في الفرق بين مفهوم الأيديولوجيا , والبنية الأيديولوجية
كتبه : الأساذ وائل حمدي أبو صالحة
الايديولوجيا – نسق من الاراء والافكار والنظريات السياسية والحقوقية والدينية والاخلاقية والجمالية والفلسفية .
ان الايديولوجيا، كونها جزءً من الوعي الاجتماعي، تتحدد بظروف حياة المجتمع المادية….. وتعكس العلاقات الاجتماعية.
وفي المجتمع الطبقي تتسم الايديولوجيا بطابع طبقي، وياتي الصراع في ميدان الايديولوجيا انعكاس طبيعي لتضاد المصالح الطبقية، ويمثل شكلا من اشكال الصراع الطبقي الاساسية.
وفي الايديولوجية، المعبرة عن مصالح الطبقات الرجعية، ينعكس الواقع، كقاعدة عامة انعكاسا مشوها.
اما في ايديولوجية الطبقات التقدمية، التي تتطابق مصالحها مع متطلبات التطور الاجتماعي، فتنطوي على عناصر من التصوير الصحيح للواقع.
ولكن ايديولوجيا البروليتاريا، التي تتطابق مصالحها تطابقا تماما مع قوانين ومتطلبات التطور الموضوعي، هي الايديولوجية الوحيدة المتسقة في علميتها.
ان المنظرين البرجوازيين يبالغون في المشروطية الاجتماعية للانعكاس الايديولوجي، ليخلصوا من ذالك الى الزعم ان هذا الانعكاس كونة طبقيا لا بد من ان يغدوا ذاتيا واحادي الجانب فيتناقض مع الانعكاس العلمي الموضوعي .
وينتهي هؤلاء الى القول انة مثلما كان تطور العلم ينطلب، في حينة، تحريرة من الايديولوجيا الدينية، فان تقدم المعرفة العلمية في عصرنا يستلزم قطع علاقاتة وفك ارتباطاتة بالايديولوجيا ايا كانت.
ان مثل هذة التصورات، التي تنادي بحلول “نهاية الايديولوجيا”، والتي صارت تعرف بنظرية نزع الايديولوجيا…(بيل، ارون …) موجهة اساسا ضد الايديولوجيا الماركسية، وتهدف الى عزل العلوم الاجتماعية عن المشكلات التي تقلق بال المجتمع.
ولكن نظرية “نزع الايديولوجيا”، التي راجت موضتها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، قد تراجعت بعد ذلك، لتخلي المكان للنداءات المطالبة ببعث الايديولوجيا، بصياغة ايديولوجية، تكون قادرة على التصدي للايديولوجيا الماركسية وتزود عن نمط قيم نمط الحياة البرجوازية.
ولكن البرجوازية عاجزة الان عن وضع ايديولوجيا دينامية، تستجيب لمطالب الزمن، ورغم ان تطور الايديولوجيا يتحدد، في نهاية المطاف، بالظروف الاقتصادي، بعلاقات البشر الاجتماعية، فانها تتمتع باستقلالية نسبية، تنعكس في ان كل نسق ايديولوجي جديد، كونة انعكاسا للوجود الاجتماعي، ياتي في الوقت ذاتة استمرارا للتطور الفكري السالف ويشكل تمثلا نظريا لما تجمع من مخزون للمفاهيم والتصورات، وكما تتجلى هذة الاستقلالية النسبية في القوانين الخاصة لتطور اشكالها المنفردة، وكذلك في خصوصية تاثيرها على باقي الظواهر الاجتماعية وضمنا على الاساس المادي الذي ولدها.
ما سبق شرحة هو في مفهوم “الايديولوجيا”، ولكن كيف ينعكس هذا المفهوم في “بنية”؟
من البديهي ان نقول ان “البنى” الفوقية هي انعكاس “للبنى” التحتية…ماذا نقصد بذلك:
“البنى” الفوقية” هي مجموع “البنى” الفكرية – محمولة على نمط انتاج وعلاقات انتاج
نفترض ان نمط الانتاج الموجود – نمط انتاج اشتراكي (البنية الاجتماعية الشاملة) ينعكس عن هذة البنية بنى فكرية متعددة، ولكن الهيمنة تكون لبنية الفكر المادي التاريخي المادي الجدلي …لماذا؟
لان هذة البنية المادية – هي تعبير عن مصلحة طبقية بعينه “البروليتاريا” – تاخذ شكلا ايديولوجيا”.
لنفترض ان نمط الانتاج الموجود “راسمالي” (البنية الاجتماعية الشاملة) ينعكس عن هذه البنية
“بنى” فكرية متعددة – الهيمنة الايديولوجية هي لبنية الفكر “اللبرالي” او البرجوازي …لماذا؟
لان هذة البنية الفكرية البجوازية الحاكمة “ايديولوجيا” هي تعبير عن مصلحة طبقية …