اختتام مؤتمر الحكيم الفكري بغزة بالتأكيد على ضرورة تجسيد رؤية د.حبش في الوحدة والمقاومة ووحدة القوى التقدمية الثورية
افتتحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ودائرتها الثقافية واللجنة الثقافية لفرع غزة مؤتمر الحكيم د.جورج حبش الثقافي الفكري الثاني تحت عنوان “الحكيم مسيرة فكر وكفاح” جاء ذلك على شرف الذكرى السابعة لرحيله وتزامناً مع الذكرى السابعة والثلاثون لاستشهاد الرفيق القائد وديع حداد.
شارك بالمؤتمر عدد كبير من الرفيقات والرفاق وقيادات وكوادر وأعضاء الجبهة بالإضافة لمشاركة واسعة من أبرز الشخصيات الأكاديمية والسياسية .
نظم المؤتمر على ثلاثة جلسات متتالية قدم فيها عدد من رؤساء الأحزاب اليسارية والمفكرين العرب وقيادات الجبهة أوراق عمل تتناول ملامح اليسار العربي وسبل دعمه بالإضافة لأبرز المحطات والمواقف النضالية للرفيق القائد د.جورج حبش ودوره في رفد الحالتين العربية والفلسطينية بكل ما هو ثوري وفكري وتقدمي.
وافتتح عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق أبو رامي السلطان جلسات المؤتمر مرحباً بالحضور وتوجه بالشكر لكافة المفكرين والسياسيين الذين ستغني أوراقهم المؤتمر.
بدوره ألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق كايد الغول كلمة أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خالد حدادة ورقة عمل قال فيها ” بعد هزيمة حزيران ووفاة جمال عبد الناصر ومجزرة أيلول الأسود، كان هنالك طرفان،يعيدان تقييم الوضع وتقييم ممارستهما تجاه حركة التحرر الوطني التي دفعتها الهزيمة للارتماء في أحضان قيادة يمينية ، الطرف الاول،والمعني به الطرف الأكثر تقدماً في حركة القوميين العرب والمقاومة الفلسطينية،والذي قاده بامتياز جورج حبش،يبدأ من قناعة ان معركة تحرير فلسطين،تستلزم إضافة الى تحرير الأرض وتحرير الإنسان”.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئول فرعها في غزة الرفيق جميل مزهر ورقة عمل تحت عنوان”مصر وفلسطين” نيابة عن الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري بهاء الدين شعبان.
وقدم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق هاني الثوابتة كلمة الأمين العام السابق لحزب النهج المغربي عبدالله الحريف التي تناول فيها مهام حركات التحرر في العالم العربي أما عضو المكتب السياسي الرفيق غازي الصوراني ألقى ورقة بعنوان” البعد القومي العربي للقضية الفلسطينية “.
كما طُرح في الجلسة الأولى ورقة عمل قدمها وزير الثقافة الأسبق أ.د. إبراهيم إبراش حملت عنوان في ذكرى رحيل جورج حبش نستحضر تاريخاً فلسطينياً مشرفاً.
من جانبه افتتح الرفيق شاكر شبات ثاني جلسات المؤتمر مقدماً فيها عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيقة د.مريم أبو دقة التي قدمت ورقة بعنوان”سلام عليك ايها القائد الخالد”
كما قدم عضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق أسامة الحاج أحمد ورقة عضو المكتب السياسي للجبهة بالخارج الرفيق ماهر الطاهر التي تطرق فيها إلى مجموعة من الثوابت الوطنية التي كان الحكيم يؤكد عليها باستمرار.
وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق رائد حسنين ورقة عمل المفكر الماركسي وأستاذ معهد الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن د.جلبير الأشقر التي حملت عنوان”ذكرى الحكيم، بأية حال عدت يا ذكرى”.
وأناب عضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق حسين منصور عن رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية سابقاً د.هشام غصيب في ورقة قدمها بعنوان”أوهى من بيت العنكبوت”، كما ألقى الرفيق محمد سليمان كلمة المفكر العربي ومستشار الراحل جمال عبد الناصر حلمي الشعراوي.
من جانبه قدم عضو اللجنة المركزية العامة الرفيق هاني خليل ورقة عمل يواف بار الناشط في حركة أبناء البلد تحت عنوان”الثائر الصادق جورج حبش “، وألقى عضو اللجنة المركزية العامة الرفيق بكر الجمل كلمة عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البلد محمد كناعنة التي حملت عنوان”جورج حبش”.
وقدم عضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق حسين الجمل كلمة نيابة عن عضو الحزب الشيوعي اللبناني د.سمير ذياب تحت عنوان”في جبهتكم نرى وجهنا الآخر”.
وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق محمود الراس ورقة بعنوان “الحكيم والشباب” قدم فيها جملة من التوصيات .
واختتم المؤتمر مسئول اللجنة الثقافية لفرع غزة الرفيق ناصر شبات ملخصاً أبرز ما جاء في المؤتمر من توصيات وأهم الاستخلاصات، وهي توجيه التحية لروح القائد وديع حداد في ذكراه ال 37، وضرورة الأخذ بكافة التوصيات التي قدمها فرع السجون للجنة التحضيرية للمؤتمر، و ضرورة عقد مؤتمر لليسار العربي ومؤتمر الحكيم هو الباكورة لذلك، والتأكيد على مكانة الشباب بالمسيرة والكفاح، وعلى دور المرأة ومكانتها في المشاركة الكاملة مساواةً مع الرجل.
وقد صدر عن المؤتمر بياناً ختامياً، إليكم النص الكامل له:
البيان الختامي لمؤتمر الحكيم الفكري الثاني
(الحكيم مسيرة فكر وكفاح)
السبت 28/3/2015 – قطاع غزة
_____________________________________________
اختتم مساء السبت في مدينة غزة أعمال مؤتمر الحكيم مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -الدكتور جورج حبش- الفكري الثاني في ذكرى رحيله السابعة، والذي عقدته كل من الدائرة الثقافية المركزية للجبهة واللجنة الثقافية بفرع غزة بمشاركة مفكرين وكتّاب وباحثين وقيادات وطنية تقدمية عربية وفلسطينية، والذين ساهموا بأوراق عمل هامة في جوانب فكرية متعددة من وحي تجربة الحكيم المؤسس، وقدّموا توصيات واقتراحات لاستلهام تجربة الحكيم الفكرية والنضالية من أجل النهوض بالحالة العربية والفلسطينية والقوى التقدمية الفلسطينية والعربية والأممية، ومواجهة التحديات الراهنة.
وإذا يتوجه المؤتمر بالتحية إلى روح القائد العربي والأممي الكبير الراحل الدكتور جورج حبش، فإنه يشيد بالقيم الوطنية النبيلة التي جسدها، وبمسيرته النضالية الطويلة، ورحلته الشاقة الحافلة بتجربة غنية بالدروس والاستخلاصات والعبر.
كما يستغل المؤتمر هذه المناسبة لتوجيه خالص التحية إلى جماهير شعبنا في كل أماكن تواجده في فلسطين المحتلة ومخيمات اللجوء والشتات، حيث ما زال يؤكد شعبنا يوماً بعد يوم على تمسكه بحق العودة وكنس الاحتلال وإزالته من جذوره، وإقامة الدولة الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
كما يتوجه المؤتمر بالتحية إلى أحرار العالم، وهم يواجهون الصهيونية، والامبريالية العالمية، والرجعية العربية، ويناضلون من أجل تعزيز قيم المساواة والعدالة والتحرر والديمقراطية.
ويتقدم المؤتمر بخالص الفخر والاعتزاز إلى أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وأحرار العالم، وإلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم القائد الوطني الرفيق أحمد سعدات ولكل المناضلين القابعين في سجون الامبريالية العالمية والنظم الاستبدادية وعلى رأسهم المناضل الأسير جورج عبدالله.
ويتوجه المؤتمر بخالص التحية إلى المرأة الفلسطينية والعربية وتضحياتها، ويؤكد على أهميتها ومكانتها في حياة الحزب وهي التي حظيت باهتمام عالٍ في فكر الحكيم، ويدعو المؤتمر لضرورة مساندتها في الحياة السياسية العامة التي أثبتت مشاركتها في كل محطات العمل الوطني الفلسطيني العربي.
كما يؤكد المؤتمر على رؤية المؤسس الدكتور جورج حبش في ضرورة بناء الحزب الثوري القادر على تعبئة الجماهير وتنظيمها وقيادتها من عمال وفلاحين وثوريين وديمقراطيين وطلاب، وفي هذا السياق يتوجه المؤتمر بالتحية للطبقات العاملة وعموم الكادحين، ويجدد التأكيد على أنهم الكتلة الشعبية القادرة على إنجاز مهام التحرر الوطني من الامبريالية الغربية والصهيونية الرجعية المحلية، وبناء الديمقراطية وتوحيد شعوب العالم العربي. وتتحمل القوى الثورية الماركسية المسئولية التاريخية في تنظيم وتأخير هذه الكتلة الشعبية من خلال العمل دون كلل أو ملل على التجذر وسطها وانصهار طلائع هذه الكتلة داخل هذه القوى وقيادتها، وبلورة مشروع للتحرر الوطني والبناء الديمقراطي والوحدة يستفيد من الأخطاء والفشل السابق لحركات التحرر الوطني في العالم العربي.
ويؤكد المؤتمر على ضرورة التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للمساومة والمقايضة وخاصة حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها قسراً عام 1948، وعلى أهمية ترابط كافة أشكال النضال وفي طليعتها المقاومة المسلحة كأرقى شكل كفاحي وخيار استراتيجي تفرضه طبيعة العدو العنصري الاستيطاني الذي نواجهه، دون التقليل من أهمية كافة الأشكال النضالية الأخرى.
ويشدد المؤتمر على أهمية الربط الدقيق والواضح بين الإستراتيجية والتكتيك وعدم جعل التكتيك ينتهك الإستراتيجية أو يضرب مرتكزاتها وثوابتها، وضرورة استخلاص العبر من تجربة الحكيم في أهمية الربط بين النضال الوطني والقومي التحرري والنضال الطبقي الاجتماعي، وبأن معركة الوطن ليست معزولة عن بعدها ومضمونها الاجتماعي.
ويؤكد المؤتمر على الحقيقة التاريخية بأن الكيان الصهيوني ما هو إلا مجرد أداة من أدوات مركز امبريالي ، وهو جزء عضوي من النظام الامبريالي الغربي لا يمكن دحره إلا بإعادة بناء حركة التحرر القومي العربية على أسس علمية ثورية ونقدية جديدة، وإعادة بناء حركة التحرر الاشتراكي العالمية.
ويشدد المؤتمر على أهمية ترابط النضال الفلسطيني مع النضال العربي، وأن قضية فلسطين هي قضية عربية، وضرورة إبراز الشخصية الوطنية كنقيض للمشروع الصهيوني الذي يستهدف طمس الهوية الفلسطينية، والتأكيد على قومية المعركة.
ويشدد المؤتمر على خطورة اتفاقية أوسلو وضرورة التحلل من مضامينها السياسية والاقتصادية والأمنية، وأهمية إطلاق طاقات شعبنا الفلسطيني خاصة الشاب في العملية الثورية التحررية، وفي عملية التجديد الديمقراطي في مؤسساتنا الفلسطينية.
وفي هذا الاتجاه يؤكد المؤتمر أيضاً ترابط وتكامل حلقات النضال الفلسطيني والعربي والأممي في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني الذي يشكّل خطراً على الانسانية بأسرها، ويستغل المؤتمر هذه المناسبة لتوجيه أعمق معاني التضامن مع جمهورية فنزويلها البوليفارية ورئيسها الأممي ” نيكولاس مادورو” وشعبها الحر في مواجهة التهديدات الأمريكية.
ويطالب المؤتمر بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها السلاح الضروري في مرحلة التحرر الوطني لمواجهة العدو الصهيوني، وفي هذا السياق، يدعو المؤتمر إلى سرعة إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام، ومعالجة كافة الإشكاليات التي يعاني منها شعبنا في القطاع، والتأكيد على أهمية التعددية الفكرية والسياسية والاحتكام لخيار الحوار الديمقراطي في معالجة التناقضات الداخلية.
ويؤكد المؤتمر على أهمية تفعيل مشروع المقاومة بأبعادها الفكرية والسياسية والاجتماعية المسلحة، من أجل مواجهة المشروع – الأمريكي الصهيوني، وخطر الإرهاب الأصولي، وخطر تفتيت المناطق.
وناقش المؤتمر حالة القصور الأساسية التي تعاني منها القوى اليسارية وغياب النظرة الاستراتيجية الحقيقية لديها، وغيابها عن ساحة المعركة الفكرية في ظل شغل التيارات الدينية هذا المشهد.
ويدعو المؤتمر لاستلهام العبر من نداءات الدكتور الراحل جورج حبش لأهمية التفاعل المستمر بين قوى اليسار العربي، فضلاً عن ضرورة إقامة علاقة وثيقة بين القوى الثورية في المنطقة العربية والعالم ومد اليد إلى كل القوى الوطنية الديمقراطية والتي تناضل من أجل تشكيل جبهة عالمية مناهضة للامبريالية والصهيونية لمواجهة الارهاب الصهيوني العالمي والتطرف والارهاب. ويدعو المؤتمر لاستلهام الروح الوحدوية عند الرفيق جورج حبش، بأن تأخذ قوى اليسار المبادرة لتوحيد ذاتها في جبهة واحدة لتشكل كتلة تاريخية.
وفي إطار ذلك، يدعو المؤتمر لضرورة عقد مؤتمر للقوى اليسارية العربية من قبل شخصيات ومفكرين يساريين عرب وذلك لتحديد رؤية ورسم سياسات عامة لتحديد شكل وآلية وجود يساري عربي مساعد يمكن أن يشكل أداة تتعامل مع التطورات الراهنة وتتقدم وتنهض على الأرض، واعتبار مؤتمركم هو نقطة انطلاق لعقد هذا المؤتمر.
ويدعو المؤتمر قوى الإسلام السياسي وخصوصا في فلسطين للاستفادة من تجربة الحكيم من أجل إعادة ترتيب أولوياتها وإبقاء البوصلة في اتجاه فلسطين ، وعدم السماح أن يكون الانتماء للمحاور والمشاريع والإيديولوجيات على حساب الانتماء الوطني.
ويطالب المؤتمر بضرورة تداعي القوى الوطنية والمصرية بشكل عاجل في حوار مسئول لمحاصرة التداعيات السلبية الأخيرة، من أجل رأب الصدع وإعادة بناء جسور الثقة بين البلدين الشقيقين.
ويؤكد المؤتمر على أن الشباب جزء لا يتجزأ من مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني والعربي، ويشكّل الرافعة الأمامية للحالة الكفاحية والثورية في مسيرة شعبنا وأمتنا العربية، وفي هذا السياق يدعو المؤتمر لضرورة فتح حوار مع الشباب العربي القومي في مختلف البلدان العربية، وبلورة آلية لتوحيد جهودهم من خلال هيئة تعمل على مناقشة الأوضاع الراهنة، وسبل حل الإشكاليات، بما يعيد الاعتبار للعامل القومي، وأهمية أن يكون للشباب دور في ذلك، وأهمية تعزيز العمل التطوعي للشباب في مختلف المجالات، باعتباره بوصلة الطريق التي تشكّل أساس نجاح في الاندماج مع الجماهير والتقرب منهم وملامسة همومهم.
ويوصي المؤتمر بضرورة تشكيل لجنة لتوثيق عميق لتجربة الحكيم على كافة الصعد، وضرورة إعادة إحياء مركز الغد للدراسات وأن يتسع تدريجياً ليشكل نواة لمركز تخطيط استراتيجي لتدريب الشباب على موضوعات هامة سياسية واجتماعية واقتصادية ، بما في ذلك إعداد دراسات وأبحاث توثق مشاكل الشباب والمجتمع الفلسطيني والعربي، وتعالج مشاكل اقتصادية كالبطالة والفقر..إلخ.
ويوصي المؤتمر أيضاً بضرورة فتح صندوق “جورج حبش” لمساعدة الطلبة في استكمال الدراسة، باعتبار أن الراحل كان من أشد الداعين للعلم، ولضرورة التخفيف من معاناة الطلاب وإعفائهم من الرسوم والأعباء الدراسية عليهم.
ويوصي المؤتمر بضرورة إنشاء فضائية إعلامية أرضية عربية ذات توجه يساري، وتمثل صوت الجماهير والطبقات الشعبية الكادحة، وتعمل على التشبيك بين الدوائر الثقافية المختلفة داخل قوى اليسار، وتعزيز الفعل التوعووي على الأرض من خلال مشروع وخطوات وبرنامج تفصيلي بهذا الجانب، والاستفادة من التجربة النضالية للحكيم ولجميع المناضلين التقدميين لتعميم هذه التجربة.
اللجنة المنظمة لأعمال المؤتمر
قطاع غزة – نهاية آذار/2015