أبو أحمد فؤاد: لدى محور المُقاومة خطّة مُشتركة في حال وقوع عدوان أو حرب
أكّد القيادي أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أنّ أهم نتائج العمليّة الإجراميّة التي قام بها العدو، والرّد عليها من حزب الله، هي ما صرّح به أمين عام الحزب السيّد حسن نصر الله بأنّه لا خطوط حمراء.
جاء ذلك خلال برنامج “ندوة الأسبوع” الذي يُبث على قناة الميادين، أوضح فيه أنّ العمليّات العسكريّة التكتيكيّة لا تُحسب بالخسائر البشريّة، لكن هناك جانب معنوي وجانب سياسي، وهذا تحقّق في عمليّة حزب الله.
ويتمثّل الجانب المعنوي أنه “لأوّل مرة في تاريخ الصراع لم يمر علينا أنّ الخطوط الأمامية والمعسكرات تم إخلاءها بالطريقة التي رأيناها، والجانب السياسي، النقلة النوعيّة التي تحدّث عنها السيّد نصر الله فيما يتعلّق بأنّ كل الخطوط والحدود مفتوحة سواء كانت على مستوى الطائرات المُسيّرة أو الميدان أو الحدود المباشرة وغيرها.”
وذكر نائب الأمين العام أنّه “فيما يتعلّق بأسباب المغامرة التي قام بها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وفريقه المجرم ضد الضاحية هذا بخبرتي المتواضعة هدف كبير وكان يستهدف شيء نوعي، والاخوة في حزب الله وسماحة السيد نصر الله يعرف أكثر منّا، ولكن فشل، وهذا أمر إيجابي جداً.”
وأكّد أنّ “محور المقاومة بألف خير وله القدرة على الردع وتوجيه الضربات المؤثرة بغض النظر عمّا يريده هذا الكيان ونتنياهو”، في إشارة إلى غاية نتنياهو بشأن الانتخابات، مُوضحاً أنّ الأمر لا يقتصر على الانتخابات، بل هو أبعد من ذلك.
وتابع قائلاً “نحن أمام مخطط ومشروع لا يستهدف الفلسطينيين والقضية الفلسطينية فقط، بل يستهدف كل من يُعادي المشروع الصهيوني، هذا المشروع الأمريكي الصهيوني يستهدف أيضاً الوصول للتطبيع واعتبار هذا الكيان جزء من المنطقة والوطن.”
وحول اقتحام قادة الكيان الصهيوني للحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة ب الخليل المُحتلّة، قال إنه شبيه لما يجري بالمسجد الأقصى، ولا تزال “صفقة القرن” مستمرة ولا زال لها تطبيقات على الأرض، “وما حصل في الحرم الإبراهيمي أمر مؤسف جداً ألا نسمع صوت عربي ولا إسلامي، لا عندما جرى اقتحام المسجد الأقصى ولا الحرم الإبراهيمي وهذا أمر لم يسبق له مثيل.”
وشدّد على أنّ ما جرى في الحرم الإبراهيمي “تقع علينا كلنا مسؤوليته قبل أن نُعلّق على الآخرين، نحن كفصائل منظمة التحرير نتحمّل المسؤولية في جرائم الاحتلال بتحريك شعبنا في داخل وخارج الأرض المحتلة، وشعبنا مُهيّأ ولديه مخزون نضالي ولكن يريد مرجعية واحدة موحدة ليتمكن من تحقيق أهدافه”، مُشيراً إلى أنّ الفصائل كان عليها أن تدفع باتجاه انتفاضة كالتي جرت حين اقتحم شارون المسجد الأقصى.
حول احتمالية حدوث حرب، قال القيادي أبو أحمد فؤاد “إنّ الزمن تغيّر وموازين القوى تغيّرت وقرار الحرب لن يكون قراراً إسرائيلياً فقط، سيكون قرار أمريكي، وهنا أتحدث عن قرار تكتيكي وليس ضربات هنا وهناك.”
وأوضح أنه “رغم كل الجرائم التي ترتكبها الإدارة الأمريكية إلا أنّ هناك مرجعيات ومؤسسات ومصالح، وهم يفكرون فقط بمصالحهم، وحين يتعارض أي شيء مع مصالحهم حتى لو صدر عن الكيان الصهيوني سيعارضونه.”
ولفت إلى أنّ موازين القوى لا تسمح بحرب، قد تسمح بعمليّات عسكريّة هنا وهناك طابعها على سبيل المثال كما جرى في العراق أو عمل تجسسي أو مُحاولة للطائرة التي وصلت الضاحية لتزرع قنبلة مُسيطر عليها، لكن الكيان يعلم أنّ هناك حسابات فيها رد، ويضع ذلك بالحسبان.
وتابع قائلاً “بتقديري زمن الحروب بالطريقة السابقة قد ولّى، والعدو الصهيوني لا يستطيع السيطرة على الإطلاق لا على المقاومة ولا سلاح المقاومة،…، الأمور باتت واضحة ولكن علينا فعلاً أن نطوّر إمكاناتنا باستمرار ونوحّد جهودنا باستمرار.”
عن الترتيبات والاتفاق بين جبهات المُقاومة في غزة والعراق و اليمن ولبنان، والدولة السوريّة وإيران، قال “دخلنا مع الاخوة في حزب الله في تفاصيل خطة مشتركة حين يقع عدوان أو حرب، وهناك تفاصيل نحن مطمئنين لها وحزب الله يُديرها بكفاءة عالية والوضع الآن لا يسمح أن أتحدث عن التفاصيل، والتي جرى الحديث فيها مع سماحة السيّد.”
وتابع قائلاً “هناك ترتيبات بحيث تُفتح الجبهات ويكون لها مرجعيّة واحدة وغرفة عمليات مشتركة وهذا متفق عليه مع كل هذه القوى، ومتفق على كل التفاصيل”، مُشيراً إلى أنّ “موازين القوى مختلفة والقدرة على الرد قائمة والقدرة على الهجوم أيضاً قائمة.”
وذكر أنّ التهديدات المُستمرة لغزة تُدلّل أنّ هناك تفكير لدى بعض القادة الصهاينة لتوجيه ضربات للمُقاومة في غزة، وهذا ينطبق على المُقاومة في لبنان وحزب الله، وهذا الموضوع لم يعد مؤثراً بشكلٍ كبير، لأنّ القوى المؤثرة تتخذ إجراءات لمنع هذه الطائرات المُسيّرة من تحقيق أهدافها، مُشيراً إلى تقديره بأنّ الحرب الواسعة ليست واردة.