ثقافة الأغاني العبرية وأغنية “انت عمري”
من الممكن إن كنت وقحاً بما فيه الكفاية, عندها تستطيع أن تسرق تاريخ شعب بأكمله, وإن كنت سارقاً ذكياً تستطيع فوق هذا كله أن تسرق رئيس هذا الشعب.
لربما مثل الكثيرين ممن استمعوا إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يتحدث عن طربه لسماع الأغاني العبرية، كنت لا أجد تعبيراً مناسب سوى فكرة واحدة لطالما تساءلت عن سببها كلما مررت بأحد مقاهي “الإسرائيليين” وهم يستمعون بشغف إلى أغاني عبد الحليم حافظ وأم كلثوم, كنت أقف وأشاهد تعابير وجوهم وهم يترنمون على الكلمات فأسخط على نفسي وعلى أم كلثوم وعلى العرب للحالة التي وصلنا إليها, من غير المعقول أن أطرب على كلمات عدوي إلا إذا وصلت لقناعة داخلية أن هذه الكلمات والموسيقى خاصة بي وملكي أنا لوحدي.
يتباهى رئيس السلطة محمود عباس بحملات التفتيش التي تقوم بها أجهزة أوسلو داخل المدارس الفلسطينية بحثاً عن السكاكين والحجارة, يطلب بكل ثقة من العدو أن يعطوه فرصة أسبوع واحد فقط كي يحقق ماذا؟
يحقق الأمن والاستقرار وأين يحقق هذا الشيء في مناطق (أ) الخاضعة له، أي بمعنى أدق، في المناطق الأكثر توجداً للفلسطيني، ولمن يحقق هذا الأمن, للعدو، فقط للعدو, لا يهم أن هذا الطفل الذي قمت بتهريبه وتفتيش شنطته أثناء الدراسة، لا يهم إن كان هنالك مستوطن حاقد يتربص به على طريق المدرسة، المهم أن يبقى الإسرائيلي في أمان.
يقول أحد قدامى حركة فتح ومن المبعدين عن البلاد والمهمشين داخل الحركة, كل ما نشاهده من سياسات يمارسها محمود عباس وأجهزته لا أستطيع استهجانها, هذا نهج كان مخطط له من السبيعينات وكان يحاك في السر ويتم تمريره من خلال بعض القيادات الانتهازية هنا وهناك, جيش لحد جديد ونظام حكم تابع للاحتلال مباشرة هدفه الأول والأخير تخفيف الفاتورة الأمنية والمالية والأخلاقية على المحتل.