء المختلفة في مجال التعليم والخدمات والصحة، وذلك من أجل توفير فرص عمل وخدمات صحية وحياة كريمة للاجئين الفلسطينيين.إلا أن الإدارات المتعاقبة في الأونروا تعمل على تنفيذ سياسة ممنهجة قائمة على تقليص الخدمات والضغط على اللاجئين وإبعادهم عن جوهر الصراع مع العدو الصهيوني, وآخر هذه الإجراءات تنفيذ سياسة الحياد في كافة مؤسسات الأونروا.
وتتعامل الأونروا مع موضوع الحيادية بشكل مباشر وبطريقة منهجية. وبالتالي يحظر على الموظفين المشاركة في أي نشاط سياسي يتعارض أو قد ينعكس سلباً على الاستقلال والحياد المطلوب منهم بصفتهم الوظيفية.
وتنصح الأونروا جميع موظفيها وبشكل منتظم بعدم الانتساب إلى الأحزاب السياسية أو العضوية في أي لجنة سياسية، أو قبول أو التماس أي مساهمات مالية لأغراض سياسية، أو الشروع في أو التوقيع على عرائض تنطوي على مرشحين سياسيين أو قضايا سياسية، وتعتبر ذلك تصرفاً غير سوي لموظفي الوكالة.
وقد لاحظ العاملون في مؤسسات الأونروا منذ تطبيق سياسة الحياد أن كافة سلوكياتهم سواء من خلال الحديث أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو انتماءاتهم السياسية والوطنية يتم مراقبتها بشكل جدي فوق العادة، وتحت طائلة المساءلة القانونية التي تصل حد التحقيق معهم من قبل لجان التحقيق الخاصة بالأونروا أو الإيقاف عن العمل أو الفصل النهائي من العمل.
كما سمحت سياسة الحياد لأطراف مختلفة مراقبة الموظفين حيث تراقب الإدارة الصهيونية عبر فريق عمل متخصص كل ما يكتبه الفلسطينيون على صفحات التواصل الاجتماعي وقد استطاعوا الضغط على إدارة الفيسبوك لمراقبة المحتوى وتم بالفعل إغلاق العديد من الصفحات الشخصية والعامة.
وقد تم رفع تقرير من حوالي 1300 صفحة بأسماء وصور موظفي الأونروا الذين يعتبرهم الصهاينة محرضين على العنف وضد وجود كيان العدو الصهيوني..
ووقفت الإدارة الأميركية كالعادة مع الصرخات الصهيونية وقامت بالتهديد بتوقفها عن دعم منظمة الأنروا إن لم يتم سلخ موظفي الأونروا عن قضيتهم، وهو ما عرف لاحقاً بسياسة الحياد لدى الأنروا..
ومع بدء تطبيق هذه السياسة بقوة في مؤسسات الأونروا بحجة الحفاظ على التمويل قامت إدارة الأونروا في لبنان والأردن وسوريا وحتى في داخل فلسطين بنزع كل ما يتعلق بفلسطين من داخل المدارس حتى أنها قامت بإزالة الرسومات الفلسطينية على الجدران الخارجية. كما تم توجيه العديد من التهديدات والإنذارات لموظفي الأونروا بسبب نشاطهم السياسي والإجتماعي.
وحالياً تنفق إدارة الاونروا ملايين الدولارات من أجل إقامة ورشات العمل عن الحيادية.
ولحماية الموظفين من الملاحقات القانونية من قبل إدارة الوكالة تم الطلب من كل موظفي الأونروا بإزالة المهنة عن صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
ليستطيعوا الاستمرار في عملهم الاجتماعي وإبداء آرائهم السياسية والوطنية خصوصاً أنهم غير مشمولين بأي اتفاق لحد الآن ومن حقهم التمسك بهوية وخريطة بلدهم التاريخية وحقهم بالعودة إلى أرضهم ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل التي يضمنها القانون.
إن سياسة الحياد التي تمارسها الأونروا هي أحد الطرق للضغط على اللاجئين الفلسطينيين وتهدف بشكل خطير إلى الاستمرار في نهج تقليص الخدمات وفي نفس الوقت إبعاد أبناء شعبنا الفلسطيني عن جوهر الصراع المتمثل في احتلال العدو الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحق شعبنا في حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.