وداعاً كابوتشي..
عاش مناضلاً صلباً لم تثنه سنوات السجن في المعتقلات الصهيونية، ولا سنوات المنفى في روما.. ثم رحل بصمت في منفاه في أول أيام السنة الجديدة.. رحل عنا مطران القدس هيلاريوي كابوتشي بعد مسيرة نضالية حافلة قضاها مقاوماً بين الأسر والمنفى.. كان شعاره دائماً “لن أقف في منتصف الطريق، ولن أهدأ حتى تدق أجراس العودة.. ونحن عائدون”.
المطران هيلاريون كابوتشي عربيّ سوريّ من مواليد حلب 1922، وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس المحتلة منذ عام 1965. عُرف عنه دعمه للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني، واعتقلته سلطات الاحتلال في آب 1874 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحُكم عليه بالسجن 12 عاماً، ثم أُفرج عنه بعد 4 سنوات بوساطة من الفاتيكان ودول أوروبية، ونُفي من فلسطين عام 1978 إلى روما، وعاش في روما حتى وفاته.
ورغم النفي، واصل مطران القدس دعمه للنضال الفلسطيني، وشارك في شباط عام 2009 في “أسطول الحرية” التي كانت تحمل المساعدات لقطاع غزة الذي اعترضته قوات الاحتلال وصادرت كل ما فيها وطردت كل من كان على متنها إلى لبنان. كما كان على متن سفينة “مرمرة” في أيار 2010، والتي هاجمتها قوات الاحتلال.
من جانبها نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المطران المناضل هيلاريون كابوتشي الذي جعل المكانة الدينية في خدمة النضال ضد الاحتلال، وقالت إنه؛ “شكّل معلماً نضالياً يحتذى به، عندما غلّب النضال ضد الكيان الصهيوني على ما عداه، وعندما جعل المكانة الدينية في خدمة هذا النضال، وعندما لم يخضع لشروط الاحتلال عند الإفراج عنه وتابع نضاله بالتنقل بين أرجاء الأرض للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وجلب التأييد لها، وفضح المخططات والسياسات العنصرية والفاشية للكيان الصهيوني.”