العملية “المهمة للغاية” فشلت والعدو في حالة صدمة
يبدو أن الصدمة التي تعرض لها العدو الصهيوني نتيجة “فشل” عملية ليلة أمس ستتم معالجتها بعدة طرق، من المنتظر الإعلان عنها هذا المساء في اجتماع الكابينت الطارئ، وعلى العموم يمكن ملاحظة هذا الفشل في الأسى المنتشر في تصريحات العدو، والمتوج بالتحسر على مقتل أرفع ضابط منذ 2014، وعلى ما يبدو أنه ضابط مهم في الجيش الصهيوني، وربما الاستخبارات العسكرية، في الوقت الذي لايعلن العدو حتى الآن عن اسمه أوطبيعة عمله.
إذا، اعترف العدو أن العملية العسكرية التي نفذها في شرقي قطاع غزة ليلة أمس، كانت عملية معقدة، واستغرق االتحضير لها وقتا طويلا، ورغم ذلك لم تنجح في تنفيذ هدفها الرئيسي، حيث من المرجح ألا يكون الهدف الحقيقي هو اغتيال أو اختطاف الشهيد بركة. وهو ما أكدته كتائب الشهيد عز الدين القسام في بيانها حيث قالت أن الشهيد نور بركة حضر إلى الموقع للإطلاع على الحدث والاشراف على التصدي للقوة الصهيونية.
كما اعترف المتحدث العسكري الصهيوني أن العملية تعقدت في بدايتها بعد كشف القوة المخترقة، وأن الجيش تدخل بقوة ونفذ عملية إنزال للحماية والتغطية، وإنقاذ المجموعة المحاصرة، ورغم ذلك أصبح ثابتا أن القتيل الصهيوني برتبة مقدم “ليفتينانت كولونيل” قتل في بداية الاشتباك وكذلك جرح الضابط الآخر، وهذا ما أفشل العملية من الناحية العسكرية كما هو واضح من تحليلات وتقارير العدو.
بعد مقتل المقدم قائد الوحدة وجرح ضابط صهيوني آخر، يبدو أنه جرى تقييم أمني عالي المستوى بشكل طارئ في (الكرياه)، بإشراف ليبرمان، كما عقد صباح اليوم اجتماع آخر مع رئيس الاستخبارات العسكرية، وقائد العمليات، والمنسق الاحتلالي ومدير الوزارة وكبار ضباط الشاباك ومجلس الأمن القومي.
بانتظار اجتماع للكابينت الصهيوني سيعقد في وقت لاحق يقوده رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي قطع زيارته إلى باريس وكان في صورة الوضع أولا بأول.
في تأكيدات لاحقة، قال الناطق العكسري الصهيوني في محادثة مع الصحفيين، إن الغرض من العملية ليس القتل أو الاختطاف، وأكد أن مقتل الضابط الصهيوني كان في الاشتباك في مرحلته الأولى وأن ما تبع ذلك منع وقوع مزيد من الخسائر، ما يعني أن قوة العدو تم اكتشافها والتعامل معها فورا ويبدو أن المقدم الصهيوني كان من أوائل المصابين في العملية التي استشهد خلالها سبعة مقاومين فلسطينيين. وأكد المتحدث أن جيشه على استعداد لاستخدام قوة كبيرة إذا لزم الأمر، ما يعني ربما وجود نية تصعيدية من العدو.
في هذه الأثناء تتابع التقارير الصهيونية، عن حشود إضافية وزج المزيد من الكتائب في “غلاف” قطاع غزة، كما أصدرت قيادة الجبهة الداخلية عددا من التحذيرات والأوامر بعد قرار إغلاق المدارس اليوم وإلزام المستوطنين البقاء قرب المناطق المحمية (الملاجئ) ومنع وجود أكثر من 300 شخص في أي منطقة مغلقة. كما أمر قائد القيادة الجنوبية هارتسي هاليفي بإغلاق الطريق السريع رقم 232 للتنقل إلى قطاع غزة. وبالإضافة إلى ذلك، وقف السكك الحديدية وفقا لتوجيهات من قبل قوات الأمن، حيث أغلقت محطة النقب والخط الغربي بين عسقلان وبئر السبع. وسيتم إغلاق المحطات في سديروت ونتيفوت وأوفاكيم.
بالعودة إلى العملية وحجم الاهتمام بها، وخسارة العدو لضابط مهم للغاية حسب طبيعة الرثاء له من قبل أركان دولة العدو، من الواضح أن العملية كانت ذات أهمية قصوى للكيان الصهيوني وقد قال الجنرال ايزنكوت ان “قوة عسكرية خاصة قامت الليلة الماضية بعملية بالغة الأهمية لأمن إسرائيل” زاعما أنه قد يكون من الممكن لاحقا الحديث عن “بطولاات” الضابط القتيل. فيما قال ليبرمان أن القتيل هو ضابط له باع طويل في خدمة أمن “إسرائيل” و”إن عطاءه من اجل ضمان امن الدولة سيبقى طي الكتمان لسنوات عديدة”.كما أكد المتحدث العسكري “الإسرائيلي” رونين مانليس، أن “أفعال اللفتاننت كولونيل الذي قتل في هذه العملية لن ترى النور في وسائل الاعلام إلا إنه يستحق التقدير والاشادة من الجميع” .