10 سنوات على اختطاف سعدات: “السلطة لا زالت تتورّط في ملاحقة وتسليم المناضلين” !
تمرّ اليوم 10 سنوات على اختطاف جيش الاحتلال الصهيوني الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، من سجن أريحا العسكري، حيث كانت تعتقله الأجهزة الأمنية الفلسطينية برفقة الأبطال الأربعة، أبناء الجبهة، مُنفذي عملية اغتيال وزير السياحة “الإسرائيلي” رحبعام زئيفي.
“بوابة الهدف” هاتفت زوجة الأمين العام، عبلة سعدات، التي قالت عن جريمة اختطافه “انها ذكرى مرّة لا يُمكن أن تُمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني”، مضيفةُ أن سعدات كان طوال سنوات اعتقاله الأربع في سجون السلطة الفلسطينية كان يعلم بأنّها مجرد مرحلة وسيتم تسليمه لسلطات الاحتلال، ولم تُحسب هذي السنوات من مدة محكوميّته وهي 30 عاماً.
وربطت سعدات بين ما حدث للأمين العام، وما تُمارسه اليوم السلطة الوطنية من تسليم للمقاومين والمناضلين الفلسطينيين، لسلطات وجيش الاحتلال، وقالت “ان السلطة تٌسلّم اليوم المناضلين الفلسطينيين، ومن يُقاومون الاحتلال بالضفة المحتلة، وهو دور متواطئ وانتهازي، فقط لأجل تبرير مصالحها الخاصة، وليس المصلحة الوطنية كما يدّعون”.
وعن أوضاع اعتقال الأسير سعدات، أكّدت زوجته أن معنوياته عالية، وأوضاعه الصحيّة جيّدة، فهو يُمارس التمارين الرياضية، ويتناول الطعام الصحي قدر الإمكان، مشيرةً إلى أنّه يُعاني من عدّة مشكلات صحية ملازمة له، منها آلام في الظهر نتيجة إصابته بالديسك منذ سنوات، إضافة لمعاناته من التهابات في القولون، إلّا أنه يخضع للفحص الطبي الدوري بطلبٍ منه، في ظلّ الإهمال الصحي والطبي الذي يُمارسه السجان الصهيوني.
سعدات ذكرت لـ”بوابة الهدف” أنّها زارت زوجها بالأمس، برفقة ابنها غسان فقط، بينما يمنع الاحتلال أبناءه الآخرين من الزيارة بحجج أمنيّة، مضيفةً أنها تزور أحمد سعدات مرة كل شهر، فقط. وعن الزيارة، اكتفت بالقول “هي معاناة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، بفعل إذلال سلطات الاحتلال والجنود لأهالي الأسرى”.
وأكّدت سعدات أن زوجات الأسرى هنّ من يُحافظن على الهوية الفلسطينية، بتربيتهنّ لأبنائهنّ، وصبرهنّ على ظروفهنّ الحياتيّة، هنّ مناضلات وصاحبات رسالة نبيلة وثورية لأجل الشعب الفلسطينية قضيته العادلة، داعيةً للالتفاف حول الأسرى وعائلات الشهداء والجرحى، كي يُشكّلون معاً سنداً ودعماً ومُقوّم صمود لهم في وجه الاحتلال الصهيوني.
واقتحمت قوات الاحتلال المدججة بمختلف أنواع الأسلحة، في مثل هذا اليوم من العام 2006، سجن أريحا في خطة مبيتة وبتواطؤ سلطوي بريطاني أمريكي، وبعد ساعات اختطفت الأمين العام للجبهة، ورفاقه منفذي حكم الشعب في المجرم العنصري “زئيفي”، إضافة للّواء فؤاد الشوبكي.
من جهته قال القيادي في الجبهة الشعبية ، بدران جابر “كنا ولا زلنا نريد سلطة وطنية فلسطينية مناضلة، لا سلطة عنوانها الأساس ومقدسها الوحيد التنسيق الأمني”.
وبالتزامن مع ذكرى اختطاف الأمين العام، جدّد جابر لـ”بوابة الهدف” مطالبة الجبهة الشعبية للسلطة بتحمّل مسؤولياتها الوطنية والقيام بدورها كما نصّ النظام الأساسي الفلسطيني ووثيقة الاستقلال بأن تكون أداة لخدمة نضال الشعب الفلسطيني وبناء دولته، منتقداً حال السلطة الآن، التي باتت “سلطة علينا وليست لنا” على حدّ وصفه.
وقال “السلطة الآن تقليدية قمعية قهرية، لا تتعاطى مع مصلحة الشعب الفلسطيني الذي فرضت نفسها عليه بتواطؤ رجعي أمريكي إسرائيلي، وهناك تواطؤ من شريحة خرجت من دائرة التكافل والتكامل في الأداء الرسمي العربي، إلى شريحة متعاونة وتنفذ مخطط احتلالي امريكي”.
حملة التضامن الدولية مع سعدات، جدّدت تأكيدها، اليوم، على أن جريمة اختطاف الأمين العام للجبهة عام 2006، من قبل سلطات الاحتلال المدججة بالسلاح، وبتواطؤ أمريكي بريطاني، هي فصل من فصول الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني واستهداف قياداته.
وأضافت في بيانٍ لها، وصل “بوابة الهدف” أن الجريمة “شكّلت طعنة غادرة من قبل السلطة الفلسطينية، وتأكيد على تمرّغها المتواصل في أوحال التنسيق الأمني المشين، ودورها الوظيفي الذي شكّل دائماً مصلحة للاحتلال ومخططاته”.
ووافق بيان حملة التضامن بين جريمة اختطاف سعدات من سجن أريحا، وجريمة اغتيال المناضل عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا، في إشارة إلى أن “السلطة الوطنية لم تستخلص العبر ولا تريد أن تتخذ موقفاً وطنياً تتراجع فيه عن هذه الممارسات”.
وأكّدت الحملة على أن “محاكم الشعب الثورية ستأخذ يوماً مجراها في محاسبة وملاحقة كل المتواطئين في هذه الجرائم”، مجدداً الدعوة والتأكيد على أهمية إسناد الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، من خلال العمل الدؤوب بكافة الأشكال لتحريرهم، بالتزامن مع الضغط والعمل من أجل وقف الاعتقال السياسي الذي تمارسه السلطة وأجهزتها الأمنية.