كناعنة: تصريحات أيمن عودة خطيرة جدًا.. والشروط التي يُقدمها كلام فارغ
"الموقف ليس مفاجئًا"
صرّح رئيس “القائمة المشتركة”، أيمن عودة، بأنّه لا يستبعد احتمال انضمام قائمته إلى ائتلافٍ حكوميّ صهيونيّ، برئاسة بيني غانتس.
وقال النائب في كنيست العدو الصهيوني، خلال حديثه لصحيفة يديعوت أحرنوت “الإسرائيلية”، إنّ قائمته قد تُوصي رئيس الكيان بإسناد مهمة تشكيل الحكومة المقبلة إلى رئيس حزب كاحول لافان، بيني غانتس، والانضمام إلى ائتلافٍ بقيادة هذا الأخير، مُضيفًا أنّ هذه الخطوة قد تُتَّخذ ولكن بشروط.
وفي توضيحه لماهية الشروط التي حددتها قائمته، للدخول في حكومة الاحتلال، قال النائب في كنيست العدو الصهيوني، إنّها تشمل: أن يتعهّد الائتلاف بتحسين ظروف المجتمع العربي في مجالات التخطيط والبناء والرفاه ومحاربة العنف، إلى جانب إلغاء قانون القومية، واستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين.
وكرّر عودة تصريحه هذا أكثر من مرّة، خلال عدّة مناسبات مؤخرًا، وهو يُعد تغيّرًا تاريخيًا وخطيرًا إزاء المشاركة العربية في الحكومة الصهيونية.
من جهته، أدان عضو المكتب السياسي ل حركة أبناء البلد ، محمد كناعنة، الموقف الذي أعلنه عودة، واعتبره خطيرًا جدًا، إلّا أنّه “ليس مُفاجئًا لي ولكثيرين”.
وأوضح كناعنة أنّ “أيمن عودة ينحو في هذا الاتجاه منذ أن جرى انتخابه كرئيس للقائمة المشتركة وانضم للكنيست، وهو بتوجهاته السياسية وتصريحاته وممارساته على الأرض ينحى باتجاه الدمج في المجتمع الصهيوني، و(يُناضل) من أجل إصلاح الوضع في دولة إسرائيل، و(النضال) المشترك مع القوى الديمقراطية اليهودية، فهو شارك في مهرجان بيني غانتس وحلفائه من الجنرالات، في تل أبيب، على خلفية محاكمات نتنياهو وتقديم الانتخابات وغيرها، تحت شعار (حماية الديمقراطية)”.
وفي تِبيانه لخطورة التصريح الأخير لأيمن عودة، حول إمكانية الانضمام لحكومة الاحتلال، قال كناعنة “أنّ رئيس القائمة المشتركة يُحاول مخاطبة المجتمع الصهيوني، وأن يقول له بأنّنا (نحن العرب في دولة إسرائيل جزء من هذا المجتمع، ونحن مواطنون وجزء من هذه الدولة)”.
وتابع “هذا الموقف، وبالمعنى السياسي، خطيرٌ جدًا، وهو يستحضر تجربة الجسم المانع بالعام 1992 في عهد رابين وشامير، رغم أنّ المرحلة التاريخية تختلف، وكذلك الشخوص بحضورها السياسي ومكوناتها ومواقفها تختلف، فاليوم غانتس ليس أفضل من نتنياهو، كما لم يكن رابين أفضل من شامير، ولكن في تلك الفترة كان هناك مسار سياسي، نحن نرفضه، ولكن كان موجودًا تحت مُسمى العملية السلمية، وهي العملية السياسية التي أودت إلى أوسلو، التي كانت مصيبة على شعبنا”.
وأضاف “بيني غانتس الآن يُهدد غزة، ويُصرّح بأنّه يجب إطلاق صاروخ على المخيمات في غزة مُقابل كل بالون ورقي يُطلق على المستوطنات، كما أنّه ساهم في قتل الفلسطينيين واللبنانيين والعرب في كل مكان، وكان قائدًا عسكريًا وهو يعترف ويفتخر بتاريخه العسكري وبحجم الدم الذي سفكه، وأيمن عودة يُريد الانضمام إلى حكومةٍ يرأسها هذا الشخص”.
واعتبر كناعنة أنّ الشروط الذي يطرحها رئيس القائمة المشتركة للانضمام إلى الحكومة الصهيونية المقبلة، هي كلام فارغ ويهدف إلى التمويه وذرّ الرماد في العيون، فالأساس في هذا الموقف هو التصريح بالاستعداد للدخول في الحكومة.
وختم كناعنة بالتأكيد على أنّ استخدام شعارات “إسقاط نتنياهو” وغيرها، هي شعارات واهية، وكأن البديل سيكون أفضل، فالجميع يعلم أنّ كل الحكومات الصهيونية مارست وتُمارس الحرب ضدّ شعبنا.