إلى نقابة الفنانين: ليس المطلوب حماية الفن من الهبوط الفني فقط، بل تجريم المُطبِّعين أيضًا
اجتاح بيان أصدرته نقابة الفنانين الأردنيين قبل يومين، المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد رافق البيان نشر رسالة كانت قد وجهتها النقابة إلى وزارة الداخلية، طلبت فيها أن يتم منع عدد من “الفنانين” المصريين من إقامة حفلات لهم في الأردن.
وقالت النقابة على لسان نقيبها إلى أن لها الحق في منع أو السماح لأي فنان بإقامة الحفلات داخل الاردن، مشيرة إلى أن “الأغاني التي يقدمها هؤلاء الفنانين لا تتناسب مع العادات والتقاليد المعتاد عليها في المجتمع الاردني، بالاضافة الى احتوائها على الفاظ نابية ومصطلحات غير مناسبة”.
جميل أن نرى النقابة تقوم بدورها تجاه حماية الفن لاعتبار أنها تمثل واجهته وان الدور المنوط بها يستوجب ذلك؛ ولكن في الوقت الذي أؤيد فيه طلب النقابة بمنع هؤلاء، وصلاحياتها كذلك، وحتى لا يتم فهم هذا المقال خارج عن السياق المراد، لعله من الضروري التوضيح، الذي سأضعه على النحو التالي:
أولًا: لم تتعامل النقابة بجديّة مع العديد من الرسائل والشكاوى والنداءات التي أرسلها تجمع اتحرّك وبعض لجان مقاومة التطبيع بخصوص الحفلات الفنية التي أقيمت مؤخرًا في الأردن وتحديدًا في منطقتي البترا ووادي رم، وبتنظيم من فنانين صهاينة، على غرار ما فعلته بخصوص فنانين مصريين.
ثانيًا: لقد كان تحرك النقابة خجولًا في مواجهة الفنانين الأردنيين الطارئين والذي لا يختلف مضمون معظم ما يقدمونه عن الفنانين المصريين من حيث رداءة وضحالة محتواه، فهي لم تفعل الحد الأدنى لمنع هؤلاء من الذهاب إلى الأراضي المحتلة وإحياء حفلاتهم فيها.
ثالثًا: انطلاقاً من أصول المحافظة على الدور الوطني المناط بنقابة الفنانين، والرسالة السامية التي يجب على الفنان أن يحافظ عليها لخدمة الصالح الوطني والقضايا الوطنية، يتوجب قيامها بتفعيل هذا الدور عبر مساءلة ومحاسبة كل من يخترق معايير المقاطعة؛ فالفن يجب أن يكون ذا رسالة سامية، تمامًا كما يتم مراعاة العادات والتقاليد للمجتمع الاردني، فالمزاج العام للمجتمع يرى بأن الفن يجب أن يحاكي هموم الوطن لا أن توظف رسائله لخدمة العدو؛ وهذا كله ينسجم مع مبادئ النقابة وقرارات هيئاتها العامة الرافضة للتطبيع مع العدو بالدرجة الأولى.