في يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني من إيـرلـنـدا إلـى فـلسـطـيـن – نـضـال واحـد ضـد الإمـبـريـالـيـة
يشترك الشعبان الإيرلندي والفلسطيني بنفس العدو؛ ألا وهو الإمبريالية. إذ لعبت الإمبريالية البريطانية، التي تواصل احتلال إيرلندا حتى اليوم، دورًا رئيسًا في الاحتلال الصهيوني لفلسطين، جنبًا إلى جنب مع الإمبريالية الأمريكية، التي تعتبر أحد أقوى الداعمين للكيان الصهيوني في يومنا هذا.
بوجود عدو مشترك كهذا، يبدو جليًا أن الشعبين الفلسطيني والإيرلندي التوّاقان للحرية سيكون بينهما روابط تضامنية وصداقات عميقة. وبعيدًا عن النضال من أجل التحرر الوطني الإيرلندي، ليست مبالغة القول إن النضال من أجل الحرية في فلسطين يتلقّى أكبر دعم من الشعب الإيرلندي. إذ يشارك الآلاف في إيرلندا بشكل منتظم في التظاهرات التضامنية مع فلسطين، وتعتبر حركة «بي دي إس» متجذرة بقوة لدى الطبقة العاملة الإيرلندية، وتدعمها النقابات العمالية الإيرلندية، فضلًا عن رجال الدين، والموسيقيين والفنانين. نحن واضحون جدًا في مساندتنا للشعب الفلسطيني، ونعني ما نقوله جيدًا عندما نقول: «من إيرلندا إلى فلسطين، نضال واحد ضد الإمبريالية.»
وإنه لمن دواعي فخرنا أن هذا التضامن كان دائمًا على الصعيدين [الإيرلندي والفلسطيني]. لطالما كان مصدر إلهام لنا في إيرلندا أن نرى علمنا الوطني (الإيرلندي) مرفوعًا من الشباب الفلسطيني في أرض المعركة ضد الاحتلال الصهيوني. ولا ننسى المظاهر التضامنية الحقيقية العديدة من جانب الشعب الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين الثوريين خلال الإضراب عن الطعام في إيرلندا عام 1981، عندما ضحى 11 أسيرًا من الجمهوريين بحياتهم في سبيل التحرر الوطني الإيرلندي مُتصدّين للمحاولات البريطانية لتجريم نضالنا. يستخدم الصهاينة نفس التكتيك ضد الأسرى الفلسطينيين اليوم، ويقف الثوريون الإيرلنديون، كتفًا لكتف، مع الأسرى الفلسطينيين بينما يقاتلون من أجل حريتهم وحقوقهم.
بالإضافة إلى الراوابط التضامنية وعلاقات الصداقة، يشترك الإيرلنديون والفلسطينيون بطريق الحرية؛ وهو طريق المقاومة. فلا مساومة مع أعدائنا، في إيرلندا وفلسطين على السواء، ويمكننا دحر الإمبريالية وتحقيق الحرية لوطنَيْنا فقط من خلال استراتيجية بناء المقاومة الشعبية الثورية، بكل الوسائل اللازمة.
المقاومة هي السبيل الوحيد التي يمكننا فيه دحر الاحتلال البريطاني في إيرلندا ودحر الاحتلال الصهيوني في فلسطين. علينا أن ننظر إلى نضالنا ومقاومتنا كجزء من النضال ضد الإمبريالية، وأن نعتبر كل نصرٍ للحركة الوطنية الإيرلندية نصرٌ لفلسطين، وكل نصرٍ للحركة الوطنية الفلسطينية نصرٌ لإيرلندا.
في بناء وتعزيز حركات المقاومة في بلدينا، ما نبتغيه هو التضامن الحقيقي المتبادل، إذ أننا نعمل لإنجاز التحرر الوطني وتحقيق الاشتراكية في إيرلندا وفلسطين. في بناء التضامن الدولي، علينا أن نسترشد بكلمات المعلم الكبير، لينين:
«ثمة نوع حقيقي واحد فقط من الأممية، وهو العمل بإخلاص من أجل إعداد الحركة الثورية، والنضال الثوري في الوطن، وإسناد هذا النضال (بالدعاية، والتعاطف والمعونة المادية)، هذا هو الطريق الوحيد في كل بلد، دون أي استثناءات.»
وكجزء بسيط لتحقيق هذه الغاية، وبمناسبة يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، سيُنظّم الجمهوريون الاشتراكيون الإيرلنديون وقفة داعمة للمقاومة الفلسطينية يوم الجمعة، 29 تشرين ثاني، وسيتلو هذه الوقفة تحركات مباشرة لتعزيز حملة مقاطعة البائعين الذين يبيعون البضائع الصهيونية في إيرلندا.
في الوقت الذي يواصل فيه الجمهوريون الاشتراكيون الإيرلنديون تعزيز قدرتنا الثورية، نحن ملتزمون تمامًا بمواصلة ما يمكن عمله من أجل دعم النضال الفلسطيني. وكاشتراكيين ثوريين، نؤمن أن النصر حليف النضال الفلسطيني والنضال الإيرلندي، وأننا سنتمكن من تحقيق الاشتراكية وتوحيد شعبينا والطبقة العاملة. ونريد أن نعمل مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في هذا النضال، وأن نبني علاقات تضامنية ورفاقية أعمق.
ونأمل أن تُظهر هذه الأعمال التضامنية البسيطة عُمق دعمنا وحس الرفاقية لدى الشعب الإيرلندي تجاه الشعب الفلسطيني.
في النهاية، أود أن أختم بكلمات اثنين من القادة الفلسطينيين الكبار، لتكون مصدر إلهام لنا لمواصلة نضالنا المشترك ضد الإمبريالية، وهما: الرفيق غسان كنفاني، الذي قال: «إن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية كل ثوري، أينما وجد، كقضية للجماهير المضطهدة والمظلومة في زماننا هذا»، والرفيق جورج حبش، الذي قال: «ما دمت تقاتل دفاعًا عن كرامتك المهانة وأرضك المحتلة، فهذا يعني أن الوضع جيد!».
لنكمل معًا القتال ضد الاحتلال في إيرلندا وفلسطين. النصر لنضالنا من أجل التحرر الوطني.
(* كتب هذه المقالة باللغة الإنجليزية، خصيصًا لجريدة نداء الوطن، داهي أُوه ريان، عضو في جبهة مجابهة الإمبريالية – الجمهوريون الاشتراكيون الإيرلنديون)