أرملة الجاسوس كوهين تفضح “عملية الموساد المُعقدّة والمُركبّة” وتكشف لإذاعة الجيش: الموساد اشترى الساعة من مزاد تسّوقٍ علنيٍّ قبل أشهر وأبلغني بذلك
حذارِ من الوقوع في فخّ الحرب النفسيّة والتسليم بأننّا ضعفاء أمام “جبروت” إسرائيل، نعم، إنّهم أقوياء، ولكن يجب علينا ألّا ننسى الدعم، على جميع أشكاله وأنواعه، الذي يتلّقونه من أصدقائهم من الغرب المُعادي لنا والمُنافق لهم، نسوق هذه الكلمات على وقع التهويل لقوّة جهاز (الموساد) الإسرائيليّ، في عددٍ لا بأس به من وسائل الإعلام على مختلف مشاربها، وبشكلٍ خاصٍّ، العربيّة منها، التي من حيثُ تدري أوْ لا تدري، تُساهِم في صنع هالةٍ من الوقار حول قدرة المُخابرات الصهيونيّة، وتمكّنها من تصفية القادة الفلسطينيين والعرب والإيرانيين في جميع أصقاع العالم، وهذا التصرّف، كان مقصودًا أوْ عفويًا، يُحبِط الأمّة، ويضعها في خانة المأزومة، المهزومة والمهزوزة، مقارنةً مع إسرائيل.
ولعلّ قصة ساعة الجاسوس الإسرائيليّ، إيلي كوهين، هي أكبر مثال على ترويج الرواية الصهيونيّة الكاذبة، حيث أكّد جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) أوّل من أمس الخميس، في بيانٍ رسميٍّ أصدره رئيسه يوسي كوهين، على أنّه تمكّن في عمليّة خاصّةٍ ومُعقدّةٍ من استعادة ساعة كوهين الذي أُعدِم في سوريّة عام 1965،
وجاء في بيان للحكومة الإسرائيليّة: أعاد الموساد إلى إسرائيل ساعة مقاتل الموساد الراحل ايلي كوهين، مُضيفًا أنّه تمًت إعادة الساعة في عمليةٍ خاصّةٍ نفذّها الموساد مؤخرًا.
ولكن كما يُقال لا شيئًا يُخفى تحت الشمس: فقد جاء الكشف عن تفاصيل “عملية الموساد الخاصّة”، والتي كانت عبارةً عن الاشتراك في مزاد تسّوقٍ، خلال لقاء صحافيّ أدلت به أرملة كوهين لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيليّ (غالي تساهل)، حيث قالت بالحرف الواحد، في معرض ردّها على سؤالٍ: لقد أخبرنا الموساد قبل بضعة أشهر بأنّهم وصلوا إلى ساعة كوهين التي كانت على وشك أنْ تُباع، وساقت قائلةً: لا نعرف أين، في أيّ مكانٍ، وفي أيّ بلدٍ. واختتمت قائلةً: بعد ذلك أبلغونا أنّهم حصلوا عليها، بالطبع قام الموساد بشرائها، على حدّ تعبيرها. وغنيٌ عن القول إنّ تصريحات الأرملة كانت حادّة كالموس، ولم يُصدر الموساد ردًّا على أقوالها، بل واصل التمسّك بالمزاعم حول “بطولاته”!.
وقال بيان الموساد الرسميّ إنّ هذا العام وفي ختام عمليةٍ، نجحنا في أنْ نُحدّد مكان الساعة التي كان كوهين يضعها في سوريّة حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل. وأضاف: كانت الساعة تُمثل جزءً من صورة عملية كوهين وجزءً من هويته العربية المزيفة، واختتم البيان قائلاً إنّه سيتّم عرض الساعة في مقر الموساد حتى السنة اليهودية الجديدة في أيلول (سبتمبر) وبعد ذلك سيتم تقديمها لعائلته، على حدّ قوله.
وكان الجاسوس ايلي كوهين حوكم وأُعدم شنقًا بتهمة التجسس في سوريّة بعد أنْ نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوريّ. وجاء في بيانٍ رسميٍّ للحكومة الإسرائيليّة: أعاد الموساد إلى إسرائيل ساعة مقاتل الموساد الراحل ايلي كوهين،. وأضاف: تمّت إعادة الساعة في عملية خاصة نفذها الموساد مؤخرًا، دون الإفصاح أكثر عن معلوماتٍ حول الـ”عملية الخاصّة”، ودون ذكر الدولة التي تمّ الحصول منها على ساعة الجاسوس. وشدّدّ البيان الرسميّ للحكومة، والموساد يتبع لها مُباشرةً، شدّدّ على أنّه بعد إعدام كوهين في 18 أيار (مايو) 1965 بقيت ساعته في دولة عدو، بحسب تعبيره. علاوةً على ذلك، أشار البيان إلى أنّه بعد إعادة الساعة إلى إسرائيل جرت عمليات بحث واستخبارات أثمرت التأكّد بدون شكٍّ بأنّ هذه هي فعلاً ساعة ايلي كوهين.
وفي بيانٍ رسميٍّ أصدره رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أشاد بكوهين وزملائه في الموساد، وقال أُشيد بمقاتلي الموساد على العملية الشجاعة والحاسمة والتي كان هدفها الوحيد أنْ يُعيدوا إلى إسرائيل تذكارًا من مقاتلٍ عظيمٍ أسهم بشكلٍ كبيرٍ في امن الدولة العبريّة، بحسب تعبيره.
نقلاً عن رأي اليوم