الدكتور ذياب في مهرجان ذكرى “المؤتمر الوطني الاردني الأول”: ما زلنا نعيش تحديات المؤتمر بشقيها الديمقراطي أو الاقتصادي
شارك وفد من حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، في المهرجان الذي أقامته اللجنة التحضيرية لإحياء الذكرى التسعين للمؤتمر الوطني الأردني الأول.
وألقى الأمين العام للحزب الدكتور سعيد ذياب كلمة في المهرجان تالياً نصها:
في الخامس والعشرون من تموز عام (1928م) تم افتتاح المؤتمر الوطني الأردني الأول برئاسة الشيخ حسين الطروانة.
هذا المؤتمر الذي جاء انعقاده بعد وقت معين من الفراغ السياسي، عاشته البلاد وبمبادرة من الفرسان الوحدويون في مناطق السلط، الكرك، إربد، العقبة.
تمثل جدول أعمال المؤتمر بمسألتين اساسيتين:
* المعاهدة البريطانية. * موقف شرق الأردن من وعد بلفور.
عكس هذاالمؤتمر التجسيد التنظيمي المبكر للحركة الوطنية الأردنية، والترابط الكافحي بين الأردن وفلسطين من خلال الإدراك لمخاطر المشروع الصهيوني والذي تبلورت مؤشراته من خلال الاستيطان ووعد بلفور المخاطر على فلسطين والأردن معاً.
لقد تبنى المشاركون ميثاقاً احتوى على عدة مطالب:
* الاستقلال. * السيادة. * وحكومة دستورية مستقلة.
* ارساء قواعد الحكم على أسس الدستور والنظام النيابي.
* رفض وعد بلفور.
لعل إشارة اللجنة التنفيذية للكومنتيرن (الأممية الثانية) أكدت على دور المؤتمر والهيجان في الأردن في اشتعال ثورة البراق في فلسطين عام (1929م).
منذ ذلك اليوم، مسيرة نضالية خاضها الشعب الأردني من أجل بناء أردن وطني ديمقراطي وخاضها دفاعاً عن فلسطين وعروبتها، سقط العديد من الشهداء من كايد عبيدات، محمد الحنيطي، أحمد المجالي، شربل الخيطان إلى المئات من شهداء الجيش العربي الذي سقطوا على أسوار القدس، جنين، وفي العراق لهم المجد، والخلود.
أيها الأخوة،،،
من المفارقة أن المؤتمر حدد أهدافه واعتبرت تلك الأهداف بمثابة أول برنامج أردني ديمقراطي، ما زلنا نعيش ذات التحديات، سواء بشقيها الديمقراطي أو الاقتصادي.
في الذكرى التسعين لا زلنا نواجه ذات تحدي الإصلاح السياسي وغياب الإرادة السياسية لإنجاز تلك المهمة، لا تزال المطالبة بحكومة برلمانية مطلباً شعبياً، ولا يزال الفصل بين السلطات وتداول السلطة من أبرز أهدافنا.
لا تزال حرية التعبير غير مصانة، والإعلام لا يزال مهيمناً عليه.
وتواجه مؤسسات المجتمع المدني تهميشاً ملحوظاً والمشاركة الشعبية شبه معدومة.
قبل حوالي شهرين، خرجت جماهير الشعب الأردني إلى الساحات والميادين احتجاجاً على مسلسل القرارات الإقتصادية وسلسلة الضرائب، الغلاء، الفقر، البطالة.
احتجاجاً على الرضوخ لطلبات صندوق النقد الدولي، إحتجاجاً على الرضوخ، الارتهان للأجنبي.
كانت حناجرهم تصدح بالتصدي للفساد والفاسدين، كان لسان حالهم أن هذا الوضع وهذه الأزمة لا يمكن مواجهتها إلا بحكومة انقاذ وطني وبرنامج وطني شامل يؤسس للأعتماد على الذات ضمن مشروع وطني وديمقراطي.
أيها الحضور الكريم،،،
يتعرض وطننا العربي لمخاطر جدية هي الأكثر تهديداً لحاضره ومستقبله، بدأت هذه المخاطر منذ العقد الأول لهذاالقرن، من خلال مشروع أمريكي صهيوني تحت عنوان (الشرق الأوسط الجديد) تم ترجمة هذا المشروع من خلال افتعال الحروب والاقتتال الداخلي لتدين الدولة الوطنية وتدميرها.
ولعل ما تعيشه ليبيا، اليمن، العراق، وسوريا، الا التأكيد الأكثر وضوحاً لمخاطر هذا المشروع.
وفي ظل هذا الانشغال والاقتتال الداخلي، فإن الإدارة الأمريكية وبشخص رئيسها، انطلقت في الحديث عن (ما يعرف بصفقة القرن) هذه الصفقة التي بقدر ما تحمل مخاطراً لتصفية القضية الفلسطينية.
ومن خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، والغاء حق العودة، وتوطين اللاجئين، واعتماد قانون الدولة اليهودية والغاء حل الدولتين، اضافة لذلك فإن تبعات هذه الصفقة ستقوم إلى المساس بالسيادة الوطنية الأردنية وتكريس الهيمنة الصهيونية على الوطن العربي.
إن هذه الصورة تفرض على الحركة الوطنية الأردنية وحركة القوى العربية استنهاض أوضاعنا للتصدي لهذه المخاطر.
عاش الأردن حراً عربياً
التحية للمقاومة في فلسطين
المجد للشهداء