محافلٌ أمنيّةٌ “إسرائيليّةٌ” رفيعةٌ: الأمن يتآكل وحزب الله يُتابِع جيش الاحتلال بالجنوب لمعرفة فيما إذا كان قادِرًا على الحرب بالجبهتين الشماليّة والجنوبيّة بآنٍ واحدٍ
قال موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، في تحليلٍ نشره اليوم الثلاثاء، نقلاً عن محافل أمنيّةٍ وعسكريّةٍ واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، إنّه على الرغم من العمليات الفلسطينيّة التي تمّ تفعليها ضدّ قوات جيش الاحتلال الإسرائيليّ يوم الجمعة الماضي، الجمعة الـ 69 منذ بدء التظاهرات على حدود قطاع غزة، انتهت الأحداث بإصابة 49 جريحًا فلسطينيًا، بينهم 24 نتيجة لإطلاق النار على قوات الجيش.
وتابعت المصادر عينها قائلةً، كما نقل عنها مُحلِّل الشؤون العسكريّة في الموقع، أمير بوحبوط، تابعت قائلةً إنّ جمعة أخرى مشحونة ومتوترة طبّق خلالها جنود الجيش بـ”مهنية كبيرة” سياسات الحكومة، التي هدفها احتواء التوتر الفلسطينيّ على الحدود في ظل- الذي يتضمن إلقاء زجاجات حارقة، حجارة وعبوات ناسفة- بسبب سلّم الأولويات الذي يمليه الكابينت الأمنيّ، أيْ المجلس الوزاريّ المُصغِّر في كيان الاحتلال.
وتابعت المصادر عينها قائلةً، كما أفاد الموقع العبريّ، إنّ الأمن الجاري الحالي يتآكل، وفي نهاية المطاف يعرف الجانب الآخر تمامًا نشاطات الجيش، خصوصًا الساعة 2:00 فجرًا حين يكون الضباب، التأهب والتعب في الذروة، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّه على الرغم من تعليمات القادة بأنّ كلّ عنصرٍ يقترب من السياج هو مشتبه بهِ كـ”مخرب”، فإنّ منطقة الغبش بين متسلّل وبين “مخرّب” تضرّ بصورةٍ مباشرةٍ بالتوتّر العملانيّ المطلوب من قادة السرايا والكتائب للحفاظ عليه طوال الوقت، على حدّ قول المصادر الأمنيّة في تل أبيب.
وشدّدّت المصادر العسكريّة الرفيعة التي تحدثت للموقع العبريّ، شدّدّت على أنّ هذا الواقع يجرّ وراءه فكرة إشكالية جدًا: “إرهاب رماديّ”، كاسمٍ مُرادفٍ للعبوات الناسفة الارتجاليّة، الزجاجات الحارقة، حجارة ومحاولات تسلل لأغراض استفزازية في إسرائيل، طبقًا لأقوال المصادر بتل أبيب.
ولفت المُحلِّل بوحبوط، استنادًا إلى مصادره العسكريّة والأمنيّة واسعة الاطلاع، لفت إلى أنّه يجب على المستوى السياسي أنْ يثني باستمرار على النشاطات المتواصلة للجيش على طول الحدود، وأنْ يفصل بين الجمهور وبين الجيش من أجل استيعاب جزءٍ من الانتقادات، لكن، ساق قائلاً، الفرصة لأنْ يحدث ذلك في فترة الانتخابات ضعيفة جدًا، وما هو مرغوب بهِ فعلًا أنْ تدرك القيادة السياسيّة أنّ لتطبيق سياسات الاحتواء ومنع الانجرار للمعركة التي قررتها حكومة “إسرائيل”، ثمن مع مرور الوقت، طبقًا لأقوال المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة.
المصادر شدّدّت في حديثها مع المُحلِّل العسكريّ بوحبوط، شدّدّت على أنّ الحديث يجرس عن انهيارٍ وتآكلٍ مستمرٍ للردع في الساحة الجنوبيّة وتعزيز الشعور بالقدرة على تنفيذ عملياتٍ أسبوعيّةٍ على السياج من قبل أطرافٍ أخرى في غزة، وأشارت المصادر أيضًا في سياق حديثها إلى أنّ هذه السياسات تُظهر ضعفًا وسيأتي اليوم وستجبي ثمنها ليس فقط على السياج، بل أيضًا في الجبهة الداخليّة “الإسرائيليّة”، وليس فقط في الساحة الجنوبيّة، بل أيضًا في الساحة الشمالية، وخلُصت إلى القول في هذه العُجالة إنّ حزب الله يدرس ويتابع ردود الجيش وقدرته على احتواء أكثر من ساحةٍ واحدةٍ في الوقت نفسه، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة.
وقال المُحلِّل بوحبوط، إنّه وفقًا للتقديرات في المؤسسة الأمنيّة بالكيان، إذا أطلقت حماس أكثر من 700 صاروخ في اليومين الأخيرين من جولة القتال الأخيرة، فإنّ حزب الله سيعمل على مضاعفة الرقم إلى ثلاثة أضعاف، بعبارةٍ أخرى، أوضح، يجِب على الجبهة الداخليّة، خاصّةً بالشمال، أنْ تستعّد لاحتمال قيام حزب الله بشنّ حربٍ واسعة النطاق من خلال 2100 صاروخٍ وقذيفةٍ في غضون يومين، وفي الوقت عينه، يُحاوِل الحزب وضع الأسلحة الدقيقة التي ستضرب مواقع إستراتيجيّة في إسرائيل في قوّة النيران، قالت المصادر للموقع العبريّ.
وأردف المُحلِّل بوحبوط، نقلاً عن المصادر عينها، أردف قائلاً إنّ حزب الله يُسيطِر بشكلٍ مُمتازٍ على جنوب لبنان، وقام بإرسال عناصره من الجنوب إلى سوريّة، على الرغم من الانتقادات من الداخل، مُضيفًا أنّه وفقًا لتقديرات جيش الاحتلال “الإسرائيليّ”، فإن 60 بالمائة إلى 70 بالمائة من شهداء حزب الله هم من سكان جنوب لبنان، وحوالي 15 بالمائة من وادي البقاع والباقي من بيروت والمنطقة المحيطة بها، كما ادعّت.