بيان صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن في الذكرى 28 لتوقيع معاهدة وادي عربة المشؤومة
بعد مرور 28 عاماً على توقيع معاهدة “وادي عربة” بين الأردن والكيان الصهيوني والتي تم من خلالها الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني واحتلاله للأرض العربية، وتبادل السفراء وتطبيع العلاقات معه، وتسويق السلام المزعوم عن استعادة أراضينا المحتلة ومياهنا، وتبشير الأردنيين بالمن والسلوى بعد توقيع المعاهدة.
يأتي هذا اليوم للتأكيد على رفض جماهير شعبنا العربي الأردني وكل أحرار الأمة لهذه المعاهدة المشؤومة مع كيان الاحتلال، ورفض كل اتفاقيات الإذعان التي تم توقيعها معه، بعد أن اتضح زيف التبريرات التي تم تسويقها لتوقيع المعاهدة التي منحت الكيان الصهيوني شرعية زائفة على الأرض العربية، وحوّلت الأردن إلى سوق مفتوح وممر للتطبيع، وفرضت استحقاقات على الأردن انعكست على الواقع الوطني بتغييب مشروع الإصلاح، والانخراط بأحلاف تتعارض مع المصالح الوطنية العليا، ومع دور الأردن العربي بالالتزام بقضايا أمته وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، وتكبيله باتفاقيات مذلة مع الكيان الصهيوني “الغاز والمياه مقابل الطاقة”، وتشريع التطبيع معه بكل أشكاله.
إن توقيع المعاهدة يتنكر للتاريخ المشرف لشعبنا في مواجهة المشروع الصهيوني ولدماء الشهداء التي سالت على أرض فلسطين وفي معركة الكرامة من جنود وضباط الجيش العربي ومن رجال المقاومة دفاعاً عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن الأردن وعروبته وسيادته.
في هذا اليوم يؤكد الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن على موقف شعبنا وقواه الحية على رفض المعاهدة ورفض كل الاستحقاقات التي فرضت على الأردن، ومواجهة كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تحاول الحكومات المتعاقبة تسويقه، ونؤكد أن الخطر الذي كان ومازال يتهدد فلسطين والأردن والأمة العربية هو الخطر الصهيوني، وأن أي محاولات لحرف بوصلة الصراع عن اتجاهها الرئيسي هي محاولات مشبوه وتخدم المخطط الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
في الذكرى 28 عاماً على توقيع المعاهدة بات مطلوباً تغيير النهج السياسي والاقتصادي الذي قاد البلاد الى أزمات حقيقية في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أزمات يعاني منها شعبنا وفي مقدمتها استمرار التزام الأردن بهذه المعاهدة المذلة ووجود سفير للكيان الصهيوني في عاصمتنا عمان، ورهن قطاعي الطاقة والمياه بيد العدو الصهيوني.
إننا ندعو كل القوى الشعبية من أحزاب ونقابات ومؤسسات وطنية الى توحيد جهودها في مواجهة هذا النهج وسياساته واستمرار النضال الشعبي لإسقاط معاهدة الذل والعار “وادي عربة” وكل الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، وتحرير الأردن من كل الاستحقاقات التي فرضت عليه كنتيجة لتوقيعه على هذه المعاهدة.
ونؤكد أن الخيار الوحيد الذي يثبت جدواه مواجهة المحتلين الصهاينة في فلسطين هو خيار المقاومة وهذا ما يسطره الشعب الفلسطيني كل يوم بدماء شهدائه وصموده ومواجهته مع الغزاة المجرمين الصهاينة في القدس ونابلس وجنين وعلى كل مساحة فلسطين التاريخية، وهذا يتطلب منا العمل على تكريس ثقافة المقاومة وتقديم الدعم والإسناد لهذا الشعب المكافح من أجل دحر الاحتلال واستعادة حقوقه الثابتة.
ونتوجه بالتحية للأبطال المقاومين في عرين الأسود وكتيبة جنين وكل المقاومين على أرض فلسطين، ونترحم على أرواح الشهداء الذين خاضوا معارك بطولية كان آخرها المواجهات التي خاضها مقاتلي عرين الأسود في مدينة نابلس ليلة أمس مع القوات الخاصة الصهيونية وجحافل قوات الاحتلال.
في الذكرى 28 لتوقيع المعاهدة يدعو الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن جماهير شعبنا وكل القوى الشعبية الى المشاركة في الوقفة التي دعت لها الحملة الوطنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني في ذكرى توقيع المعاهدة وذلك يوم الأربعاء 26/10/2022 الساعة السادسة مساء أمام وزارة الطاقة والثروة المعدنية بين الدوارين السادس والسابع.
عمان 25/10/2022
الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن