في شمس انطلاقتها التاسعة والأربعين، زغرودة الانطلاقة؛ بلال حر.. نحو تجديد الثورة والثار
كانت الرسالة مباشرة ومحددة وصريحة، في الحادي عشر من كانون الأول لعام ألف وتسعمئة وسبعة وستين؛ “إن اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي لغة العنف الثوري”، جاءت تلك الرسالة في البيان التأسيسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ومُذّاك، وفي مثل هذا الوقت من كل سنة، تستعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي مفعمة بالتحدي والعنفوان الثوري للإحتفاء بانطلاقتها باستحضار مزيد من الدروس والعبر الثورية، وتجديد العهد والقسم لكل من اعتلى صهوة السماء من نسورها على مواصلة طريقهم، طريق النضال الثوري المُعمّد بالدم.
في كل عام، في ذكرى انطلاقتها تحديداً، تُجدد الجبهة القسم لشعبها ولرفاقها، مُعلنةً بدء مرحلة جديدة من النضال المتواصل حتى التحرير والعودة الحتميّين، وتُعيد ساعتها إلى الصفر دون كلل أو ملل للمواصلة حتى النصر.
هذا العام، في ذكرى انطلاقتها التاسعة والأربعين، ستكون الجبهة وعد الشمس المتجدد؛ وعد شمس الحرية لشعبنا التي ستشرق حتماً؛ ذلك الوعد النابع من وضوح الفكر والنهج، والنابع من رسوخ عقيدة المقاومة، تلك العقيدة التي لو كانت دون سلاح لبقيت حروف تتآكلها الكتب.
بلال كايد، أحد شموس الجبهة التي ستشرق هذا العام، ذلك القائد الشاب الثوري الذي حقق إنجازاً هاماً للشعب الفلسطيني، وانتصاراً للحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة؛ إذ هزم السجان الصهيوني في مواجهة دامت أربعة عشر عام ونصف العام كان فيها شامخاً صامداُ كالجبل لم يرفّ له جفن، وأفشل بأمعائه الخاوية كل محاولات السجّان الحثيثة لإخضاعه طوال 71 يوماً، لينتزع بعد ذلك نصراً وليخضع الاحتلال لشروط صفقة مع بلال تقضي بتحديد فترة اعتقاله الإداري بدون تجديد، ووقف عزله الانفرادي، ليعانق الحرية في 12 كانون أول من هذا العام.
في هذه الأثناء، تستعد أيضاً قرية عصيرة الشمالية، نابلس، للفرح وترتدي الورد الأحمر لاستقبال ابنها المناضل بلال، فكما خرجت نصرةً ودعماً لبلال خلال إضرابه، ستشتعل أغاني الفرح فيها يوم تحرره. سيخرج آلاف الشبان من عصيرة الشمالية وما حولها لمقابلة رفيقهم بلال.. سيعانق بلال الحرية وسيعانقه أهله ورفاقه وأصدقاءه وأبناء قريته. سيرى شباب عصيرة أخيراً ابن قريتهم البطل، الذي لم يقابلوه يوماً، بل كانوا يسمعون عنه القصص الثورية، وسيلمسون حينها أن ذلك البطل الذي كان يحرّضهم للنضال الثوري وهو في أسره، ليس أسطورة من الأساطير، سيعون جيداً أنه لم يكن قط أسطورة بل كان بلال.
سيحقق بلال كايد أحد نبوءات حكيم الثورة د. جورج حبش، حينما قال: “رفاقنا الحقيقيون هناك في سجون العدو، وعندما يخرجون سترون ذلك”.. سيعانق بلال الحرية مع إشراقة شمس الانطلاقة.. سيكون ذلك النموذج الثوري الذي يخشاه الاحتلال حراً، ذلك النموذج الذي واجه الاحتلال كالسنديانة طوال فترة سجنه حتى انتزاع الصفقة التي تقضي بحريته.. سينتقل من ساحة مواجهة إلى أخرى.. إنه ذات النموذج الذي جسّده إبراهيم الراعي، كما جسّده عمر النايف أيضاً؛ إنه النموذج الكفاحي الذي تجسّده المدرسة الثورية التي ينتمي إليها بلال.
شخصياً، أجزم أن بلال سيعمل على إعادة عدّاد ساعته إلى الصفر، تماماً كما كان يفعل أيام إضرابه عن الطعام… ستعود ساعة بلال إلى الصفر عند معانقته للحرية مُعلنةً بدء مرحلة جديدة من الصراع المستمر مع العدو… حتى النصر