الصراع مع الكيان الصهيوني والمعركة الجديدة…سامر عطياني
لقد مرت الأمة العربية بفترة إزدهار تمثلت في العام المنصرم من خلال إسقاط أهم عروش الديكتاتورية والخيانة والرجعية في البلاد العربية تمثلا في مصر وتونس ، حيث كانت تعتبر مصر شريان الحياة المغلق لقطاع غزة المحاصر وجزءاً من ذلك الحصار الخانق والذي لازال جزءاً من ذلك الحصار ولكن بشكل جزئي يضاف اليها تونس والتي تعتبر أحد أهم الداعمين والمطبعين مع الكيان الصهيوني ، بالإضافة الى السكين الموجودة بالخاصرة العربية وهي قطر والتي انسلخت من عروبتها لصالح المشروع الصهيوأمريكي ، والقائمة تطول .
لقد فتح هذا الإزدهار الذي سرعان ما ألقى بظلاله المغايرة لما قام ونشأ عليه ، آفاق إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة لفترة زمنية مؤقتة سرعان ما انتهت بإنشغال الشعوب العربية المنتفضة بخلافاتهم الداخلية والتصدي للمشروع الإمبريالي الصهيوني المتمثل بالهيمنة على الدول العربية وإبقائها تحت السيطرة ولفت الأنظار عن عن القضية العربية المركزية وهي فلسطين ، فإن ما تقوم به الإدارة الأمريكية بتوجيهات صهيونية من عقد إتفاقات ومعاهدات مع أطراف مختلفة بهدف إعادة السيطرة على الشعوب المنتفضة بطريقة ديموقراطية أدى الى حرف البوصلة عن مسارها الصحيح وأعادت أفق الخوف من المستقبل القريب .
إن صراعنا مع الكيان الصهيوني الغاصب هو صراع بقاء ووجود لا خلاف على أرض فببقاء الكيان الصهيوني على الارض العربية الفلسطينية يعني زوال فلسطين التاريخية وسقوط الحق العربي فيها من طبريا شمالاً وحتى شاطئ البحر الأحمر جنوبا ومن البحر الى النهر ، أما زوال الكيان الصهيوني فهو يعني عودة الحق المغتصب الى أصحابه الأصليين .
فإن ما يتوجب علينا في هذه المرحلة التي تم ويتم إستخدامها للفت الانظار عن القضية الفلسطينية ليصبح لكل شعب قضيته المركزية الذي يسعى لحلها ، هو إعادة القضية الفلسطينية للواجهة وذلك من أجل إبقاء الصراع في ذروته ولذلك فإن معركتنا مع ذلك الكيان دخلت مرحلة جديدة ومختلفة كليا ، فتنقسم معركتنا الى ثلاث أقسام رئيسية وهي :
القسم الأول ويتمثل بالناحية الاعلامية واعادة لفت الإنتباه للقضية وذلك من خلال عدة سبل لهذا الموضوع وأهمها توثيق التاريخ الفلسطيني والإنتهاكات الصهيونية في الاأراضي المحتلة ومن أهم الطرق في التوثيق مواقع التوصال الإجتماعي التي يتم إستغلالها بشكل خاطئ أحيانا
القسم الثاني وانا شخصيا أعتبره جزء من القسم الأول وهو نقل المعركة الى العالم الغربي والذي يستند عليه الكيان الصهيوني في كسب التأييد والدعم والذي ينفق عليه الكيان الصهيوني المليارات من الدولارات سنويا ، لتحسين صورة الكيان الهمجية في تلك المنطقة من العالم ، وتشويه الحقائق ، فهل نستطيع نقل المعركة بإيماننا وادواتنا البسيطة ؟؟؟؟
نعم نستطيع ، فنحن نعمل من منطلق إيماننا بقضيتنا وحقنا في أرضنا المسلوبة أما هم فيعملون من منطلق إحتلالي توسعي
أما القسم الثالث وهو الأهم في هذه المعركة وفي إعادة الأرض المسلوبة من قاعدة ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وهي المواجهة على أرض الواقع وفي الميدان ، إن نقل المعركة للناحية الإلكترونية والإكتفاء بها يعد فشلاً وخوفا من المواجهة وترك الميدان لذلك الكيان الغاصب ، اذا لابد من العمل بشكل متوازي على الصعيدين الإعلامي والعملي ، فلو نظر الى الجانب الآخر والطرف الآخر من المعركة لوجدنا أنه في كل يوم يتم إعتقال العشرات والمئات وتجريف الأراضي وتوسع إستيطاني وأعمال تهويدية كبيرة ووجدنا أيضا أن الناحية الإعلامية تعمل بشكلها الصحيح .
لقد أخذت معركتنا الإلكترونية مصطلحات أعتقد أنها أسقطت عليها في غير مكانها وموقعها ، أصبحنا نشاهد مصطلحات كمسيرة إالكترونية وثورة الفيس بوك !!!!!!! فهل من مجيب على سؤالي من أين الى أين تلك المسيرة ؟؟؟؟ ما هو سلاح تلك الثورة ؟؟؟ هل سلاحها عبارات شجب وإستنكار وتنديد ؟؟؟
إن معركتنا الإعلامية مختلفة عن ذلك ، معركتنا بتوضيح تلك المصطلحات والمفاهيم لا بحرفها عن مسارها الصحيح ومكانها الطبيعي
لقد أصبحنا نرى مئة تعليق على كلمة على مواقع التواصل الإجتماعي ولانرى عشرون مشاركا في مسيرة تضامنية لا تحمل المواجهة ، ذلك لاننا غيرنا وحرفنا المفاهيم والمصطلحات عن مسارها الصحيح
ذهبت ذكرى النكبة دون أي فعل يذكر ، فهل في ذكرى النكسة سنفعل ما لم يستطع غيرنا فعلة نعيد القضية الى مكانها الطبيعي ؟؟؟
يجب أن نجد تحرك فعلي في الشارع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص يوازيه عمل إعلامي ضخم يستهدف العالم الغربي قبل العربي
سامر عطياني
22/5/2012