نظرة على التشكيل ”الفلسطيني” حاضرا وتجليات النكبة ، المسرد (2)
الراحل عبدالله ابو راشد فنانا وناقدا نموذجا 1
قراءة واضاءة من خلال منشوراته الصحفية والرقمية :
في المسرد الاول اوجز التأريخ الراهن فضاءاته صحوة او غيمة ومن ضياآته المنعشة التي انهكها الغيابات وشيخوخة النكبة ، بصمات لا يمكن اغفالها ، نال الفنان سليمان منصور جائزة اليونسكو عن العام 2019 ، عن مجمل حضوره تعليما وفنا وتأسيسا ، ولكي نستشرف احتمالات القول وأمدائه المنعشة، لنا الوقفة الأولى مع الراحل عبدالله ابو راشد ناقدا ومستعرضا للقول التشكيلي في رحاباته الشاسعة ، ولكي لا نطيل القول وتعدديته سنقتصر على منشوراته ولقاءاته الصحفية التشكيلية، لتضيء التشكيل “الفلسطيني”، نظرة ترنو الى الغياب :
عبد الله أبو راشد (1951 – 2019)
وكان الموت قد غيَّب صباح 25 نيسان/ أبريل من العام 2019 الماضي، الناقد والفنّان التشكيلي” السوري الفلسطيني” في بلاد الرحيل بعد فترة وجيزة من وصوله اليها.
تخرج الراحل عبد الله ابو راشد من قسم الحفر في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق في منتصف ثمانينات القرن المنصرم .
قدم عبد الله أبو راشد مجموعة من الكتب والمؤلّفات النقدية، وكذلك العديد من الأبحاث في عددٍ من المؤتمرات والندوات المتعلّقة بالفن التشكيلي “الفلسطيني”.
وفي لقاء حواري أجرته “الوطن” مع الناقد ابو راشد حول مفهوم الفن التشكيلي الفلسطيني وسماته وواقعه في داخل الوطن المحتل وفي الشتات. قدم الرؤية التالية للسؤال :
1ـ لنتفق بداية حول مفهوم الفن التشكيلي الفلسطيني، هل هو الفن الذي ينتجه فنانون يحملون الهوية الفلسطينية أم الفن الذي يعبر عن القضية الفلسطينية سواء أنتج هذا الفن فنانون فلسطينيون أم عرب أو أجانب ؟
الفن التشكيلي الفلسطيني في بداياته هو مُنتج فني فلسطيني خالص
وحتى حدوث نكبة فلسطين الكبرى عام 1948، والتي أمست بعد النكبة وهزيمة حزيران عام 1967 قضية قومية وعربية بامتياز، لتشمل جميع دول العالم الغربي والشرقي، ضد أدوات القهر والقمع والاحتلال الصهيوني وتجلى ذلك في الأعمال الفنية التشكيلية لعشرات الفنانات والفنانين التشكيليين الفلسطينيين والعرب والأجانب في العديد من التظاهرات الدولية وصالات العرض المختلفة، لذا يُمكن القول مُجدداً: ” بأن الفن التشكيلي الفلسطيني بدأ فلسطينياً وانتهى عالمياً، لا تمايز فني تشكيلي لمنطقة فلسطينية محتلة عن سواها في مناطق المنافي العربية والدولية، ثمة وحدة عضوية مركزية جامعة ما بين فناني الداخل الفلسطيني وخارجه، الفنان التشكيلي الفلسطيني محمول بالرمز، والمرأة بالنسبة إليه هي الأرض، الوطن المُشتهى”.
وبناء على الرؤية الأبوراشدية وصوابية فيما يمكن أن ينضوي تحت عنوان الفن التشكيلي “الفلسطيني” بالطبع إذا استثنينا ما لا يمكن استثناؤه، وهو تآصر سكان المنطقة ووحدتهم بكل المناحي التي لا حاجة الآن في هذا السياق لترديدها وتكرارها، أشير إلى تجربة الفنان لؤي كيالي ومعرضه في سبيل القضية عام 1967، والذي جال فيه عددا من المدن السورية قبيل ما سميت بالنكسة، أو أعمال الفنان برهان كركوتلي، ولا تخلو أعمال فناني المنطقة من معارض أو لوحات تستهدف القضية والشعب، المعاناة المحوريين في مجمل أعمالهم، وهذا له مقام آخر، فلن يتسع المقام لتعداد مسميات اللوحات أو الفنانين أو المعارض، ونؤكد أن المكانَ ظلَّ حاضرا على الأقل في ذهنية الأجيال السابقة، وتوارثت الذهنية فولكلورا وثقافة انتماء، وهي ما أشرت له في بداية المسرد الأول، حول شيخوخة النكبة بمحاولات الاعلام تفتيت هذه الذهنية، الانتماء والعمل عليها ردما، وابدالها بالأنا والإثنيات الواهية المفتعلة وتشرذم منتميها، كما حصل وأشرت بفقرة من نهاية المسرد الاول حول تدمير المخيمات الحول دمشق، وضياع المخزون التشكيلي للفنانين وغيرهم وتشردهم في أصقاع المعمورة خاليي الوفاض إلا من معنوياتهم وذكرياتهم وانتماءاتهم، التي لن تبقى في ظل الاعلام وما ادراك ما الاعلام، وبالأخص الرقمي المراقب أصلا في ظلال الهيمنة الكبرى .
وهو ما جرى كنموذج للفنان والباحث عبدالله ابو راشد برحيله كما الكثيرين ووفاته في المانيا العام الفائت 2019 ، بعد صراع مع مرض عضال، لهو اوضح نموذج لتجليات النكبة والرحيل الدائم.
يؤكد ابو راشد على أن النكبة حددت الهوية والانتماء والمسار للتشكيل “الفلسطيني” ضمن جموع الفنون الأخرى كما نرى في الشعر والأغنية والرواية والنقد الأدبي سواء في الداخل الفلسطيني أو في الخارج على مدار العالم العربي والعالمي توكيدا لقول الراحل:” بأن الفن التشكيلي الفلسطيني بدأ فلسطينياً وانتهى عالمياً” متقاطعا أيضا مع جملة الفنون من شعر وغناء وأدب.. الخ.
وسيكون لنا وقفة استجلاءيه لنماذج من التضامن مع قضايانا المصيرية ولاسيما القضية المفصل مع الفنانين العالميين الذين اثروا بمواقفهم الابداعية مصائرنا فنا وحضورا وانتماءا.
شموع ابوراشد وتضويئات النكبة
ومن مثريات قول الراحل ابو راشد أنه أفاض الضي على العديد من الأسماء فيما سمي التشكيل” الفلسطيني ” التي عاضدت التشكيل في الصحافة الإلكترونية والورقية ربت عن المائتين حضورا في الفضاء التشكيلي الموصوف في سلاسل متعددة، تحت العناوين التالية:
- أوراق عبد الله أبو راشد الثقافية.
- تشكيليون فلسطينيون 101 .
- تجارب شابة 42.
- بانوراما الفن التشكيلي الفلسطيني 34 .
- القدس في عيون الفنانين التشكيليين الفلسطينيين 10 .
- أوراق من ذاكرة الفن التشكيلي الفلسطيني.. ومجموعها 11 يكتبها: عبد الله أبو راشد* .
وتلك المنشورات بمجموعها التي ربت عن المائتين منشور أو مادة صحفية .
وفي الهوامش مسارد متتالية نموذجا بدون تعيين لطبيعة النمط الكتابي تحت عنوان أوراق من ذاكرة الفن التشكيلي الفلسطيني التي بدأ بها نشرا عام 2006 وتابعها، وتجارب شابة وبانوراما الفن التشكيلي الفلسطيني ، والقدس (ملاحظات أولية في واحة الفن التشكيلي الفلسطيني ) خاص مؤسسة فلسطين للثقافة .
يؤكد ابو راشد ما اوضحه سابقاً ” مما لا شك فيه بأن الفن التشكيلي الفلسطيني الذي نعنيه، ليس الفن الذي تُنتجه الأنامل والمواهب الفنية الحاملة للجنسية الفلسطينية، والمولودة داخل مجرة الأحزان الفلسطينية سواء في فلسطين قبل نكبتها الكبرى عام 1948 أو الأجيال المولودة في مناطق المنافي العربية القريبة وتلك البعيدة عن سياج الوطن العربي والمنتشرة في كافة بقاع الأرض وحسب. وإنما هي هذا الفسيفساء الجمالي الذي التحمت في جذوتها وصهرتها بوتقة تفاعلية واحدة مؤتلفة من مجموع المواهب والقلوب والعقول، حول المعطى الإنساني الفلسطيني لكونها قضية شائكة في تاريخ البشرية وإشكالية حافلة بآلاف المواضيع التي تصلح لأن تكون موضوعاً حيوياً لفنان وفنانة تشكيلية، من داخل السرب الجغرافي العربي أو من خارجه والمُمتدة في حيز الكرة الأرضية كفنون جامعة لكافة أطياف التعبير الفني التضامني مع عدالة قضية شعب فلسطين.”
ثم يتابع تضويئه المفهوم :
“وأفرزت المراحل الزمنية المتلاحقة مجموعة من الفنانات والفنانين التشكيلين داخل فلسطين الطبيعية في حدودها التاريخية 1948 حتى تجاوزت الأرقام الإحصائية لعددهم نحو سبعمائة فنانة وفنان تشكيلي، قدّموا أنفسهم ولائم بصرية منتمية للقضية الفلسطينية ونضال شعبها في مُنتجات فنية عِبر مجالات الفن التشكيلي التقليدية (التصوير، النحت، الحفر، الملصقات) إضافة لفنون الكاريكاتير والأعمال التركيبية، موزعين في كافة مناطق المعمورة في سياق تصنيفين رئيسين:
1- فنانو (الداخل الفلسطيني)، أي الأراضي الفلسطينية المحتلة في حروب 1948 و1967.
2- فنانو (المهجر واللجوء الفلسطيني)، أي المنتشرين في مناطق اللجوء العربية والأجنبية. يجمعهم الوطن والمواطنة الفلسطينية المقهورة والمستلبة وحلم التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
الجزء الثاني
“ظهر في قطاع غزة ومُخيمات اللجوء فيها مجموعة من الفنانين نذكر منهم على سبيل المثال: (أمنة رشيد شعث، إسماعيل شموط، إسماعيل عاشور، نهاد سباسي، محمود أبو عسكر، إسحاق سلطان التميمي،، أحمد أبو حبل، زياد الحفني، رمزي كيلو، جميل شموط، أمين زكي شموط، شفاء شعث، عبد الرحمن المزين، مصطفى الحلاج، شفيق المظلوم، بشير السنوار، زكي أبو بكر، نعيم أبو الجبين، كامل المغني، شفيق رضوان، نصري ضبيط، صبحي مراد، حسن طافش، ابتسام جميل السراج، محمد المزين، ياسر أبو سيدو، عماد عبد الوهاب، محمد الركوعي، زهدي العدوي، أحمد أبو كاس، مي عيسى رشوان، تهاني سكيك، عصام حلس، ليلى الشوا، علي الأشهب، حمدان البنا، نعيم ديب رجب، فتحي غبن، خليل يوسف لبّد، عبد المطلب اعبيان، إيهاب بسمارك الصيفي، فايز عبد الحسني، بسام الحجار، محمد أبو شملة، أحمد عبد الله نصار، فتحي يوسف فحجان، يوسف مسعود المناصرة، عبد الوهاب أبو حرب، طه يوسف طه، محمد حمزة الفرا، عبد السلام أبو ندا، أنور أبو نخلة، مازن رمضان أبو مرق، أسعد سعدي صيام، جهاد الشرقاوي، سمير محمد ظاهر، شحدة أحمد درغام، غانم دياب الدن، عبد الناصر عامر، خالد نصار، سعادة محمد راضي، باسل العكلوك، أشرف غريب، إياد أبو كلوسة، سمير الحلاق، رائد العطل، محمد حسن لبّد، عماد أبو ظاهر، نسيم كفينة، بلال الحصيني، فاخر محمد عوض، إياد رمضان صبّاح، رينا محمد أحمد، محمد الضابوس، سهام فرج داوود، هدى عمر صالحة، وفاء الخزندار، محمد مصطفى مسلم).
بينما في الضفة الغربية ومخيماتها: ( عفاف عرفات، فلاديمير تماري، كمال بلاطة، جمانة الحسني، كايد عمرو، نبيل عناني، رحاب النمري، ياسر الدويك، بهاء بخاري، سليمان منصور، تيسير شرف، عصام بدر، طالب الدويك، أحمد حيلوز، فاتن الطوباسي، صقر القتيل، عزيزة جرار). وفي لبنان ومخيمات اللجوء فيها: ( تمام عارف الأكحل، توفيق عبد العال، إبراهيم غنام، ميشيل نجار، علي نهاد، محمد الشاعر، جمانة الصايغ، رفيق عودة، جمال الأفغاني).
وفي الأردن ومخيماتها: (سامية طقطق زرو، أحمد نعواش، نصر عبد العزيز، صالح أبو شندي، توفيق السيد، عزيز عمورة، سميرة بدران، إبراهيم نجار أبو الرب، عبد الحي مسلم، لميس الشوا، نبيل شحادة، عدنان يحيى، حسين دعسة، غازي أنعيم، محمد الجالوس، مازن عصفور، محمد أبو زريق، علي العامري، سهى شومان، غسان أبو لبن، زكي شقفة، محمود طه، عبد الرؤوف شمعون، محمد عيسى، محمد العامري).
وفي سورية ومخيماتها: (غسان كنفاني، سمير سلامة، إبراهيم هزيمة، عبد المعطي أبو زيد، سميّة صبح، هند حجازي، هشام منصور، خير الله شيخ سليم، عبد الرحمن مرضعة، ناصر السومي، علي الكفري، جمال الأبطح، أمين رفاعي، محمود خليلي، زكي سلاّم، محمد أبو صلاح، أحمد نابلسي، غسان عتال، نازك عمار، محمد الوهيبي، ماهر القصير، عبد العزيز إبراهيم، محمود السعدي، جزلة الحسيني، سليمان العلي، عبد الله أبو راشد، أمين عريشة، عماد رشدان، عبد الله عريشة، أكثم طلاع، عماد الطيب، عدنان حميدة، فارس سمور، مأمون الشايب، أديب خليل، أسامة دياب، أنس سلامة، سامر قاسم، محمود عبد الله، نازك عمار، فتحي صالح، ناهد عبد العال، هناء ديب، هيفاء الأطرش، هيسم شملوني، أمين السيد، موفق السيد، الحكم نعيمي)”.
لقد شكلت أوراقه ونوافذ اطلالاته التشكيلية على الراهن التشكيلي نوعا من التوثيق والاضاءة في التشكيل الفلسطيني والتشكيل السوري اذ تناول من نظرة أحفوريه مجمل الناتج الفردي لأسماء سلط عليها ضوء شموعه …
وبمراجعة الهوامش تتضوأ شموعه الحانيات.
وليس ادل على التعريف بالراحل وبمشروعه من قوله :
“أوراقنا واضحة في أهدافها المنشودة، ومتنوعة في مسارات التفكير والرؤى الذاتية المعمرة بالخبرة المهنية والمُعشبة بالدراسة الأكاديمية في ميادين الفن التشكيلي والنقد وفلسفته وجمالياته، والتربية والتعليم تدريساً وإشرافاُ تربوياً مُتخصصاً في كافة المراحل الدراسية الواقعة ما بين (الابتدائية والإعدادية والثانوية وما بعد الثانوية في المعاهد الفنية ذات الصلة والجامعية ودبلوم التأهيل التربوي خصوصاً) التي لها من العمر أكثر من ثلاثة عقود، وما زلنا طلاباً نجلس على مقاعد الدراسة مُتابعين وباحثين نمرح في واحتها المعرفية واسعة الطيف، مُتعلمين ومتأملين ومُحللين مؤمنين بمفاهيم التربية والمعرفة المُستدامة والتواصل الإيجابي مع جماليات الحياة والطبيعة والبشر. والتعبير عنها بوسائط معرفية متنوعة سواء عِبر تأليف الكتب أو الكتابة الصحفية أو مزاولة مهنة التعليم، وحسبنا في ذلك الإفادة”.
قبيل الغياب
- وصايا ورؤى الراحل على صفحته “الفيس بوك”:
“الإنسان عبارة عن سرديات عابرة عبر الزمن” .
“سبعون عام هي عمر نكبتنا الكبرى، وبعدها في نكباتنا المتوالية لا عزاء”.
“سقوط مخيم اليرموك وتدميره المقصود، هي آخر مهازل التآمر العربي.
“سقط القناع عن القناع… فلسطين وشعبها المكلوم مطلوب منه التلاشي والضياع. هذا هو الدور الوظيفي لبلاد العرب أكفاني.”
لناجي العلي اجمل شهداء بلادي، فيما قدمه من حقائق وفضح وتعرية لجميع القادة والحكام العرب والفلسطينيين خصوصا ومن جميع الفصائل، الذين شاركوا سرا وعلانية في اغتياله، لأنه أكبر منهم وأطهر وأنقى، وذكراه ورسومه تخلده ما دامت الحياة.”
“إلى أحرار العالم أينما تواجدوا من مُحبي فلسطين والداعمين الحقيقين لنضال الشعب الفلسطيني ضد الطغمة الصهيونية الاستيطانية فيها، والواقفين مع شعبها في التحرير والعودة، ومع انتصار الشعوب على طغماتها وفاسديها ومُفسديها. نقول لكم في العام الجديد 2019 :”تحيا سوريا بلاد الشام وفلسطين جزؤها الجنوبي”.
“احبتي جميعا… أفشوا السلام بينكم… وأحبوا بعضكم بعضا…وتجاوزوا دروب ماسينا المتعددة…التي تستوجب منا العودة لمكارم الاخلاق والتكافل الجمعي المجتمعي الاجتماعي، على طريق المحبة وتأليف القلوب، فهي كفيلة بديمومتنا وعيشنا الكريم في مناطق غربتنا. وخطوة ضرورية في لم شملنا ووحدتنا وقوتنا، فلسطينيون سوريون ونفتخر.”
“احبتي جميعا… اشعلوا شمعة في ظلمة نفوسنا المريضة… لتنير لنا صوابية الطريق. وحسن التمايز ما بين ثقافة المحبة والكراهية ومن هو الوفي والصديق”.
شهقة روح
“بعد ان استوطن سرطان الكبد كبدي. يبدو انني لست جديرا بالموت، او جديرا بالحياة. ماذا افعل يا خالق الخلق جميعهم من كائنات حية واجرام ومخلوقات”.
——————
ضوء اخير لا بد من النظر اليه
من شموعه وانكساراته كان الراشدي عبد الله يحفر عمقا في نكبته الجموع ، مجسدا ما ادلهم من فتور سافطا قشور المرحلة متجاوزا أنواته الفانيات، وهذا بعض قوله على صفحته الفيسبوكية التي تضوء نفسا وهو كما كل النكبات وكأن قدر النبلاء ان يختصروا أوجاع الجسد البشري “ايلوهيم ايلوهيم لماذا شبقتني “.
اشارات
رتل الراشدي بعض حزنه قصائدا على صفحته
تقاسيم
يكتبها: عبدالله أبو راشد
“قلّبي أوراق قلبي
صفحة صفحة
أمعني التأمل ما بين سطوري
المُثقلة بحبر دمي
جملة، جملة
وتفكري في أمري
مُسامرة نوعية لمسارات حُزني
وداعبي توليفات يأسي
المُبعثر في أرقة الحروب
رزمة، رزمة
حاولي فهم ما يجري حولي
فكي طلاسم قتليّ المُثير
من ألفي إلى يائي
في مُحاولة يائسة
ربما تجدي لواقع حالنا أي تفسير
تابعي جداول دمنا المسفوح
في زوايا ما تبقى من وطن
لا تُغفلي المرور الآمن
على الفواصل والنقاط
وإشارات التعجب والاستفهام
وصلات الوصل وتوليفات الحروف
والفعل الماضي والأمر والمضارع والمُضاف لدمنا
الموصولة بحزن مُغنينا
ودمنا المُباح في ربوع الشام
خزّني أحزانك الحبلى
في مداد جرائمهم المحبوكة
فقد جعلوا منّا ومنهم
لدى أعاجم الغرب أضحوكة
تجتمع في جعبة الوطن المدمي
كذئاب جياع
عبر الشخوص
والنفوس
تقتات بموتها الزؤام
الأزقة والحواري والمزارات
وتجوس أسوار الكنائس
والمساجد والمآثر
من أوابد الزمن العابر
تُحدث بوحاً مسموعاً
بحكايات الزمن الداعر
وترجمات الضحايا والثكلى
بوطني الموجوع بلا كفن
أحفظي سطورها في بلاد الشام
عن ظهر قلب
يا أوراق قلبي”