تحضيرية المجلس الوطني تُجمع على وصول التسوية لطريق مسدود…
عقدت اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني اجتماعاً لها يوميّ العاشر والحادي عشر من شهر كانون الثاني لهذا العام، وذلك بحضور كافة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إلى جانب شخصيات رسمية، وعدد من الأحزاب اللبنانية، في مقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء ذلك الاجتماع بعد دعوات خطيّة وجهها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، مطلع كانون الثاني 2017، لأعضاء اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لانعقاد المجلس الوطني، وأكد فيها أن اجتماع التحضيرية سيركز على استكمال المشاورات لعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني تكون ناجحة وتُشكل رافعة حقيقية لتوحيد الصف الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وتفتح الطريق أمام انتخابات عامة، كما سيكون اجتماع اللجنة التحضيرية مناسبة لمناقشة تطورات الأوضاع الفلسطينية بشكل عام.
وأكدت اللجنة خلال اجتماعها على ضرورة عقد مجلس وطني فلسطيني يضم كافة القوى الفلسطينية، وذلك وفقاً لإعلان القاهرة الصادر عام 2005 واتفاق المصالحة الموقع في 2011، من خلال الانتخابات “حيث أمكن”، والتوافق “حيث يتعذر إجراء الانتخابات”.
كما اتفقت اللجنة على ضرورة تنفيذ اتفاقات المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمارس صلاحياتها في كافة مناطق السلطة الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة، وذلك وفقًا للقانون الأساسي الفلسطيني، كما تقوم بمهامها الموكلة بوجب اتفاقات المصالحة، بما فيها إعمار قطاع غزة، وتوحيد المؤسسات في مناطق الوطن.
واتفقت كافة القوى المشاركة في الاجتماع على استمرار عمل اللجنة وعقد اجتماعاتها الدورية، إلى حين عقد دورة المجلس الوطني الفلسطيني. ودعت رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، إلى ضرورة إنجاز نظام انتخابات للمجلس. كما أكدت على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات سابقة، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومسؤول دائرة العلاقات السياسية فيها، ماهر الطاهر، أن تحضيرات اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني تكتسب أهمية كبيرة بسبب مشاركة كل الفصائل الفلسطينية، وأكد على أن هناك توافق من جميع الفصائل على أن “مفهوم التسوية وصل لطريق مسدود”، في ظل أن القضية الفلسطينية تمر في وقت دقيق وخطير للغاية.
وحول خيار المفاوضات والمقاومة المسلحة، أكد الطاهر أن هناك شعور عميق لدى جميع الفصائل بأن القضية الفلسطينية في خطرٍ شديد، وأن الفلسطيني الجيّد بالنسبة لـ”إسرائيل” هو الفلسطيني الميت، والاحتلال الصهيوني يُريد تصفية القضية الفلسطينية “ليس أمامنا سوى خيار الوحدة والمُقاومة المُسلحة، ووثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني تُؤكد الحق بكل أشكال المُقاومة ومنها المُسلحة”.
وعن الأماكن المقترحة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، قال الطاهر أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكد على أهمية انعقاد المجلس الوطني في الخارج وبعيداً عن تحكم الاحتلال الصهيوني، لذلك “نقترح أن يُعقد المجلس الوطني الفلسطيني في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة”.
يشار إلى أن اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني والتي يرأسها الزعنون تضم في عضويتها أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمناء العامون للفصائل أو من ينوب عنهم.
ويجدر بالذكر أن اللجنة التحضيرية عقدت أربعة اجتماعات لها خلال العام الماضي 2016، في مدينة رام الله، ناقشت خلالها كافة الملفات المتعلقة بعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني.
ويمثل المجلس الوطني، السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير ويرسم برامجها، وهو بمثابة برلمان للمنظمة، وتأسس عام 1948، وأعيد تجديده عام 1964، ويضم 765 عضوًا موزعين على الفصائل (باستثناء حماس والجهاد حتى الآن) والهيئات والنقابات والاتحادات والشخصيات المستقلة.
والمجلس الوطني الفلسطيني، هو بمثابة برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، وعُقدت آخر دورة له في قطاع غزة، في العام 1996، تبعتها جلسة تكميلية عقدت في مدينة رام الله، عام 2009.