انتفاضة الحجارة
انتفاضة الحجارة لها أهميتها التاريخية التي تفرض علينا إحياءها سنوياً وأخذ العبر والدروس من هذا الفعل البطولي لشعبنا الفلسطيني العظيم.
هذه الانتفاضة جاءت بعد عشرين عاماً على احتلال الضفة الغربية وغزة، حيث شعر الاحتلال بأنه استطاع “تدجين” شعبنا، وجعله متقبلاًًَ للاحتلال كواقع يجب التعايش معه، خاصة وأن فتح سوق العمل للعمالة الفلسطينية وبأجور مرتفعة -حينها- جعل أصحاب القرار في “إسرائيل” يشعرون بأن الفلسطيني في وضع اقتصادي مريح يجعل تفكيره في مقاومة الاحتلال أمراً مستبعداً إن لم يكن مستحيلاً.
جاءت الانتفاضة في وقت لم يتبقى للثورة الفلسطينية في الخارج قواعد يستطيع من خلالها مقارعة الاحتلال وذلك بعد خروجه من بيروت عام 1982. انتفاضة أعادت القضية الفلسطينية للواجهة على المستوى العالمي، وأصبح الحجر رمزاً للثورة في كل بقاع الأرض، وأضحى مصطلح “أطفال الحجارة” الذين يواجهون آلة الحرب الصهيونية بالحجر والمقلاع، الأكثر انتشاراً في الصحف والمجلات العالمية.
نعم انتفاضة الحجارة هي نقطة تحول في تاريخ النضال الفلسطيني، انتقلت من خلاله الثورة من الخارج إلى الداخل، وكشف الطفل الفلسطيني همجية ونازية الاحتلال.
في ذكرى انتفاضة الحجارة تحية خاصة للشهيد أبو جهاد “خليل الوزير”، وللفنان المبدع الشهيد ناجي العلي الذي استشهد قبل أشهر من اندلاع شرارة الانتفاضة إلا أنه حاكى هذه الانتفاضة برسوماته قبل اندلاعها.
تحية لكافة شهداء هذه الانتفاضة وأخص الذكر شهداء القوة الضاربة للفصائل الفلسطينية في ذلك الوقت: النسر الأحمر(الجبهة الشعبية)، النجمة الحمراء (الجبهة الديمقراطية)، الفهد الأسود (فتح)، قسم (الجهاد الإسلامي)، مجد (حماس).