في الذكرى الـ15 لاستشهاد أبو علي مصطفى.. الشعبيّة: بلال كايد جسّد أصالة الانتماء لمدرسة الشهيد أبو علي
أصدرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، بياناً سياسياً في الذكرى الخامسة عشر على استشهاد القائد الوطني والقومي الكبير أبو علي مصطفى، والتي تصادف اليوم السبت السابع والعشرين من أغسطس.
وقالت الجبهة في بيانها أن “القائد الوطني والقومي الكبير أبو علي مصطفى، الذي اغتالته طائرات الغدر الصهيوني أثناء أدائه لعمله الوطني في مكتبه الكائن بمدينة رام الله، وضعت بذلك حداً لحياة رجل كرس حياته من أجل فلسطين، واختار لحياته نهاية مشرفة، بعظمة مسيرته النضالية الطويلة والحافلة بالعطاء والتضحيات، إذ قرر العودة لأرض الوطن المحتل، نهاية أيلول 1999، مرددا مقولته الشهيرة: ” عدنا لنقاوم.. لا لنساوم”، وهو يعلم علم اليقين بأن حياته ربما تكون ثمنا لهذا الخيار، فاستحق بذلك أن يُخلّد غيابه-كما حضوره- في سجل العظماء الخالدين في القلب والذاكرة”.
وأكدت الجبهة على أن “ذكرى رحيل الشهيد القائد والمعلم الملهم أبو علي تأتي بينما رفيقه الأسير المناضل بلال كايد يحقق انتصاره على السجّان الصهيوني بعد أن خاض اضرباً مفتوحاً عن الطعام لمدة واحد وسبعين يوماً على التوالي، تحدّى خلالها جلاده الذي راهن على وهن عزيمته، رافعاً شعار: “الحرية أو الشهادة”، ومجسداً بذلك أصالة انتمائه لمدرسة الشهيد المعلم أبو علي، مدرسة الإرادة الثورية المنتصرة دوما على عنجهية الجلاد والمحتل”. موجهة التحيّة للأسير المناضل بلال كايد الذي خاض باسم الحركة الوطنية في سجون الاحتلال مأثرة بطولية في التضحية والفداء، ولكل الأسيرات والأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين في سجون الاحتلال، داعيةً لمزيد من الدعم والإسناد لنضالهم العادل من أجل الحرية والكرامة.
وأضافت الشعبيّة في بيانها الذي وصل “بوابة الهدف”، أن هذه “الذكرى تأتي في ظل استمرار حالة الانقسام البغيض، بكل ما ألحقه من أذى بشعبنا وقضيته الوطنية، ومن تهديد بتفكيك وحدته وهويته الجماعية ومؤسساته التمثيلية، كما تأتي في ظل اشتداد الحملة التي تقودها حكومة اليمين الديني والقومي الصهيوني المتطرف بزعامة نتنياهو، بهدف إنهاء القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطن، وقضية شعب محتل يناضل من أجل تقرير مصيره في إطار دولته الوطنية المستقلة وعودة لاجئيه إلى الديار التي هجروا منها”.
وجاء في البيان “لقد دأب الاحتلال الصهيوني -ولا يزال- على استثمار الانقسام وتوظيفه في خدمة مشاريعه الاستيطانية التوسعية ومصادرة الأراضي، وتهويد القدس وعزلها، وبناء منظومة من المعازل التي من شأنها تحويل الضفة المحتلة إلى “كانتونات” مقطعة الأوصال، وتشديد الحصار على غزة وعزلها عن التجمعات الأخرى لشعبنا. واستغل الضرر الذي ألحقه الانقسام بالتحالفات والدعم المقدم للقضية الفلسطينية من شعوب المنطقة، حيث تحولت القضية الفلسطينية الى عنوان للتجاذبات السلبية، العربية والإقليمية، خصوصاً بعد التحولات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، من أجل تحقيق اختراقات في الساحة العربية، لجهة التطبيع العلني، حتى دون اشتراط إيفاء العدو الصهيوني بما نصت عليه المبادرة العربية على سوئها، تحت ذريعة “مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة”.
وأشارت “لا شك أن التحولات الجارية في المنطقة والواقع العربي المتردي، فضلاً عن حالة الضعف والانقسام الفلسطيني واستمرار رهان القيادة الرسمية الفلسطينية على خيار أوسلو رغم نتائجه الكارثية، يُوفّر البيئة والفرصة الأمثل لمسار التطبيع، واستغلالها من قبل “إسرائيل” والقوى المعادية لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية من خلال مبادرات ومشاريع سياسية عنوانها الأبرز في هذه الفترة المبادرة الفرنسية والمؤتمر الإقليمي”.
وحول الانتخابات المحليّة، أوضحت الشعبيّة “تأتي الذكرى في ظل التحضيرات لإجراء انتخابات المجالس المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي ندعو لإجرائها في موعدها المحدد، ونعمل مع جماهير شعبنا من أجل أن تكون انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة ونزيهة، بما يتيح لجماهير شعبنا ممارسة دورها – وحقها – في اختيار مجالس محلية مهنية وكفؤة وقادرة على النهوض بالخدمات التي تقدمها المجالس للجمهور وتطويرها كما ندعو”.
وأكدت الجبهة على أن هذه الانتخابات تُشكّل خطوة على طريق مغادرة حالة الانقسام، وتوفير البيئة المواتية لاستكمال العملية الديمقراطية، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، بما يفضي إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية – تعددية، واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض.
وضمن هذا السياق، تأتي أهمية تشكيل قائمة “التحالف الديمقراطي”، كائتلاف يضم القوى الوطنية اليسارية والديمقراطية الخمسة والعديد من الشخصيات الوطنية الديمقراطية، يعملون معا لكي لا تتحول المجالس المنتخبة الى ساحة جديدة للصراع على مواقع النفوذ السياسي والسلطة بين قطبي الانقسام، فتنحرف – بالتالي- عن الأهداف التي انتخبت من أجلها، وتصبح مجرد أجهزة بيروقراطية ملحقة بسلطة هذا الطرف أو ذاك من أطراف الانقسام، وتوظف في أتون الصراع الدائر على السلطة بين الطرفين، بمعزل عن مصالح واحتياجات الجمهور الذي انتخبها. قالت الجبهة في بيانها.
ودعت الجبهة الشعبيّة جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة وقطاع غزة إلى دعم قائمة “التحالف الديمقراطي”، التي تضم نخبة من الكفاءات المهنية والوطنية، وتقدم برنامج يستهدف النهوض بدور المجالس البلدية وتعزيز استقلاليتها بتحريرها من التوظيف السياسي من قبل طرفي الانقسام، وتطوير مستوى ونوع البرامج والخدمات المقدمة للجمهور، وخصوصا المناطق الفقيرة والمهمشة، وبحيث يمثل الدعم والالتفاف الجماهيري الواسع قوة دفع باتجاه بلورة البرنامج والتيار الوطني الديمقراطي الواسع، الذي كان محور اهتمام وعمل الشهيد القائد أبو علي مصطفي منذ عودته لأرض الوطن وحتى لحظة استشهاده، والذي بات تشكيله يمثل ضرورة من ضرورات إنهاء حالة الانقسام وكسر حالة الاستقطاب الثنائي واحتكار عملية صنع القرار السياسي، باتجاه نظام سياسي ديمقراطي- تعددي يقوم على أسس الشراكة الوطنية الفعلية.
وجددت الشعبيّة العهد للشهيد القائد أبو علي، ولكل شهداء الوطن الذين قضوا على دروب العودة والحرية والاستقلال الوطني، بأن “نظل أوفياء للمبادئ والأهداف الوطنية التي آمنوا بها وناضلوا من أجلها وقضوا في سبيلها شهداء”.
وختمت الجبهة بيانها بتأكيدها على أن التصدي للمخاطر الجسيمة التي تهدد القضية والمشروع الوطني تستدعي المسارعة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، في إطار مؤسسات وطنية ديمقراطية- تعددية، تحفظ وحدة شعبنا، وتعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الاطار الوطني التمثيلي الجامع المعبر عن الهوية الجماعية الفلسطينية في كافة أماكن تواجده، على قاعدة مغادرة نهج المفاوضات بمرجعية أوسلو والرعاية الأمريكية والتمسك بثوابت المشروع الوطني الفلسطيني- مشروع العودة وتقرير المصير والدولة الوطنية المستقلة.