ذياب في ندوة “أسرة القلم”: مكونات الحُكم بذلت قصارى جهدها للالتفاف على هبة أيار واحتوائها
أقام نادي أسرة القلم مساء أمس الأحد ندوة بعنوان “قراءة في الحراك الشعبي”، تحدث فيها كل من الدكتور د.سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، والأستاذ ضيف الله الفراج الأمين العام لحزب الحركة القومية.
وأكد الدكتور سعيد ذياب في كلمته على أن حراك الـــ(30) من أيار كان حراك نوعياً ومميزاً لأنه لم يقتصر على القضايا المطلبية المتمثلة بالغلاء والفقر والبطالة بل ارتقى للإمساك بالهدف المركزي المتمثل بالتخلص من التبعية والارتهان للأجنبي.
ورأى ذياب أنه من الضروري أولاً تحديد مفهوم الحراك:
* الحراك هو في جوهره تعبير عن نشاط عقلي ونشاط عملي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنسان ووجوده وحاجاته. ويحكم هذا الحراك قانون وحدة وصراع الأضداد هو في حقيقته نتاج جدلية القضايا المجتمعية والاحتياجات للانسان وهذه الاحتياجات عندما تصبح صعبة المنال يصبح التمرد الاجتماعي ضرورة وبشكل من اشكال السعي لإشباع تلك الحاجات.
والحراك هو السعي لانتقال المجتمع مما يعانيه من ظلم واستبداد وتهميش إلى حالة العدالة والديمقراطية والمشاركة.
وإذا كنا نتفق على أن الشباب قوى الحراك الأساسية فهم بما يمتلكونه من وعي وما اكتسبوا من إدراك بات لديهم القناعة بأن أساليب الحياة المساعدة لم تعد مقبولة لهم، هذه الحياة بما فيها من بطالة وغلاء ةتدني في الاجور ومصادرة للحريات. ومقابل هذه الصورة وهذا الحرمان كانوا يشاهدون البذخ الزائد والرفاه المبالغ فيه لمكونات الحكم، كانوا يشاهدون كذلك تمركز الثورة في أيدي طغمة قليلة من المجتمع، كل هذا خلق لديهم القناعة أن هنالك انحراف واضح في مؤشر العدالة لديهم.
ونوه الدكتور سعيد ذياب إلى أنه جرى تداول والتركيز على عفوية الحراك والمحاولة الدؤوبة لإخراج الأحزاب من الفعل لهذا الحراك.
ولفهم طبيعة هذا المفهوم علينا أن نميز بين أهداف الجماهير وأهداف النخب السياسية من ناحية أخرى. أهداف الجماهير تمتاز بأنها آنية لا ترتقي للأهداف العامة، لذلك يبرز دور الأحزاب والنخب في الانخراط في هذه الحراكات العفوية وتطويرها والارتقاء بمطالبهم والتغيير الجذري، وهذا ما أعتقد أنه حصل حيث انخرطت الأحزاب في الحراك وساهمت في الحفاظ على ديمومة الحراك من ناحية والحفاظ على خلق توافق على شعار مشترك تمثل بالمطالبة برحيل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
من أكثر الأسئلة التي كشفها هذا الحراك هو التراجع في دور النقابات واستعدادها للعمل المشترك مع مؤسسات المجتمع المدني، ودللت على أن خياراتها كانت محدودة لا ترتقي بأكثر من المطالبة بسحب قانون ضريبة الدخل والدرس الاخر الذي افرزه هذا الحراك أن مكونات الحكم بذل قصارى جهده للالتفاف على هذا الحراك واحتوائه، بل أن تشكيل الحكومة وبالصورة التي رأينها كشفت عن حجم الاستهتار بالحراك وبالشعب الاردني وكم أن هذا الحكم وما يزال يمارس التضليل للرأي العام وأن أي تجاوب منقبله لا يعدو إلا انحناء ضعيف أمام العاصفة.
وختم الرفيق الدكتور سعيد ذياب كلمته بالتأكيد على أن الدرس الأكبر الذي أفرزه هذا الحراك هو وجوب حماية هذا الحراك وتشكيل لجنة تتابع مطالب هذا الحراك وهي مسألة عملت من أجل تحقيقها الاحزاب القومية واليسارية من خلال الدعوة لملتقى شعبي لبحث طبيعة الازمة التي نمر بها وسبل مواجهتها.