أخبار فلسطين

أبو أحمد فؤاد لنداء الوطن: الانقسام هو أخطر ما مرت به الثورة المعاصرة

 نداء الوطن تستضيف نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

  • وجود الاحتلال يعني المقاومة، ويعني الانتفاضات المتتالية والتضحية .. نحن أمام انتفاضة بكل المعاني وشعبنا يقدم التضحيات يومياً بإمكانيات محدودة وبسيطة

نداء الوطن: في الذكرى الـ58 لانطلاقة الجبهة الشعبية، ومع هذه الكوكبة من الشهداء

لقادة: الحكيم، وديع حداد، غسان، أبو علي، أبو ماهر اليماني وغيرهم، كيف استطاعت الجبهة مواصلة درب الكفاح والنضال؟

أبو أحمد فؤاد: في البداية شكراً لكم، ولمبادرتكم، للإطلاع على وجهة نظرنا بمناسبة الذكرى الـ48 لانطلاقة الجبهة .

أعود للإجابة على السؤال: الرفاق المؤسسون هم جزء من مؤسسي حركة القوميين العرب، التي كانت في الخمسينات والستينات، من أبراز وأهم القوى القومية الفاعلة في معظم الأقطار العربية وهي من أبرز الأحزاب والحركات التي تعاونت مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لاستنهاض الوضع العربي وللقضاء على الاستعمار وتحرير فلسطين وإقامة الوحدة العربية، وهي ثوابت حركة القوميين العرب، والتي بقيت في معظمها ثوابت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

الجبهة الشعبية هي امتداد للحركة. بالثوابت الوطنية والقومية مع اختلاف نسبي في الإيديولوجيا. الحركة كانت مبادئها وسياساتها تقدمية، حضارية، ثورية، علمية.

المؤسسون بعضهم استشهد والبعض الآخر لازال يتابع المسيرة، وها نحن الآن نحتفل بعيد الجبهة الـ48 ثماني وأربعون عاماً من التضحيات والإنجازات، والانتصارات، والآلام، والصعوبات والعقبات التي واجهتها جبهتنا في مسيرتها الطويلة، وهي مسيرة تستكمل مسيرة نضال شعبي العظيم التي اقتربت منذ وعد بلفور المشؤوم في عام 2017 سنكون أمام مئة عام من النضال والتضحيات من أجل دحر وهزيمة الصهيونية الاستعمارية تلك التي أدت إلى قيام كيان مصطنع على أرضنا وعلى حساب شعبنا وأمتنا، وعد بلفور المشؤوم وقرارات المؤسسات الدولية الظالمة (التي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق).

انطلقت الجبهة كتنظيم يساري ديمقراطي ثوري معادي للإمبريالية والصهيونية والرجعية والهدف هو تحرير فلسطين – كل فلسطين من نهرها لبحرها، لم تغير أهدافها الاستراتيجية وهي سائرة وستستمر من أجل تحقيق هذا الهدف، الذي سيتحد عبر المقاومة جيلاً بعد جيل.

نداء الوطن: مع انتشار الإسلام السياسي وانعكاسه على الساحة الفلسطينية بظهور الحركات الإسلامية، وتراجع قوى اليسار، كيف أثرت هذه الحالة على واقع القضية الفلسطينية؟

أبو أحمد فؤاد: التيار الإسلامي المتمثل بحركتي حماس والجهاد مطلوب منه أن ينخرط في أطر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، لذلك نحن في الجبهة نتطلع إلى تطبيق اتفاق القاهرة لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الانتخابات الديمقراطية أينما أمكن ذلك، وبالتوافق الوطني أينما يستحيل تنفيذ الانتخابات في كل الحالات يجب أن يكون هناك مرجعية واحدة للشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية التي يشارك فيها جميع القوى والتيارات والفصائل، ولا أحد غيرها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني.

_ اليسار الفلسطيني فاعل في الميدان، ولكن إمكانياته المالية محدودة وليس له لا حاضنة ولا قوى أو دول تقدم له الدعم والجبهة الشعبية من بين القوى اليسارية، وهي التنظيم الثاني في م.ت.ف لا يتوفر لديها الإمكانيات أو الدعم من أي نظام عربي لأنها مستقلة الرأي والقرار ولأنها متمسكة بالثوابت الوطنية والقومية وليس لديها أي استعداد لتقدم أي تنازل عن ثوابتها، مهما واجهت من صعوبات لكن هذا المبرر لا يكفي هناك تقصيرات لدى قوى اليسار في الساحة الفلسطينية، نحو الجماهير فخطاب بعضها أحياناً لا تستجيب لتطلعات وطموحات الشعب/ والشباب بشكل خاص كذلك لم تتمكن فصائل اليسار الفلسطيني من إيجاد صيغة عمل مشترك أو صيغة وحدوية أو صيغة اتحادية رغم كل المحاولات، ورغم الاقتراحات والمبادرات التي قدمتها الجبهة، وغيرها.

الجبهة الشعبية ستستمر في المحاولات لتطوير فعالية القوى اليسارية، وستستمر بالسعي للوصول لصيغة عمل مشترك مع القوى اليسارية.

نداء الوطن: هل لا يزال الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع تناحري وصراع وجود، أم أننا أصبحنا أمام أمر واقع؟

أبو أحمد فؤاد: نعم الصراع مع العدو الصهيوني، صراع تناحري. ولن يتوقف هذا الصراع إلى أن تتحرر فلسطين كل فلسطين، قد تتراجع حدة الصراع لأسباب وظروف بين فترة وأخرى، ولكنها تعود وتتقدم عبر الكفاح المسلح، أو الانتفاضات الشعبية المتكررة، ونحن الآن في الانتفاضة الثالثة.

ستفشل كل المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وستفشل كل محاولات التسوية سيئة الصيت.

نداء الوطن: الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني .. إلى متى؟ ولماذا لا يتم وضع النقاط على الحروف في تحميل مسؤولية هذا الانقسام لجهة بعينها؟ ولماذا لا نرى مبادرة أخيرة من الفصائل الفلسطينية لإنهائه؟ خاصة وأننا نرى فيه انعكاساً للصراع الدولي في المنطقة، وأصبح كل طرف يمثل مصالح جهة معينة؟ وهل هنالك مخاوف حقيقية من أن يصبح هذا الانقسام أمراً واقعاً علينا القبول به والتعاطي معه كما هو؟

أبو أحمد فؤاد: إن أخطر ما مرت به الثورة المعاصرة هو الانقسام، جريمة ارتكبت بحق شعبنا ووحدته، ووحدة مصيره وقضيته.. لم تشهد هذه الثورة مثل هذا الحدث منذ انطلاقتها حتى تلك اللحظة، لحظة الانقسام وشق الصف الفلسطيني.. والوطن الفلسطيني الذي لا زال جميعه يقع تحت الاحتلال، ليس صحيحاً أن هناك منطقة محررة، أو جزء من الوطن محرر ، غزة مثلاً الاحتلال لا زال مسيطر على كل شيء.. هذا الجزء العزيز من الوطن، رغم فرض المقاومة على العدو أين ينسحب من داخل غزة، لكن العدو لا زال يسيطر على المعابر، على الأجواء، على البحر، على كل متطلبات الحياة للشعب الفلسطيني البطل في غزةـ رغم هذا الواقع استمر الانقسام.

الحقيقة أننا لا نستطيع أن نحمل المسؤولية لطرف واحد، فهناك طرفين رئيسين في هذا الانقسام، أوجدنا بشكل مشترك اتفاق في القاهرة، لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وإعادة بناء م.ت.ف ليشارك فيها الجميع بدون استثناء لكن الحقيقة يجب أن تقال وبكل وضوح، لم يعد الحل، محلياً، أو تقرره الفصائل مجتمعة، أو تحله، حركتي حماس وفتح، هناك محاور تؤثر على القرار الفلسطيني، لم يعد القرار الفلسطيني بالنسبة لبعض التنظيمات مستقلاً، استقلال القرار، لأي حزب أو فصيل هو العامل الرئيسي لمعالجة أي خلافات، أو صراعات داخلية.

على الأطراف المعنية أن لا تخضع الوضع القائم في الساحة الفلسطينية لأي ضغوط خارجية أو مواقف وإملاءات تفرض من الخارج.

على أي حال مجدداً نحن نطرح ضرورة تطبيق ما اتفق عليه في القاهرة، وهو صالح تماماً لإنهاء الانقسام.

ولابد من مطالبة القيادة المصرية الجديدة أن تساعده في هذا الأمر وأن يفتح أبواب القاهرة، لاجتماعات الفصائل ومؤسسات م.ت.ف لأن الملف لا زال على طاولة الأخوة في مصر، المطلوب فتحه وتفعيله، وأيضاً لا نستطيع أن ينتظر إذا لم تكن القاهرة مستعدة لمساعدتنا في تطبيق ما اتفق عليه وسمي باتفاق القاهرة.

إن استمر الانقسام سيؤثر سلباً على الانتفاضة وسيؤثر سلباً على دعم الشعب العربي، وعلى الرأي العام العالمي، وسيؤثر سلباً على معنويات شعبنا في جميع أماكن تواجده، الوحدة الوطنية سلاح أي شعب في دحر الاحتلال ونيل الاستقلال.

نداء الوطن: ما هي رؤية الجبهة الشعبية للسلطة الفلسطينية وما هي محددات العلاقة معها؟ وكيف ترون آفاق هذه السلطة؟

أبو أحمد فؤاد: السلطة الفلسطينية جاءت نتيجة، اتفاقات أوسلو، المذلة، والضارة، والسيئة بكل المعاني والمقاييس.

اتفاقات أوسلو ما أعقبها من اتفاقات أدت إلى تراجع قضيتنا على مختلف الصعد وفي جميع المحافل الدولية، ولدى شعبنا وأمتنا كذلك من راهن عليها. اكتست منذ سنوات إنها كانت، مضرة، وعبثية، ولم تحقق شيء للشعب، ولم نستعيد شيئاً من حقوقه الوطنية، بل أدت إلى خلافات وانقسامات، ومشاكل وأزمات على مختلف الصعيد.

نحن في الجبهة عارضنا ولا زلنا نعارض اتفاقات أوسلو وما أعقبها من اتفاقيات اقتصادية، أو أمنية وشعبنا كله وفصائل الوطنية لكنها اليوم تقريباً ضد اتفاقات أوسلو، ومن كان معها سابقاً أو ساهم في وقوعها وتوقيعها، الآن يقف ضدها ويرفضها.. لذلك لابد أن نلغي اتفاقيات أوسلو، والاتفاقيات الاقتصادية والأمنية، وهذه خطوات ضرورة لاستعادة الوحدة، ولوضع استراتيجية جديدة بعيدة كل البعد يكرر اتفاقات أوسلو…الخ.

نحن نرى أن البديل، هي منظمة التحرير، ومؤسساتها والدولة الفلسطينية المعترف بها (دولة تحت الاحتلال).

لم تعد السلطة، مطلب شعبنا، ولا فصائله الوطنية نحن نرى أن البديل هو الاستمرار في النضال، للحصول على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن (دولة تحت الاحتلال) معترف بها من قبل مجلس الأمن وليس سلطة تحت (الاحتلال/ وهناك فرق كبير بين الوضعين).

فيما يتعلق بعلاقتنا مع السلطة، فقد شاركت الجبهة في انتخابات المجلس التشريعي، على قاعدة أن هذه الخطوة ستؤدي إلى الخروج من اتفاقات أوسلو، وترجماتها خاصة وأن اتفاقات أوسلو، كان يجب أن تنتهي عام 1999 ولكن لم يتم ذلك. نحن مرجعيتنا هي م.ت.ف ومؤسساتها وليس السلطة.

تعتبر اللجنة التنفيذية للمنظمة هي المرجعية كذلك المؤسسات الشرعية الأخرى لمنظمة التحرير, ونحن التنظيم الثاني في منظمة التحرير بقرار من المجلس الوطني الفلسطيني. نتمسك بالمنظمة ومؤسساتها، ونعمل على تطويرها، لتصبح إطاراً جامعاً لجميع الفصائل والتيارات.

نداء الوطن: كيف ترى مستقبل سورية؟ وهل أصبح خلاص الحركة القومية العربية بيد حركات إسلامية؟ وما هو تأثير الأحداث في سورية في رسم خارطة المنطقة ومستقبل القضية الفلسطينية؟

أبو أحمد فؤاد: الوضع في سوريا يسير إلى إنهاء الأزمة قد تحتاج بعض الوقت، سوريا صمدت والهجمة كانت شرسة جداً، أكثر من ستين دولة أرسلت عصاباتها لتدمير سوريا، الهدف تدمير سوريا وتقديم سوريا كنموذج يطبق إذا ما نجح على الأقطار العربية الأخرى.

المخطط المعادي الإمبريالي الصهيوني يعيث بالوطن العربي كل الوطن العربي، سوريا صمدت، والمخطط فشل رغم كل ما دفعه الشعب السوري الشقيق، والدولة السورية من خسائر وتضحيات يريدون أن ينقلوا معركتهم إلى لبنان لاستكمال تدميرها، ثم إلى المغرب العربي. واستكمال تدمير العراق، والانتقال إلى أقطار عربية أخرى، مثل اليمن الشقيق.

نداء الوطن: من خذل هبّة الشباب الفلسطيني؟ وكيف ترى الجبهة الشعبية إمكانات دعمها فلسطينياً وعربياً؟

أبو أحمد فؤاد: هناك في فلسطين انتفاضة وليست هبة.. انتفاضة بكل المعاني.. انتفاضة يشارك فيها شعبنا، في الضفة والقطاع و48 يقدم التضحيات يومياً بإمكانيات محدودة وبسيطة. وجود الاحتلال يعني المقاومة، يعني الانتفاضات المتتالية، يعني التضحية، مطلوب من أجل تطوير وتصعيد الانتفاضة.

قرار سياسي من م.ت.ف قيادة وطنية موحدة، توفير متطلبات الانتفاضة المادية والتسليح والإعلامية.

تأجيل أي خلافات الآن وجعل بوصلة الجميع الانتفاضة (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة).

كل شيء من أجل الانتفاضة وتطويرها وتصعيدها حشد طاقات كل الشعب في هذا الميدان.

– العمل على استنهاض الوضع الشعبي العربي لدعم الانتفاضة.

– المتابعة في المحافل الدولية ومحاكم الجنايات لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة.

– إعطاء أهمية للرأي العام العالمي..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى