اليَوم العالمي للتضامن معنا
ليسَ هناكَ شَك بأنَّ أوضاعنا نحنُ العَرب الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني بأمَس الحاجَة للتضامُن العالَمي ودعم قضايانا ولكن..
كيفَ يُمكن لَنا نُكَرِّس التقسيمات الحاصلة لشعبنا، هناكَ اليَوم العالمي للتضامُن مع الشَعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني وقَد أقرَ من الهيئة العمومية للأمَم المتّحدَة وأخذَ صبغة العالميّة وليسَ الشَعب الفلسطيني من أقرَّهُ، إذً لماذا لا نستغل هذا اليَوم العالَمي لطرح قضايانا كجزء من الشَعب الفلسطيني؟؟ ولماذا لا نُعيد الإعتبار لطرح القضايا الكبرى التي تخُص الشعب الفلسطيني ومعاناتهِ في كُل أماكن تواجُدِهِ؟؟ أليسَ الإحتلال هو سبَب معاناة شعبنا في الضفة الغربية كما غزة والقُدس!!؟ أليسَ الإحتلال ذاتَهُ هو سَبَب المُصادرة في الجليل والمُثلث والنَقب؟ وهو ذاتَهُ سبَب حالة اللجوء وأوضاع اللاجئين ومُعاناتهِم؟ أليسَ الإحتلال هو من كانَ سبَبًا في طرد وتهجير أهل صفورية والناصرة وأم الزينات واللجون وبيسان وحيفا ويافا وعكا وووووو… وما إلى أن تصل إلى أكثَر من 531 قرية ومدينة وتجمُع فلسطيني على طول وعرض البلاد..
لِماذا لا نبذل كُلّ جُهدٍ مُستطاع في هذا اليَوم العالَمي بدلَ أن نُشَتِّتَ الجُهود أم أنَّ وراءَ ذلكَ لُعبٌ في السياسة؟؟
وقريبًا قَد ينبري لنا من يُعلن عن اليَوم العالَمي للتضامن غزة واليَوم العالمي للتضامن الشتات وغيرها من أيام تجزيئية، فَعدم ربط الخيوط بِبعضِها البَعض حتمًا سيوصِلُ الكرة إلى ملعبِ من يرسُم سياسات التجزءةَ، شِئنا ذلك أم أبينا، هذه هي رسالة مثلَ هذا الإعلان.
حقيقة لا أدري ما هي التحضيرات لهذا اليَوم وَكَم صُرفَ ومن أين وعلى ماذا؟؟ لا أدري حقًا أينَ وَصَلت الرسالة الإعلامية والسياسية من هذا الإعلان قبلَ وصولنا لليوم العالمي خاصّتُنا؟ حتى الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد ليسَت على عِلمٍ كافٍ بهذا اليَوم، والحَشد هُنا في الداخل سيكون بحسبِ من لهُ مصلحة فيهِ أكثَر من الآخَر، ولا حاجة هُنا للمُكابَرة في الردود، حارتنا ضيقة ومنعرف بَعض منيح.
هَل ناقشَ فعلًا المجلس المركزي هذا اليَوم بعُمق، وهل إستشارَ أصحاب الخبرات؟ أم هي مسيرة (الفَزعة والهلم در هُبة)، و(عليهُم عليهُم معاهُم معاهُم).
أخشى كثيرًا ولا يسَعني أن أكبت ما يجول في خاطري، أن يتحوَّل هذا الإعلان إلى ( ) لطلبات الدعم من مؤسسات أجنبية أو عربية أو فلسطينية أو إسرائيلية، وأن يكون أيضًا منصة خطابية فقط لا غير ويبقى المضمون إن وجِد حبرًا على ورق.. وبالمناسبة مشاركة القوى أو الفصائِل في تنظيم نشاطات موازية لا يعني أنَّهُ أخذَ الشرعية فهذه الفصائِل أيضًا تبحث عن منصات وميكروفونات وعن مهرب لها من تقصيرها وعقمها وعجزها في توفير أدنى حد من متطلبات الثَورة، الثَورة التي قامَت من أجلِ تحرير فلسطين قبل أن تُحتل الضفة الغربية وقطاع غزة، الثَورة التي قامَت من أجلِ إعادة اللاجئين، أم نسيتُم يا أصحاب الثروة من أجلِ ماذا قامَت ثَورَتكم…
قضايانا نعم يجب أن تُطرح في كل المحافِل الدولية والعالمية والحقوقية، ببرنامج وخطاب واضِح مُتفق عليه،لا أن نسعى لتكريس المُفَتَّت، تحديد المسؤوليات والمُهمّات، المشاركة مع أي من المؤسسات الدولية والمحلية، الجمعيات الحقوقية ما دورها وأينَ تقف من هذا المَشروع؟ وهي حتمًا تحملُ خطاب المواطنة أفضَل من أعضاء الكنيست العَرب لأنَّها تلعب في الملعب الحقوقي المدني ولا تُناور بينَ في السياسة، أختلف مع هذه المؤسسات ولا أنفي أهمية دورها في مشروع حقوقي مدني هو جزء من الطريق بيننا والجزء الآخَر لا علاقة للبعض منهم فيه.
عرابة الجليل / فلسطين