لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
فكر

البروليتاريا والبروليتاريا الذهنية وتطبيقها على أرض الواقع في الصين/حسين ياسين

“البروليتاريا  تعنى في الأصل طبقة اجتماعية في روما القديمة، أي مجموع “مواطني” روما (بدون حقوق فعلية)، ينحصر دورهم الأساسي في الإنجابالبروليتاري حسب جان جاك روسو، الإنسان الذي لا يملك شيئًا.

 ماركس يستعمل مصطلحات “الشعب” أو “الطبقة البائسة”

 ربط ماركس وانجلز، مصطلح البروليتاريا بالطبقة التي لاتملك وسائل الإنتاج (وسائل عملها)، مما يضطرهم إلى بيع قوة عملهم لمالكي وسائل الإنتاج (الرأسماليين/البرجوازيين)، ينتجون بذلك فائض القيمة (فائض القيمة=قيمة المنتوج – الرأسمال الثابت – الرأسمال المتغير).

يقولشى جين بينغ في خطابه الهام في الذكرى ال200 لميلاد ماركس إن هناك تغيرات هائلة وعميقة في المجتمع البشري، لكن مذهب ماركس لا يزال يضيء بنور الحقيقة. أغنى ثروة روحية تركها ماركس لنا هي الماركسية. الماركسية هي أساس الحزب الشيوعي الصيني، فالحزب الشيوعي الصيني كتب الماركسية على رايته بصرامة، ويصر على استخدام الماركسية باستمرار لمراقبة تطور التاريخ الاجتماعي  وتحليله، وورث الماركسية ويطوّرها في الممارسة، وجعل الماركسية سلاحًا أيديولوجيًا قويًا للثورة الصينية والبناء والإصلاح

التمسك بالجوهر الروحي والنفس الحية للماركسية وطوّر الماركسية في ظل الظروف التاريخية الجديدة أيضًا. من حيث الخصائص النظرية والطابع النظري، فكر شى جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد قد حقق درجة عالية من الاتفاق مع التقليد الماركسي الذي ورثه

“هشام غصيب” (الثورة الدائمة) يقول: “لقد وصف بعض المراقبين الثوار المصريين والتونسيين بأنهم شباب عصريون ينتمون إلى الطبقة الوسطى.

 كما إنهم يساهمون بكدحهم الذهني في خلق ثروات هائلة لشركات التقنية الرقميةوالمعلومات والاتصالات من دون أن يطالهم الكثير مما يخلقونه من ثروة.

وهنا يمكن القول إنهم يشكلون  نوعاً جديداً من البروليتاريا، ما أسماه البروليتاريا الذهنية، التي تكدح بمهاراتها الذهنية وتخلق رأس مال ضخم بها، وهذه الشريحة الاجتماعية الجديدة لها أشكالها الجديدة في التنظيم، والتي ترتكز إلى أحدث التقنيات الرقمية والمعلومات والاتصالات.
الثورات العربية التي كانت شرارتها في مصر وتونسثورات البروليتاريا الذهنية الحديثة.
اما البروليتاريا التقليدية، فمع أنها تباطأت في حراكها الثوري إلا أنها سرعان ما تحركت بزخم ملحوظ وساهمت مساهمة رئيسية في إسقاط العصابات الأمنية الحاكمة. وما زالت تتحرك بإضراباتها واعتصاماتها المؤثرة.

العديد من المفكرين يتناولون مصطلح البروليتاريا عندما يتحدثون عن الدور الثوري التاريخي للطبقة العاملة، عندما يتناولون مشروع التغيير بقيادة الطبقة العاملة. يقول لينين :”إن انجلس هو أول من أعلن أن البروليتارية ليست فقط طبقة تعيش المعاناة بل طبقة يدفعها وضعها الاقتصادي المزري بشكل لا يقاوم إلى الأمام ويجبرها على النضال من أجل تحررها النهائي

ويقول أيضًا: (ماركس وانجلس) يؤكدان  أن البروليتاريا ليست فقط القوة القادرة على قيادة هذا النضال بل كذلك القوة التي لها مصلحة مباشرة في أن يصل هذا النضال إلى غايته”.

 إن البروليتاريا تشمل كل شرائح الطبقة العاملة. فكلمة البروليتاريا تشير بالتاكيد أيضًا إلى شرائح البروليتاريا الذهنيةبما لها من خصوصيات في المجتمع البرجوازي، وهي غياب أي ملكية والاقتصار على بيع قوة العمل، وخلق القيمة الزائدة، وتبعًا لذلك الوعي بالذات والوظيفة الثورية”.

 إلا أن لفظ البروليتاريا يستعيد زمام المبادرة كلما لاح خطر الخلط أو حدثت ضرورة للتذكير بمواصفات البروليتاريا كما هو الشأن عندما تطرح مثلًا مسألة حزب البروليتاريا (الذي هو حزب الطبقة العاملة وحلفائها نظريًا على أرض الواقع).

فكر شى جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد يلتزم بالطبيعة العلمية للماركسية. هذا الفكر يدرك بعمق قانون الماركسية والتنمية في العالم، والقوانين الطبيعية والتاريخية والقوانين ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية البشرية، وقانون التحرر البشري والتطور الحر الشامل، وطبيعة الإدراك ومبادئه. استناداً إلى مبدأ قانون التنمية، على هذا الأساس، قمنا بتعميق فهمنا للقانون الحاكم للحزب الشيوعي، وقانون البناء الاشتراكي، والقوانين التي تحكم تطور المجتمع البشري

 وجود الطبقة العاملة في الواقع الموضوعي كمجموع الأفراد لا يملكون وسائل الإنتاج (وسائل عملهم)، و للاستمرار في الحياة هم وعائلاتهم يضطرون إلى بيع قوة العمل في إطار علاقة العمل المأجور الذي يميز نمط الإنتاج الرأسمالي، ينتجون فائض القيمة لصالح المستغل البشع). ومن خلال إحصاء بسيط يمكن تحديد أهميتها الكمية، على صعيد وحدة إنتاجية، على صعيد قطاع معين، على الصعيد الوطني. لذا يمكن الحديث عن الطبقة العاملة ذاتها.

يتم الحديث عن البروليتاريا، من منطلقات نظرية متعلقة بدورها التاريخي في الصراع الطبقي من أجل مجتمع جديد، مجتمع تنعدم فيه الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، والفوارق الطبقية، وبالتالي ينتفي فيه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

فالبروليبتاريا هي الطبقة العاملة الواعية والحاملة لمشروع  التغيير، والفاعلة في الصراع الطبقي من أجل إنجاز ذلك المشروع. البروليتاريا هي الطبقة العاملة ليست فقط في ذاتها بل لذاتها، أي طبقة واعية بموقعها الطبقي، بواقعها كطبقة مستغلة، وبدورها التاريخي كطبقة ثورية، طبقة حاملة للمشروع الاشتراكي، طبقة فاعلة ميدانيًا من أجل تحقيق أهدافها التحررية.

الفكر المثل الأعلى للاشتراكية ذات الخصائص الصينية والمثل الأعلى للشيوعية،فهو كشف جديد في القانون الجديد لتنمية المجتمع البشري تحت عنوان عصر السلام والتنمية، وفي ظل الظروف التاريخية للتعايش طويل الأجل للاشتراكية والرأسمالية.

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بإنسانية الماركسية، تنتهج الماركسية قيمة مع التحرر البشري الكامل والحرية الإنسانية والتطور الشامل، وهذا السعي إلى تحديد موقف الناس الماركسي الذي لا يتزعزع. ماركس هو المرشد الثوري للبروليتاريا والعاملين في جميع أنحاء العالم.

بواسطة
حسين ياسين
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى