تقول الحكاية :…ثائر عوض
تقول الحكاية :
أن أناسا طاهرين، طيبين، كانوا قد قطنوا شواطئ المتوسط، في أرض أعلاها البحيرات اللاهية في جبال الجليل، وأسفلها صحراء ذيلت نفسها ببحر أحمر سمّوها النقب.
( 1 )
ابتلاهم القدر بعام نهشهم فيه الذئب، خرج فيه كهل وعجوزه من أرضهما، ينتعلان عكازا من خشب السدر..ويلتفان بــ ( بكجة ) .. وأخذا يدبان على وجهيهما هائمين تحت شمس ضحىً تلسع قهرا وظلما، إلى أن وصلا وادٍ بين بحر ونهر، وهناك سمعا صوتا لعلي ابن ابي طالب ( تزول الجبال ولا تزُلْ، عضَّ على ناجذك، تِدْ في الأرض قدمك، إرم ببصرك أقصى القوم ).
( 2 )
رجل وامرأة في البرية شاعا.. لا ظلال لهما..
عمودية كانت الشمس..
يتصببان عرقا تنزَّ منه رائحة الكبرياء رغم الرحيل..
والعرق الأشيب لا تمتصه الثياب ولا يذهب سدى، هو عرق عتيق تمتصه الأرض فيصبح ملحها، والأرض المشبعة بالعرق العتيق..لا تفسد أبدا.
( 3 )
عِصيّ تدل على الطريق، رزمة مفاتيح، قافلة، و قوشان… مرة يخيّمون هنا.. واخرى هناك، وزعتهم الريح كزهرة ( إبليس ) على الأرض، واذا استقر بهما المقام زرعا تينا وزيتونا وكرما، ونقشوا عليه ( دمعتين.. ووردة ) .
تقول الحكاية :
أن حفيدا لهما يقف الآن على بوابة الأرض، وكلاهما منسي، كيوم الذئب المنسي
( 1 )
.
.
.
( 2 )
.
.
.
.
.
15/5/2010
امام مستوطنة المطلة الصهيونية