ختام أسبوع القدس الثقافي – نادي أسرة القلم
في ظلِّ ما تتعرض له القدس من تهويد ليس فقط على صعيد بناء المستوطنات، وتغيير البناء السكاني، وإنما أَيضا على صعيد تزوير الرواية التاريخية، والمعالم الجغرافية، وسط صمت عربي رسمي مطبق، وفي ظلِّ محاولة محو الذاكرة العربيَّة، والفلسطينية أيضا واستبدالها بذاكرة قابلة للتعايش مع العدو الصهيوني، وقبول الاحتلال لفلسطين، والقدس، تنفيذا لمقولة بن غوريون التي أطلقها عام 1948 ” الكبار يموتون، والصِّغار ينسون” ، ودعماً لأهلنا المرابطين في القدس، وفي المدن الفلسطينية الأخرى الذين باتوا يشعرون بأنهم بلا سند في معركة التصدي للعدو الشرس الذي لا يعرف الرحمة أبدا في سبيل تمرير مؤامراته ومخططاته، فقد وجدنا أنه من الضروري أن تقوم المؤسسات غير الرسمية بواجبها تجاه فلسطين، والقدس، والمرابطين فيها.
من هنا جاءت فكرة ” مشوار في القدس العتيقة” كمهرجان للصور التي يلتقطها الروائي الفنان عيسى القواسمي، ابن مدينة القدس بعين العربي الفلسطيني، الشاهد على تزوير التاريخ والجغرافيا، والمراقب للتفاصيل، لنزرع في أبنائنا تفاصيل حواري وأزقة القدس، وما يجري فيها لحظة بلحظة، كي لا ينسوا، وكي يكونوا قريبين من القدس بالتفاصيل الدقيقة.
إن القدس مفصل المعركة مع العدو، وهي ليست عاصمة فلسطين فحسب، إنَّما عاصمة الكرامة العربيَّة، فهي الطريق إلى الجنَّة أَو إلى الجحيم، وقد بذل العدو ما بذل للسيطرة عليها، وإخراجها من ملف أية مفاوضات، لأن العدو يعلم تماما أن من يسيطر على القدس سيكون المنتصر.
ابتدأ أسبوع القدس بفكرة من الشاعر الروائي أحمد أبو سليم، والروائي عيسى القواسمي، وتم التنسيق مع الشاعر صلاح أبو لاوي، والهيئة الإدارية لنادي أسرة القلم الذي حمل الفكرة وتبناها، وأخرجها إلى حيز التنفيذ.
ومن هنا كانت البداية، والافتتاح يوم الأحد الموافق 3/5/2015 في مقر نادي أسرة القلم في الزَّرقاء، حيث راح الروائي عيسى القواسمي يستعرض تفاصيل المدينة عبر الصور للحضور الذي أثنى على الفكرة، وأكد على أن الصور والحكايات التي رافقت الصور أثرت معرفة الحضور بمدينة القدس حتى لمن لم يزرها.
بعد ذلك كانت المحاضرة للباحث نواف الزرو حول تطورات المشهد المقدسي، تلا ذلك حوار بين الحضور والباحث، ثمَّ قرأ الطفل زيد الجبالي قصيدة ” دمهم مطر” للشاعر أحمد أبو سليم.
في الليل، بعد انتهاء الأمسية، تم نقل معرض الصور إلى مخيَّم البقعة، وتحديدا إلى مقر اتحاد المرأة الأردنية في البقعة، وفي الصباح تم العمل على تعليق الصور، ثمَّ ابتدأ اليوم الثاني من المهرجان في الرابعة عصراً، حيث توافدت جموع الطلاب، والرجال، والنساء، فوجاً فوجاً، وعيسى القواسمي يعيد حكاياته المقدسية عبر الصور بشغف، بلا كلل ولا ملل، ويرد على تساؤلات الحضور، ثم اختتمت الفعالية بمحاضرة للباحث عليان عليان حول عملية تهويد القدس، وتلا ذلك حوار مع الحضور، ثمَّ ألقى الطفل زيد الجبالي قصيدة لا حرب إلا الحرب للشاعر صلاح أبو لاوي، وقصيدة أخرى للشاعر تميم البرغوثي.
بعد انتهاء الأمسية تم نقل الصور إلى جبل النزهة، جمعية أبو شوشة، حيث كان القاص محمد درويش عواد أحد أَعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان بالانتظار، وتم ترتيب الصور في قاعة مقر الجمعية، وفي اليوم التالي بدأت وفود طلاب مدارس وكالة الغوث بالتوافد إلى مقر الجمعية، وبدأت حكايات القدس عبر الصور من جديد، وقد طرح الطلاب الكثير من الأسئلة، وشاركوا الروائي عيسى القواسمي معرضه بلوحاتهم وكتاباتهم عن القدس، وقرأ الطالب علاء الرفاعي قصيدة عن القدس، ثمَّ قرأ القاص محمد درويش عواد قصَّة عن القدس، وفي الخامسة مساء بدأ أعضاء الجمعية بالتوافد إلى المعرض، رجالا، ونساء، وأطفالا، حتَّى السابعة مساء حيث اختتم المعرض، وتم نقل الصور إلى ساقية الدراويش في اللويبدة.
في اليوم الختامي المفتوح احتشد جمهور من المهتمين مع أطفالهم، حيث افتتحت الأمسية بنشيد موطني ومعرض الصور للروائي عيسى القواسمي، ومعرض الفن التشكيلي ” لوحات من فلسطين” للفنانة هناء البدور، ورسم على وجوه الأطفال للفنانة هناء البدور أيضا، وتوزيع الحطات الفلسطينية على الأطفال، ثمَّ تلا ذلك كلمة لرئيس نادي أسرة القلم الشاعر صلاح أبو لاوي، ثمَّ فقرة الشعر حيث قرأت الشاعرة مريم الصيفي قصيدة عن القدس، تلاها الطفل زيد الجبالي الذي قرأ قصيدتين إحداهما للشاعر صلاح أبو لاوي والأخرى للشاعر أحمد أبو سليم، ثمَّ شارك الزجال الفلسطيني القادم من جنين عبد الله غانم بفقرة زجل فلسطيني، واختتم الشاعر سعد الدين شاهين فقرة الشعر.
الفنان الملتزم عبد الحليم أبو حلتم قدَّم وصلة غنائية نالت استحسان الجمهور ومشاركتهم، واختتم الحفل بتقديم الضيافة للجمهور.
وقد قدم الأمسية الشاعر أحمد أبو سليم.