استشهاد الرفيق النايف في بلغاريا وأصابع الاتهام تشير للموساد
استشهاد الأسير المحرر عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا في ظروف غامضة بعد لجوئه إليها على خلفية قيام الحكومة الصهيونية بالطلب من بلغاريا تسليمه لها. وكان القيادي في الجبهة الشعبية عمر نايف زايد من بلدة اليامون غرب مدينة جنين قد تعرض قبل عدة أشهر للملاحقة من مخابرات الاحتلال التي طالبت السلطات البلغارية بتسليمه، ما حدا به للجوء لسفارة فلسطين طلبا للحماية.
وبدأت قضية النايف تطفو على السطح حينما أرسلت “إسرائيل” طلبًا إلى وزارة العدل البلغارية عن طريق سفارتها في صوفيا، تطالبها فيها بتسليم الأسير الفلسطيني السابق عمر زايد نايف، الذي يقيم في بلغاريا منذ نحو 20 عاًما، وهو أحد أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وكانت السلطات الأسرائيلية قد اعتقلت النايف عام 1986 بعد تنفيذه عملية طعن في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسجنته على أثرها، وبعد 4 سنوات استطاع نايف الهروب من السجن بعد تظاهر بالإصابة بمرض نفسي، ونقله الاحتلال إلى مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم، وتمكن من الهروب خارج البلاد، وتنقل في عدد من البلدان العربية إلى أن استقر به المقام في بلغاريا منذ نحو 20 عاًما.
وتذرعت سلطات الاحتلال، حين مطالبتها باعتقال النايف أن قضيته فاعلة قانونيا لغاية 2020، إلا أن المناضل النايف رفض تسليم نفسه للحكومة البلغارية، معتبرا أن هذا الإجراء غير قانوني ولأهداف سياسية، خاصة أنه اعتقل عام 1986، في مدينة القدس وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من مكوثه في السجن أعلن إضرابا عن الطعام، وبعد أربعين يوما من الإضراب تم نقله إلى إحدى المستشفيات في مدينة بيت لحم، وفي تاريخ 21/5/1990 هرب من المستشفى.
أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن إدانتها الشديدة لاغتيال رفيقها عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا، وعن تصميمها على ملاحقة كل من يقف أو تواطئ في عملية الاغتيال.
وحمّلت الجبهة الموساد الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن عملية الاغتيال، كما حمّلت السلطات البلغارية مسؤولية عدم توفير الحماية اللازمة له خاصة وأن الملاحقة والتهديدات الإسرائيلية للرفيق لم تكن خافية عليها، وكذلك السفارة الفلسطينية في صوفيا التي لم تقم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الرفيق.
ودعت الجبهة الشعبية الرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية بتحمل المسؤولية في متابعة هذه القضية واتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تفتضيها عملية الاغتيال داخل السفارة الفلسطينية.
يذكر أن النايف الذي تمكن بعد هروبه من السجن، من العيش متنقلا في عدة دول أوروبية، إلى أن استقر به الحال في بلغاريا، حيث وصلها عام 1994 وحصل هناك على إقامة دائمة. (وكالات)