ذياب والعرموطي يستذكران “ناصر” في ذكرى رحيله
في مثل هذا اليوم من عام 1970 فقدت الأمة العربية أحد أهم قادتها التاريخيين .. جمال عبدالناصر الضابط الصعيدي الذي قاد ثورة 52 وأسقط حكم الملك فاروق وباشاواته وأعاد مصر وخيراتها للفلاحين والفقراء.
في ذكرى وفاته نستذكر إنجازات هذا القائد ابتداءً بقانون الإصلاح الزراعي الذي ساهم بتوزيع الأراضي على الفلاحين مروراً بتأميم قناة السويس وانتهاءً ببناء والسد العالي والوحدة بين مصر وسورية وحرب الاستنزاف بعد هزيمة الــ67.
نفتقد هذا القائد صاحب اللاءات الثلاث (لا صلح .. لا اعتراف .. لا تفاوض) في الوقت الذي تعاني فيه الأمة من الانقسام ومخاطر التقسيم وانحراف البوصلة عن القضية الفلسطينية لصالح صراعات طائفية ومذهبية بغيضة.
الدكتور سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أكد في حديث خاص لنداء الوطن أنه وفي الوقت الذي نترحم فيه على الزعيم جمال عبدالناصر، فإننا نعتقد أن الحديث عن عبدالناصر وسيرة هذا الرجل، هي سيرة أمة، أمة تريد أن تحتل مكانها تحت الشمس، سيرة مشروع، أراده عبدالناصر لنهوض الأمة وتخلصها من التخلف والفرقة. لذا، خاض عبدالناصر صراعاً ضارياً ضد القوى الاستعمارية وعملائها في المنطقة، وبقدر نجاحه في هذه المواجهات، فقد أخفق في مواجهات أخرى.
وأشار ذياب إلى أبرز قرارات عبدالناصر المرتبطة بالاستقلال الوطني تأميم قناة السويس، في 26/7/1956، وكسر احتكار السلاح، وتعزيز الاقتصاد الوطني المصري.
وعلى المستوى القومي، كان نجاحه في تجسيد أول وحدة عربية في 22/2/1958 بين مصر وسورية.
لكنه واجه نكستين؛ الأولى، الانفصال عام 1961. والثانية، هزيمة عام 1967. هاتان النكستان في جوهرهما كان الهدف منهما هو دفع عبدالناصر للتراجع عن دوره القومي التحرري والانكفاء إلى الداخل المصري.
وفي ظل تحديات هذا العصر، أشار ذياب إلى أن عبدالناصر يفتقده كل المناضلين في هذه الأيام الذين يواجهون المشروع الأمريكي الصهيوني، يذكرون مقولته عن المقاومة الفلسطينية (من أن المقاومة وجدت لتبقى).
عبدالناصر رفض كل إغراءات التسوية كان لسان حاله القدس والضفة قبل سيناء، والجولان وغزة قبل سيناء.
عرفته الأمة العربية قائد تحرر قومي، ظهر من بين الفقراء وحمل راية الدفاع عن حقوقهم.
لروحه الرحمة والعهد من كل المؤمنين بحق الأمة العربية بالوحدة والتحرر على الاستمرار في النضال حتى تحقيق تلك الأهداف.
وفي اتصال هاتفي أجرته معه نداء الوطن وصف الدكتور أحمد العرموطي، نقيب الأطباء السابق، ورئيس المنتدى العربي الناصري الديمقراطي القائد جمال عبدالناصر بأنه ليس شخصاً نتذكره، وإنما هو مشروع سياسي ثقافي اجتماعي للأمة العربية، ومشروع نهضوي، وهذا المشروع هو الذي يعبر عن طموح وأهداف الأمة العربيةبالوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية. إناقتراب عبدالناصر من الجماهير والتعبير عن أهدافهم ومطالبهم، هو ما أبقاه في ذاكرة الجماهير العربية.
وأوضح العرموطي بأن القائد جمال عبدالناصر قد وضع يده على النقطة الجوهرية في مشاكل الأمة العربية، وهي قضية الوحدة العربية، وقد حقق هذه الوحدة أيام قيام الجمهورية العربية المتحدة بوحدة مصر وسورية عام 58، واستطاع إقامة مجتمع فيه العدالة الاجتماعية، وعمل على تأمين التعليم المجاني لكل أفراد المجتمع بما فيهم أفراد الشعب العربي، وعمل على تأمين المعالجة الصحية المجانية للمواطنين، وعمل على قانون الإصلاح الزراعي الذي أنصف الفلاح المصري، وملّكه جزءاً من الأرض ليصبح سيّداً على أرضه لا أن يبقى عبداً لدى الإقطاعيين. واهتم عبدالناصر في موضوع العمال، وجعل نسبة من أرباح المصانع للعامل، وجعل العمال لهم نسبة في إدارة المصانع التي يعملون فيها.
وفي البُعدين العربي والفلسطيني، قال العرموطي بـأن عبدالناصر عمل على موضوع توحيد الشعب العربي، واهتم كثيراً بالقضية الفلسطينية، ورغم التآمر الأجنبي والرجعية العربية على المشروع النهضوي العربي الذي كان يمثله عبدالناصر ، إلا أنه بقي ثابتاً على مبدأه ولم يتنازل عن قضية فلسطين أو يقبل الصلح، أو أن يتنازل عن أي شبر من الأرض المصرية أو العربية.
وختم العرموطي بأن عبدالناصر توفي وهو لا يملك سوى مئات الجنيهات في رصيده الشخصي والذي كان تعبيراً عن نظافة اليد ونظافة الفكر الذي كان يؤمن به. ولهذا سوف يبقى مثلاً أعلى وقدوة لكل المناضلين الشرفاء في الوطن العربي وفي العالم.
وتنشر نداء الوطن في ذكرى رحيله، مجموعة من الأقوال الخالدة للقائد جمال عبدالناصر:
“إن القومية العربية تعلم أن وجودها فى اتحادها، وأن قوتها فى قوميتها”.
“إننى اليوم أقول لإخوانكم فى سوريا باسمكم: إننا نرحب بكم أيها الإخوة؛ فقد قلتم في دستوركم: إنكم جزء من الأمة العربية، وقلنا فى دستورنا: إننا جزء من الأمة العربية، وسنسير معاً – أيها الإخوة – متحدين.. يد واحدة.. قلب واحد.. رجل واحد؛ لنرسي مبادئ العزة الحقيقية، ولنرسي مبادئ الكرامة الحقيقية، ولنقيم بين ربوع الوطن العربى وبين ربوع الأمة العربية استقلالاً سياسياً حقيقياً، واستقلالاً اقتصادياً حقيقياً”.
“الوحدة موجودة فعلاً بين أبناء الشعب العربي. إن الخلافات قائمة بين النظم والحكومات
عبقريتكم أيها الأميركيين هو أنكم أبداً لا تتخذون خطوات غبية واضحة، بل تقومون بتحركات غبية معقدة مما يجعلنا نتساءل في إمكانية كوننا نسينا شيئا”.
“الخائفون لا يصنعون الحرية والمترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء”.
“إن وجود مصر ضعيفة ضعف للنضال العربي كله، ووجود مصر مشلولة شلل للنضال العربي كله، وليست هذه حقيقة جديدة وإنما هي استقراء للتاريخ والطبيعة”.