كشف جرائم حرب مروعة لـ”إسرائيل” ضد أسرى مصريين بحرب 67
أدى احتفاء “إسرائيل” بالذكرى الثامنة والأربعين لحرب 67 إلى الكشف عن شهادات جديدة حول جرائم الحرب التي ارتكبها ضباط وجنود جيش الاحتلال ضد أسرى ومدنيين مصريين.
وقد وثق الفيلم الوثائقي الذي أعدته المخرجة مور لوشي، شهادات لعشرات الضباط والجنود الذين شاركوا في الحرب، وتحدثوا فيها عن الجرائم الممنهجة التي ارتكبت ضد الأسرى المصريين.
ونقل الفيلم، الذي عرضت قنوات التلفزة “الإسرائيلية” بعض مقتطفاته عن أحد الجنود قوله، إن قادة الوحدات التي شاركت في الحرب كانوا يأمرون بقتل معظم الضباط والجنود الأسرى المصريين الذين يتم إلقاء القبض عليهم، في حين أنهم يأمرون بإجبار من تبقى من أسرى أحياء بحفر قبر جماعي لهم وقذف الجثث فيه، وبعد ذلك يتم الإجهاز على الأحياء من الأسرى.
وكشف ضابط كان يخدم في لواء المظليين، أن رفائيل إيتان، الذي كان يقود اللواء أثناء الحرب، أمر جنوده بقتل جميع الرجال في إحدى القرى البدوية في صحراء سيناء من أجل دب الرعب في قلوب السكان ولتعزيز معنويات الجنود والضباط.
ويذكر أن إيتان أصبح فيما بعد رئيسا لهيئة الأركان ووزيرا في حكومات إسرائيل، وتوفي بعد أن جرفته أمواج عاتية عندما كان يعاين ميناء أسدود عام 2002.
ويروي ضابط آخر أن الجنود كانوا يعترضون قوافل المدنيين الذين يفرون من ساحة المعركة، ويسمحون للنساء بالمغادرة في حين تتم تصفية الذكور.
ومن أفظع جرائم الحرب التي ارتكبت ضد الأسرى المصريين هي تلك التي قام بها لواء “شاكيد”، الذي كان يقوده بنيامين بن أليعازر، الذي أصبح فيما بعد وزيرا للحرب الإسرائيلي.
وشهد عدد من ضباط وجنود اللواء أن بن أليعازر كان يأمر بقتل الأسرى المصريين، بحجة أنه لا يوجد حافلات لنقلهم إلى خارج ساحات القتال.
ويذكر أن بن أليعازر أصبح فيما بعد أقرب المقربين إلى قلب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ووصف بن أليعازر مبارك بأنه “كنز استراتيجي لإسرائيل”.
وقد أدى كشف المزيد من الجرائم خلال حرب 67، إلى دفع ضباط جنود شاركوا في حرب الـ48 للكشف عن جرائم لا تقل فظاعة.
ففي ندوة نظمت في جامعة “بن غوريون” في النقب، قال الشاعر حاييم غوري الذي كان ضابطا في “البلماخ”، الوحدة الخاصة التابعة لـ “الهاغناه”، إنه عند احتلال مدينة بئر السبع هاجم الجنود أحد المساجد في المدينة بعد أن لجأ إليه عجائز ونساء وأطفال.
وأضاف أن الجنود قاموا بإطلاق النار على الجميع وقتلوهم داخل المسجد، حيث رفض قائد القوة اقتراح أحد الجنود بالسماح لهم بالفرار إلى غزة.
يذكر أن صحيفة “هآرتس” عرضت مؤخرا رسالة لرئيس وزراء إسرائيل الأول دفي بن غوريون موجهة لقادة القطاعات العسكرية في الشمال، يحثهم فيها على عدم السماح للفلسطينيين الذين هجروا من الشمال وتحديدا من مدينة حيفا ومحيطها بالعودة إلى مناطق سكناهم.