مضمون رسائل السيد حسن نصرالله أنهى الازمة وحدد المسؤوليات والعواقب تكلم باسيل والحريري دون نتيجة لكن كلام نصرالله حذر من يهرب من المسؤولية
قال سماحة السيد حسن نصرالله في خطاب خطير فيه مضمون عميق جدا وحكيم ومسؤول وصاحب مستوى رفيع جدا، يتضمن رسائل الى كثير من الأحزاب التي اعتبرت ان الازمة لا تخصها ويتحمل غيرها المسؤولية، وهي ستستقيل وتترك الحكومة.
فقال سماحة السيد حسن نصرالله : من يهرب من تحمل المسؤولية امام الوضع القائم يجب ان يحاكم، وهذه العبارة التي قالها امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله امس السبت كانت رسالة قاسية جدا الى من يعنيهم الامر من الذين يفكرون بالقفز من المركب الحكومي، خاصة الوزير وليد جنبلاط وقائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.
وصلت مفاعيل رسالة سماحة السيد حسن نصرالله الى المختارة وغيرت حسابات زعيمها الذي تراجع بشكل واضح عن تهديده المبطن المتمثل بالاستقالة من الحكومة، وقال الوزير جنبلاط في هذا الاطار انه يعلن اننا نتعاطى بكل مسؤولية ونعلم الغضب العارم لدى الشعب اللبناني.
وتمنى ان نصل يوم الاثنين الى حل الورقة الاقتصادية المقترحة من رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري ولو اننا على خلافات في شأن بعض البنود فيها.
وردا على نصرالله قال جنبلاط لا يستطيع السيد ان يحملني وحدي كل ما وصلنا اليه بل نتحمل سويا انقاذ الوضع وعدم الدخول الى الفراغ.
ويبدو واضحا ان رسالة سماحة السيد حسن نصر الله وصلت والمحركات السياسية بدأت العمل في الوصول الى الحلول المرجوة.
اما قائد القوات اللبنانية جعجع فلم يعلّق في شيء على رسالة نصرالله امين عام حزب الله، وعلم ان البلاد ستغرق في فوضى وتوتر لا حدود له، وانه اذا كانت 7 أيار قد حصلت تحت تهديد بسيط، فان هذه المرة فان 7 أيار ستتكرر تحت السلاح وتحت السلاح من كل انواعه ومهما حصل، والذين يعتقدون ان السلاح موجّه فقط كما قالت مصادر قريبة من أجواء حزب الله يجب ان يعرف ان السلاح موجّه الى يهود الخارج والداخل والى كل من يحاول اسقاط لبنان لان اسقاط لبنان الذي حاولت “إسرائيل” والولايات المتحدة والسعودية اسقاطه من خلال اسقاط سوريا وفشلت في مخططها لن تنجح في اسقاط لبنان مباشرة لان المقاومة موجودة على الأرض ولديها كل الأسلحة، لكن الأجواء قالت ان حزب الله لن يقبل بأي شكل من الاشكال بسقوط لبنان الذي يعني سقوط المقاومة وبالتالي انتصار إسرائيل والعدو الصهيوني مع الحليف الأميركي والسعودي على خط مقاومة “إسرائيل”.
خطاب سماحة السيد حسن نصرالله حمل رسائل كثيرة، وشرحته أوساط مثقفة عالية في حزب الله فقالت نحن لن نشارك طوال 30 سنة في الحكم، لا بل طوال 37 سنة، وقمنا بتحرير جنوب لبنان وهل يعتبر هؤلاء الذين يريدون التخلي عن المسؤولية والحاق اللوم بغيرهم وخاصة التعبير ان حزب الله بسببه لا تأتي أموال الى لبنان نقول لهم ألا يعتبرون ان الجنوب الذي كانت تحتله إسرائيل هو ارض لبنانية، وقام حزب الله بتحريرها بالشهداء وباللحم الحيّ وبالسلاح الأبيض. ولم نطلب قرشا واحدا من الدولة اللبنانية ولم تقم الدولة بالتعويض علينا وعلى قرانا وبيوتنا التي تم تدميرها من قبل العدو “الإسرائيلي” في الجنوب اثناء احتلاله للشريط الحدودي.
ثم ماذا فعل السنيورة عندما جاءت المساعدات العربية اثر عدوان إسرائيل عام 2012، وقام بتحويل المساعدات الى حساب هيئة الإغاثة ولم يسلم المقاومة دولارا واحدا بل صرفها على تيار المستقبل وعلى ثروة له باتت تصل الى 9 مليارات دولار.
حزب القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع لم يعلق حتى الان ولم يقل شيئا لكن علم ان الوضع هو غير السابق، وان ما حصل سنة 89-90 عندما اشتبكت القوات اللبنانية مع جيش العماد ميشال عون الذي كان مؤلفاً من حوالى 8 الاف مقاتل وضابط وجندي لن يتكرر الان فالجيش اللبناني وعدده 80 الفاً هو في يد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتحت إمرته إضافة الى ان أي طرف لبناني سيتدخل ضد الجيش اللبناني لصالح القوات اللبنانية سيلقى الرد من حزب الله بشكل واضح ومهما تكن النتائج.
لكن الجيش اللبناني ويأمره اليوم رئيس الجمهورية العماد عون مستعد لاعطاء أوامر للوصول الى أي مركز قد يهزه او يهتز من قبل الدكتور سمير جعجع والقوات حتى لو قامت كل المظاهرات في لبنان فلن تعني شيئاً فسيتم اعلان حالة الطوارئ وسيفرض الجيش اللبناني الامن بالقوة وسيصل الى مراكز قيادات الأحزاب التي تقف في وجهه وفي طليعتها مراكز القوات اللبنانية حتى في معراب.
وبالعودة الى خطاب سماحة السيد حسن نصر الله دعا القوى السياسية الى التضامن والى عدم الهروب من المسؤولية وقال من سيهرب من تحمل المسؤولية امام الوضع القائم يجب ان يحاكم ولا يخمن نفسه انه «سيزمط» وانه سيستطيع الهرب بل يجب ان يحاكم خصوصا أولئك الذين اوصلوا البلاد الى هذا الوضع الصعب خلال الـ 30 سنة الماضية وقال لهم ليس على ذوقك تقول انا لست معنيا وأريد ان ارحل اياً كان، وقالت مصادر في حزب الله ان سماحة السيد حسن نصرالله يعني ان ذلك تهديد واضح بأن من يقول انني لست معنيا بالامور وأريد ان ارحل أيا كان الوضع لن «يزمط» وكلمة لن «يزمط» قالها بعفوية سماحة السيد حسن نصرالله ويعني ذلك انه سيتم ملاحقته ومصادرة أمواله في لبنان ومصادرة ثرواته التي سرقها طوال 30 سنة.
انه انذار كبير من سماحة السيد حسن نصرالله، ويمكن اعتبار ان الورقة الاقتصادية التي سيقدمها الرئيس سعد الحريري يوم الاثنين سيتم الاتفاق عليها من قبل معظم الأحزاب السياسية، واذا استقال احد من الحكومة فستكمل الحكومة عملها، حتى لو غاب نصفها، وقالت أجواء حزب الله ألم يرتكب الرئيس فؤاد السنيورة اجراما دستوريا كبيرا عندما استمر في حكومة لا تستند الى العيش المشترك واستمر بحكومة بغياب الطائفة الشيعية بكاملها الذي كان يمثلها 6 وزراء شيعة واستقالوا واستمر بالحكومة 4 سنوات وصرف 11 مليار دولار ما زالت حتى الان تحت الابراء غير المستحيل ولم يسأل عن الدستور الذي يقول ان كل حكومة يجب ان ترتكز على العيش المشترك فاذا كان السنيورة وهو رجل عادي وبالكاد يمشي في الشارع فاننا نقول له انه اذا ارتكب هذه المخالفة فحزب الله يستطيع ان يرتكب اكثر بكثير من ذلك. ولا احد يستطيع ان يقف في وجه حزب الله بل نحن عندما كنا خارج الحكومة كـ 6 وزراء من الطائفة الشيعية مخالفا السنيورة المبدأ الدستوري الأساسي وهو قيام الحكومة على التعايش المشترك كنا نستطيع الإطاحة بالحكومة خلال ساعة لكننا لم نفعل ذلك خلال 4 سنوات.
اما الان فمن يستقيل يستقيل، وليستقل ثلثي الحكومة وستبقى الحكومة تحكم في لبنان رغما عن الجميع وتصدر المراسيم وسواء قبلوها دستوريا ام غير دستوري فسنفعل ما هو لمصلحة لبنان وما هو لمصلحة قوة جيشه وقوة شعبه وقوة المقاومة في وجه اكبر مؤامرة تجري هي المؤامرة الصهيونية الاميركية ضدنا وخلق التوتر في الداخل ويمكن اعتبار ان يوم الاثنين ستنتهي جلسة الحكومة الى اتفاق.
اما اذا حصل الخلاف داخل مجلس الوزراء واستقال وزراء فيبدو ان حزب الله قال كلمة عن لسان سماحة السيد حسن نصرالله ان البعض يعتقد اننا قد نتحرك بشكل عادي، لكن نحن نقول لهم اذا تحركنا سيتغير كل شيء وكلمة كل شيء تعني الكثير وتعني كل شيء.